20 ألف أردني يراجعون سنويا عيادات الطب النفسي
اردت حلا شامل للاضطرابات النفسية التي اصابتني " هكذا بررت "الهام " طرقها لباب العيادة الاستشارية للصحة النفسية لتلقي العلاج.
تقول "الهام" التي تعمل ممرضة في احدى المستشفيات الحكومية " لم اخجل من العلاج النفسي" تضيف "هدفي كان التخلص من الاضطرايات التي اصبتني بفعل المشاكل الاسرية" مشاكل بحسبها ناتجة عن اصابت احدى شقيقاتها بمرض نفسي.
وخلافا للطريقة التي خطاها اهل "الهام" في علاج شقيقتها عن طرق طرق باب العرافات والشيوخ طمعا في علاج يتم بالسر، ولا نها كما تقول "اردت حل شاملا ونهائيا للمشكلة"، طرقت الهام باب العيادة الاستشارية للطب النفسي.
تقول الهام التي تماثلت للشفاء بعد علاج استمر اسبوعين" لقد عانيت كثيرا من الاضرابات النفسية"، تضيف" جعلتني عصبيه".
وبحسبها فان العلاج بجلسات نفسية دون الحاجة الى استخدام العلاج.
الهام واحدة من 20 الف حالة راجعت العيادة الاستشارية للصحة النفسية خلال العام الماض، بحسب مدير المستشفى الوطني للطب النفسي الدكتور محمد عصفور الذي اشار الى ان العيادة تستقبل 15 حالة يوميا.
تم انشاء العيادة بتعاون مشترك بين وزارة الصحة الاردنية ومنظمة الصحة العالمية لتكون رديفا للخدمات التي تقدمها المستشفى الوطني للطب النفسي.
وبحسب عصفور فان العيادة تمثل مشروعا رائدا في تقديم المساعدة النفسية للمرضي، مؤكدا على ان العيادة تساند عمل المستشفى الوطني للطب النفسي.
وبحسبه فان دور العيادة يتمثل في متابعة الحالات التي تغادر المستشفى الوطني بعد شفائها بهدف عدم انتكاستها مرة اخرى.
يضيف العيادة هي خطوة اولى على طريق تطبيق المعاير الدولية في العلاج النفسي والقائمة على التقليل من اعداد المستشفيات لتحل مكانها برامج متابعة، مؤكدا على ان المعاير الدولية تعتبر حجر المريض داخل المستشفى "انتهاك لحقوقة".
وتقوم العيادة الاستشارية على الحد من حالات حجر المريض من خلال تقديم العلاج والاستشارة النفسية دون الحاجة الى عزله عن محيطة الاجتماعي.
ويشير عصفور الى ارتفاع تكلفة المريض النفسي والتي تتراوح بين 70-80 دينار يوميا، مؤكدا على ان العيادة ساهمت في التقليل من تلك الكلف.
كما ساهمت العيادة في تغير الصورة النمطية عن المرض النفسي من خلال مشاركت اهل المريض في عملية العلاج.
وكشف عصفور عن ان وزارة الصحة ستقوم بعمل مسح شامل للتعرف على واقع الامراض النفسية في الاردن، مشيرا الى ان المسح سيتم بعد الانتهاء من اعداد الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية التي توقع الانتهاء منها مطلع سبتمبر/ ايلول المقبل.
ممثل منظمة الصحة العالمية في الاردن الدكتور هاشم الزين اشار الى تردي واقع الطب النفسي في الاردن لافتا الى ان الطب النفسي يعاني من نقص حاد في الكوادر اذ يبلغ عدد الاطباء النفسيين 60 طبيا فقط.
ويعتبر عدد الاطباء النفسيين متواضعا لاسما وان الاحصائيات العالمية تشير الى وجود ربع مليون أردني يعانون اضطرابات نفسية.
مدير العيادة الاستشارية للصحة النفسية الدكتور نعيم جابر يؤكد على دور العيادة في تغير نظرة المجتمع للمرض النفسي.
بحسبه تنظم العيادة زيارات منزليه لاهل المريض، اضافة الى عقد جلسات علاجية داخل المركز بحضور اهل المريض.
ولفت جابر الى اعتماد العيادة على المزاوجة بين العلاج بالدواء والعلاج النفسي، قائلا ان هذه المزاوجة رفعت نسبة التحسن لدى المرضى الى 90 % بعد ان كانت النسبة لا تتجاوز الـ 70 % في حالة الاعتماد على العلاج فقط.
وبحسبه فان العلاج النفسي قلل من جرعات الدواء للمرضى كما خفض نسبة تعرض المريض للانتكاسة بعد العلاج الى 40%.
"الهام" التي انهت العلاج في العيادة ما تزال تعود اليها.
وبحسبها فان زيارتها للعيادة تاتي بهدف مساعدة شقيقتها المريضة على تلقي العلاج.











































