2007 نجاحات وإخفاقات للمرأة الأردنية
رحل العام 2007 بكل ما فيه من ايجابيات وسلبيات، وكأي مواطن أردني بدأت المرأة الأردنية عامها بالكثير من الآمال والطموحات ...
التي تحقق بعضها مع مرور أشهر 2007 فيما تلقى بعضها الآخر نكسات تركت المرأة مع موعد مؤجل للأحلام، وشملت هذه الأحلام كما الخيبات قطاعات السياسة، والثقافة والفنون، والحياة العامة.
الصورة كانت قاتمة بالنسبة للبعض فيما حمل العام بالنسبة للأخريات الكثير من الإيجابيات، وكان استمراراً لسنوات سابقة وتمهيدا لأخرى قادمة بالنسبة للبعض الآخر.
النائب السابق توجان فيصل والتي كانت أول امرأة تدخل البرلمان الأردني اعتبرت "أن وضع المرأة الأردنية لا يفصل عن الوضع العام الذي تراجع بشكل كبير خلال عام 2007 حيث لا ديمقراطية ولا حقوق إنسان."
وترى فيصل "أن التركيبة السياسية الأردنية التي تشغل فيها عدد من النساء مناصب سواء في الوزارات أو المجلس التشريعي بشقيه لن تؤدي إلى تحسن أوضاع المرأة لأنها لا تعتمد على الكفاءة أو الخبرة، والقائمين عليها غير مؤهلين."
وتحذر فيصل من أثر الفقر والجوع على الأردنيين عموماً والمرأة الأردنية التي تعتبر أولى ضحايا الفقر خصوصاً " الفقر والتجويع ماذا سيفعل بالمرأة، أنظروا إلى الحال الأخلاقي لفتيات الأردن، المرأة أول ضحايا الجوع والفقر."
ولا تتوقع فيصل أن تتوافر بيئة مناسبة لتقدم المرأة في ظل تراجع الحقوق الأساسية للأردنيين كافة " الرعاية الصحية، التعليم، الغذاء، الحقوق الأساسية وأسباب المعيشة تتراجع لكل الأردنيين، تراجعت كل حقوق الأسرة رجالاً ونساءً فكيف ستتقدم المرأة، حتى الرجال همشوا وقمعوا، هل المرأة ستتقدم."
كما تعتبر فيصل أن تحديد كوتا للنساء في المجلس النيابي على اعتبار أن المرأة مستضعفة أمر غير منطقي كون تصرفات الحكومة أدخلت الكثير من الأردنيين في قطاع المستضعفين " ما يجري أن نذوق ونقول أوصلنا المرأة وكأننا أخرجناها من قطاع مستضعف بينما أدخلنا مليون إنسان رجال ونساء في القطاع المستضعف."
من جانبها ترى النائب فلك الجمعاني أن وضع المرأة الأردنية ممتاز في ظل فتح المجالات أمامها وإعطائها الفرص، بينة أن الدور الآن يقع على المرأة لإثبات وجودها وقدرتها على العطاء " وضع المرأة وضع جيد بل ممتاز انفتحت كل المجالات والأبواب أمام المرأة وأعطيت كل الفرص ليس هناك مجال إلا واخترقته المرأة خلال عام 2007، المسؤولية الآن تقع على المرأة لإثبات وجودها وقدرتها على العطاء."
عضو مجلس أمانة عمان، وعميدة كلية العلوم في الجامعة الأردنية الدكتورة هالة الخيمي رأت أن " التطور خلال عام 2007 كان ايجابي جداً بالنسبة لدور المرأة الأردنية في الحياة العامة، حيث بدت ملامح مشاركتها واضحة في كافة المجالات وتمثل ذلك في زيادة عدد الوزيرات والقضاة والأعيان ومديرات الدوائر والمؤسسات، وحتى عضوات المجالس البلدية والنيابية."
وتضيف الخيمي "أما بالنسبة للمؤسسات التعليمية فبالرغم من وجود عدد لا بأس به من عضوات الهيئة التدريسية وعدد من عميدات الكليات، لكننا نتمنى أن تصل النساء إلى الصفوف الأولى وأن تتبوأ بعضهن مراكز إدارية عليا في الجامعات والمؤسسات التعليمية."
وترى الخيمي أنه "نظراً لطبيعة الحياة الاجتماعية في الأردن فإنه من الصعب قياس تطور المرأة خلال سنة واحدة لأن التطور تراكمي ومع أنه يسير بمعدلات بطيئة نسبياً إلا أنه ايجابي."
الناشطة في مجال حقوق المرأة ليلى حمارنة رأت في العام 2007 عاماً حمل في جعبته العديد من الإيجابيات للمرأة الأردنية " فقد بدأت المنظمات النسائية عامها بالتفاؤل نظراً للمصادقة على أربعة وثائق للأمم المتحدة في نهاية 2006 وهي: اتفاقيات حول التمييز والتعذيب والبروتكولين الملحقين بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إضافة إلى المصادقة على اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة في تموز 2007، وتحديد كوتا نسائية مقدارها 20% في المجالس البلدية وفقاً لقانون البلديات الذي صدر في شباط من العام الفائت."
وفي الناحية السلبية تبين حمارنة " أن منظمات المجتمع المدني ومنها الجمعيات النسائية عاشت بقلق كبير خلال عام 2007 نتيجة لقانون الجمعيات المزمع إقراره والذي احتوى على بنود تعيق العمل المجتمعي وبالتالي عمل المنظمات النسائية مما يؤثر على مسيرة المرأة الأردنية."
وعن جرائم الشرف التي تضاعفت خلال 2007 تقول حمارنة أن الجمعيات النسائية في الأردن " تقدمت بمشروع قانون ضد العنف يجرم العنف الأسري ضد المرأة وينادي بإزالة العذر المخفف لجرائم الشرف من قانون العقوبات."
وفي مجال الثقافة الذي شهد تعيين امرأة كوزيرة للثقافة خلال العام الفائت ترى الكاتبة الأردنية لانا مامكغ " أنه لا يمكن ملاحظة تطور للمرأة الأردنية في مجال الثقافة خلال السنة الفائتة ولا ولادة جديدة لمثقفة أردنية فرضت نفسها على الساحة الثقافية وذلك لأن السنة زمن محدود جداً، وقضايا البعد الثقافي قضايا تراكمية لا تحدث بسنة."
وتبين مامكغ أن " هذا لا يعني أن المسيرة الثقافية للمرأة الأردنية متوقفة، ولكنها تسير بشكل بطئ، وفي الإتجاه الصحيح."
وعن ما لفت نظرها من أمور خلال عام 2007 تذكر مامكغ " تكريم المركز الأردني للإعلام لعدد من الإعلاميات في آذار الماضي، و المبادرة الملكية التي تمثلت بتكريم الملك لعدد من الرائدات في المجالات المختلفة الثقافية والاقتصادية والعمل العام."
أما الفنانة الأردنية مكادي نحاس فتعتبر 2007 عاماً " حمل تغييرات عديدة بالنسبة للمرأة الأردنية خاصة في الحقل الفني، إذ ترى أن الناس بدأت خلال 2007 تهتم بالفن والفنانين والأمور الثقافية ، إضافة إلى أن المؤسسات الحكومية بدأت تلتفت للعاملين بهذا المجال وتقتنع بأهمية دعمهم بشكل خاص لقناعتها بدورهم في التطور والتقدم."
وترى نحاس في الفنانة الأردنية " مثال للمرأة التي تستطيع أن تعمل كل شيء ضمن الحدود المتاحة لها "والتي تعتبرها مقبولة.
هل سيحمل العام 2008 في جعبته النجاح والتقدم للمرأة الأردنية في مختلف المجالات أم يكون عامأً صعباً على الأردنيين جميعاً رجالاً ونساء؟.
إستمع الآن











































