10 سنوات أشغال شاقة لزوجة أب قتلت طفلة في الرابعة

الرابط المختصر

صادقت محكمة التمييز اعلى جهة قضائية على قرار لمحكمة الجنايات الكبرى يقضي بوضع زوجة اب عذبت وقتلت طفلة في الرابعة من عمرها بسبب تبولها على نفسها بالاشغال الشاقة المؤقتة مدة عشر سنوات.

وكانت القضية اثارت الرأي العام عند صدور قرار محكمة الجنايات الكبرى والذي كانت العرب اليوم قد نشرته حيث اعتبرت الجريمة من ابشع الجرائم التي تعاملت معها المحكمة منذ عشرات السنين كونها تتعلق بمقتل طفلة لا تتجاوز الاربعة اعوام على يد زوجة ابيها التي مارست بحقها ابشع انواع التعذيب لسبب تافه يتمثل بتبول الطفلة على نفسها (الغائط) ما ادى الى اتساخ ملابسها وجسدها وسجادة في غرفة الصالون ما اثار حفيظة زوجة الاب التي لم تعرف عاطفة الامومة بعد.

وتروي لنا هذه القضية قصة طفلة طلقت والدتها قبل وفاتها بسنتين لتذهب للعيش في كنف جدتها التي منحتها الرعاية والاهتمام اللازمين وعوضتها الحنان عن غياب والدتها عنها الا ان القدر شاء ان يتزوج الاب قبل وقوع الحادثة بشهرين ليعيد الاب اطفاله الى بيته علهم يعيشون حياة طبيعية في بيت والدهم شأنهم شأن باقي الاطفال.وفي العاشر من آب من عام 2008 تفاجأت زوجة الاب بقيام الطفلة ملك بالتبول على نفسها بالغائط وعلى سجادة في غرفة الصالون ما اثار غضبها وبادرت لحمل الحذاء لتبدأ رحلة التعذيب, وانهالت عليها بالضرب ثم نزعت الملابس عنها بهدف غسلها الا انها امسكت قطعة حديد وسخنتها حتى اصبحت جمرا وحرقت الطفلة على مناطق حساسة من جسدها الغض.

وبكل برودة اعصاب امسكت بعصا قشاطة واخذت تضرب الطفلة على كافة انحاء جسدها النحيل الغض بينما كانت الطفلة تصرخ وتتوسل لها بان تكتفي بهذا القدر من التعذيب ربما لم تكن تدري الطفلة ما هو السبب وراء هذا التعذيب خاصة انها لا زالت في سن يصعب ان تميز سبب ضربها, لكن زوجة الاب لم تكتف بهذا القدر واستمر مسلسل التعذيب حتى انكسرت العصا قسمين بينما سقطت الطفلة ارضا مضرجة بدمائها فقامت بسحبها من شعرها الى الحمام كي تغسلها من التبول والدم الا ان الطفلة سقطت في مقعدة الحمام فقامت المتهمة وامسكتها مرة اخرى من شعرها وضربت رأسها بارضية الحمام بينما كانت الطفلة تصرخ وتستغيث فحضرت احدى الجارات وابنتها على صوت صراخ الطفلة وزوجة الاب فشاهدتا الطفلة ملطخة بالدماء وبعد ان غادرتا غسلت المتهمة الطفلة والبستها ملابس اخرى لتخفي جريمتها وعند عودة الاب الذي كان يعمل منذ الصباح حتى ساعة متأخرة يوميا لتأمين حاجات بيته اخبرته زوجته ان ملك سقطت على الدرج فانطلت عليه الحيلة وفي اليوم التالي ساءت حالتها وتم اسعافها الى المستشفى فاجريت لها عملية جراحية وتبين انها تعاني من نزف داخل البطن مع تمزق في الاحشاء الداخلية وبعد يومين فارقت ملك الحياة وسلمت الروح الى بارئها ليرتاح جسدها الذي تلقى اقسى انواع التعذيب, بينما اخبرت الجارة اهل الطفلة بما شاهدته يوم الحادث وقدمت الشكوى وضبطت ملابس المغدورة الملطخة بالدماء والعصا المكسورة.

وبتشريح الجثة تبين انها مصابة بكدمات وسحجات وكسور في عموم انحاء جسمها النحيل من رأسها الى قدميها وحروق على اعضاء حساسة من جسمها وكسور في الاضلاع وعلل سبب الوفاة بالنزف الدموي الناتج عن تمزق البنكرياس والاوعية الدموية, مؤكدا تقرير الطب الشرعي ان هذه الاصابات غير عرضية انما ناتجة عن اعمال تعذيب ولا يمكن ان تكون ناتجة عن السقوط.

وكانت النيابة العامة ادانت المتهمة بجناية القتل العمد وجناية هتك العرض الا ان محكمة الجنايات قررت تعديل التهمة المسندة الى جناية الضرب المفضي للموت وقررت عدم مسؤوليتها عن جناية هتك العرض لان نية المتهمة عندما نزعت عنها ملابسها كانت بسبب غسلها لا بسبب هتك عرضها.

واكد قرار محكمة التمييز ان نية المتهمة لم تتجه لقتل الطفلة انما الى ايذائها الا ان هذا الضرب افضى من دون قصد من المتهمة الى تمزق البنكرياس والاوعية الدموية في جسدها الغض والى النزف الدموي اي بالنتيجة الى الوفاة وعليه فان افعالها تمثل بالتطبيق القانوني جناية الضرب المفضي الى الموت وليس القتل العمد.

اما من حيث العقوبة فقد جاءت ضمن الحد القانوني لجناية الضرب المفضي للموت وان المحكمة قد ارتفعت بالعقوبة عن حدها الادنى لبشاعة عمل المتهمة والذي اوقعته على الطفلة وهي يفترض ان تكون بمثابة والدها وان الطفلة وديعة لديها كون والدها وهو زوج المتهمة يغيب عن البيت من الصباح حتى ساعة متأخرة من الليل الامر الذي يجعل من فرض عقوبة الاشغال الشاقة عشر سنوات ضمن الحد القانوني للعقوبة المحددة للجريمة.

أضف تعليقك