2 من قصص مرشحي أهل الهمة

الرابط المختصر

رجا سعيد الصافي

 

«من واجبي كاردني يعيش على تراب هذا الوطن المعطاء أن أكون مساهما في بناء لبًنة من لبًنات مجتمع أردننا الغالي بشتى الوسائل المتاحة وغير المتاحة»

 

واقف هنا عند مقولة جلالة قائدنا المفدى وهي أن "مكانة أي مواطن عندي هي بمقدار ما يخدم هذا الوطن". فأنا أعتبر نفسي محطة يمر بها هؤلاء الاطفال لتربيتهم وتعليمهم على حب مليكهم ووطنهم ليتمثل وطنهم الغالي في كافة المحافل واضعين اردننا في مصاف دول العالم في مجال العاب الفنون القتالية ، كما أني لا أجد نفسي إلا عندما أخدم وطني من خلال هؤلاء الاطفال".

كان رجا الصافي يدرّب رياضات الحلبة في نادي استأجره لهذا الغرض ، وكان يأخذ من الطلاب رسوما شهرية إلى أن تم هدم المبنى. ومنذ ذلك الحين في عام ألفين وخمسة أصبح بلا نادي ، ولكن مع اصرار الأولاد على التدريب لانهم أحبّوا اللعبة ، بدأ يدرّبهم في الشارع بما يعادل أربع ساعات يومياً مجاناً.

وقد بدأ في عام ألفين وخمسة أيضاً تدرّيب الطلاب في المدارس الصيفية مجاناً ، بحيث توفّر له المدرسة الساحة فيأتي هو وعدد من طلابه ويقومون بتدريب طلاب تلك المدرسة. بمساهمته هذه ، استطاع أن يحفز حوالي خمسين شابا ممن درّبهم وهم الآن يساعدونه في التدريب.

ضيق الحال في وضع رجا وطلابه ، قد يكون ساهم في إعطاء الشباب الذين يتدربون معه درساً في التعاون والمشاركة فهم يصرفون على تنقلاتهم كفريق عن طريق جمع علب البيبسي الفارغة عن الطريق وبيعها لتوفير دخل ، بالاضافة إلى حصالة يضعون فيها ما تيّسر لهم بهدف دعم رحلاتهم إلى البطولات.

يخصص الكابتن رجا أربع ساعات يومياً للتدريب ، ولكنه يخصص ساعات أكثر اذا كان هناك تحضير لبطولة أو مناسبة معينة. واستطاع منذ بدء مبادرته تدريب حوالي الف وخمسمائة شخص. وقد ساهمت مبادرته في تحفيز الشباب على حب الرياضة وتفجير طاقاتهم في الأماكن المناسبة ، وبطرق مفيدة. وقد شارك ثلاثة من أعضاء المجموعة التي يدربها في بطولة بانكوك لعام ألفين وثمانْية ، وحصدوا أربع ميداليات.

عندما بدأ بالتدريب في الشارع لم تتوفر لديه أي وسائل أو أجهزة أو أدوات يستخدمها في تدريبهم ، ولأن "الحاجة أم الاختراع" اضطر إلى أن يقوم بتصنيع بعض هذه الأدوات بيديه لاستخدامها في التدريب ، ما جعله أكثر رغبة وتفانياً في العطاء بهدف تحقيق نتائج مشرّفة على مستوى المملكة ، ورفع العلم الأردني عند حصولهم على مراكز جيدة في احدى الدورات العربية.

تواجه مساهمة رجا العديد من التحديات ، ربما يكون أهمها عدم وجود مكان للتدريب مما اضطره إلى أن يدرب في الشارع ، هذا إلى جانب عدم وجود الدعم المالي.

يتمنى أن يقدّر الجميع أهمية الرياضة للشباب وخاصة فنون القتال لما فيها من إخلاص واحترام للغير ومساعدة من هو بحاجة ، كما يتمنى أن يتوفر له نادي شامل ومتكامل لتعليم هذه اللعبة.

 

عبد العزيز أبو غزالة

 

«النجاح هو ما نحققه

على الارض .. يمنحنا الرضا لاسعاد الآخرين»

 

حال أن تدخل منزله تشعر بالحيوية والنشاط يملأ المكان ... فمنزل عبد العزيز يختلف عن منازل الكثيرين ، فعبد العزيز أبو غزالة اختار أن يكون منزله متميزاً. وذلك عندما قام قبل عشر سنوات بفتح مرسمه الخاص داخل بيته حتى يستعمل أي شخص مرافقه من مراسم وغرفة صلصال وأماكن للجلوس والقراءة.

قبل أن يسكن فيه ، كان هذا المنزل القديم مكبا للنفايات. وحوله عبد العزيز إلى مكان جميل مليء بالحياة والألوان ، واستخدمه لينقل ويعلم خبراته في النحت والرسم لمن يرغب. و قد أطلق عليه اسم "محترف الرمال" ، والاسم يصف تماماً المكان فهو يعني مكان الاحتراف .. ومكان العمل بالفنون ، واستخدام الرمال التي تعتبر أساس كل الأشياء الفنية الجميلة.

ومنذ ذلك الحين أصبح للمنتفعين مكان يذهبون إليه ويقصدونه من أجل الاستمتاع بالفن وتعلمه بطريقة جديدة ومبدعة ومسلية. وإلى جانب ذلك يقوم عبد العزيز بالتطوع في بعض محافظات المملكة لتعليم الأطفال الفن ، حيث يعمل مع الهيئة الوطنية لنزع الألغام في محافظة المفرق ، ومع مبادرة ذكرى في غور المزرعة.

قد تردد على مر السنوات على "محترف الرمال" الاف الاصدقاء والزوار ، فنانون وموسيقيون وأدباء ، وأصبحوا يملكون نفس الروح للعمل وحب التطوع ، وفي أيام الصيف يصل عدد الزوار إلى سبعين شخصا في اليوم.

تنصب كل الأموال التي يحصل عليها عبد العزيز على هذا المشروع ، فهو يعمل كمدرس فن ، كما أنه يقوم بنحت بعض الديكورات للمسلسلات التاريخية الأردنية. بالإضافة الى تقديمه بعض الدورات الفنية بأسعار رمزية ، إلى جانب المبالغ القليلة (ثلاثين قرشاً - نصف دينار) التي يحصل عليها من الخدمات البسيطة التي تقدم للزائرين في "محترف الرمال" كتقديم الشاي والقهوة.

قد يكون الدافع وراء مساهمة عبد العزيز إحساسه بالمسؤولية تجاه مجتمعه في محاولة لنشر الوعي ، ولتحقيق حلمه حصل على منزل قرر تحويله الى "محترف الرمال" ليكون ملاذا لكل من يريد تعلم الفن.ويفتح "محترف الرمال" أبوابه أمام الجميع يومياً من الساعة الحادية عشر صباحاً وحتى الحادية عشر مساءً ما عدا يوم الثلاثاء.

يواجه عبد العزيز بعض المشاكل المادية من وقت إلى آخر ، إلا أنه و بالرغم من قلة الموارد استطاع أن يدعم الحركة الفنية في مجال الفن التشكيلي والنحت من خلال إقامة ورشات عمل ، ومهرجانات وساعد عدداً من الشباب في تطوير مهاراتهم.

يتمنى المرشح أن يصل إلى عدد أكبر من الناس. وأن يقوم بتطوير "المحترف" ليخدم اكبر عدد من محبي الفن خاصة خارج عمان. ويتمنى أن تتغير نظرة الناس إلى الفن والفنانين. فهو يرى أن هنالك العديد من المبدعين الذين يرتادون "محترف الرمال" والذين يمكن أن تصل أعمالهم إلى جميع أنحاء العالم ولذلك يجب دعمهم ومساعدتهم.

احمد ابراهيم غرايبة

 

«أتمنى أن أعطي أكثر لوطني ، وأن يكون لدي وجودي

المميز كفنان أردني»

 

أحمد الغرايبة فنان أردني بدأ عمله التطوعي منذ عام أربعة وثمانين. حيث يقوم بتنفيذ أعمال مسرحية تحاكي واقع الشارع الأردني ، ومن هذه الأعمال ما هو توثيقي ، أو كوميدي ، أو تربوي ، أو تراجيدي. ويذهب ريع معظم عروضه المسرحية للجهات الخيرية مثل مبرة الملك حسين وجمعية أمراض الكلى وجمعية حوارة الخيرية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة وقرى الأطفال سدس وجمعيات الصم والبكم و مركز الفاروق.

ويقوم أحمد بعدة عروض مسرحية للكبار والصغار تتناول قضية معينة ، و يفتح المجال للنقاش عادة بعد انتهاء العرض للاستماع الى مشاركات المشاهدين وآرائهم وتعليقاتهم عن العروض ومناقشة القضايا التي تتناولها. كما يقوم بمساعدة الطلاب الخريجين في مجال المسرح بمشاريع التخرج الواجب عليهم تقديمها.

اكتشف أحمد هذا الشغف بالاعمال المسرحية ، خلال حضوره لعرض مسرحي في قرية حوارة في اربد حيث تضمن العرض وصلتين غنائيتين. وخلال تأدية هاتين الوصلتين كان هناك هتاف شديد ، فذهب من خلف الكواليس كي يشاهد المشهد الذي أثار حماسة الجمهور. وعندما عاد إلى البيت قام بإعادة محاولة تمثيل المشهد ذاته أمام المرآة فوجد نفسه قد أتقن المشهد. ومنذ ذلك اليوم تعرف على الموهبة التي يمتلكها في مجال التمثيل والتي سخرها لمساعدة من هم بحاجة للمساعدة ، بحيث يذهب ريع تلك العروض المسرحية للأيتام والفقراء.

تحاكي الأعمال التي يقدمها أحمد ، وجدان وإحساس المشاهدين ، وتتناول بعض القضايا التي تهم المواطنين ، إضافة للحوارات التي يقوم بإجرائها مع المشاهدين صغاراً كانوا أم كباراً والتي تعمل على خلق حوار حقيقي يشارك فيه المشاهد نفسه. وبذلك استطاع أن يجعل من المشاهد أكثر من مجرد متلق ، وإنما مشارك برأيه ، كما تمكن من اشاعة الأمل والفرح ، والتأثير في الشباب للمشاركة في أعمال تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعاتهم ، والتفكير بطرق قد تساعدهم في تفهم العديد من القضايا من وجهات نظر متنوعة. هذا ويقدر عدد المنتفعين منذ عام أربعة وثمانين من العروض المسرحية المجانية بالالاف.

تواجه أحمد تحديات تتعلق بعدم وجود الدعم المادي أو اللوجستي من قبل أي جهة إلا بعض الجهات التي تقوم بتقديم المسرح لبعض العروض المسرحية ، وفي البداية لم يجد من يساعده ولكن بعد ذلك أصبح هناك من سبعة إلى اثني عشر متطوعاً يعملون معه بشكل دائم.

يتمنى أحمد أن يتوسع مشروعه بحيث يصبح قادراً على استقطاب المزيد من المتطوعين والحصول على الدعم المادي ، وأن يكون أكثر قدرة على العطاء لمجتمعه ووطنه.