يوميات مواطن مسحوق!

الرابط المختصر

في وسط البلد عمان تجد المثلث اليومي للمواطن الأردني (الخبز،الحمص،الفلافل) هذه "المعادلة الشعبية" تعتبر خلطة الحياة لبعض الأردنيين...

وربما أهم من معادلات فيثاغورس، إذ لا يخلو صباح أي يوم من هذه العناصر على الرغم من وجود من يعكر صفو هذه العلاقة بين أطراف " المعادلة الشعبية".


ارتفاع الأسعار مرة أخرى بطل الشاشة في مسلسل "يوميات مواطن أردني مسحوق" ففي مخبز أبو بلال في وسط البلد عمان طال الغلاء أكياس الخبز بمعدل قرشين ليضرب في العمق عند الستيني أبو محمد الذي أثقل كاهله بديون متراكمة لم يجدي معها العمل اليومي من جمع للعلب الفارغة أي مفعول.

وفي محاولة يعرف فشلها مسبقا يناشد أبو محمد الحكومة ويوجه رسالة -قد تضيع قبل ان تصل مقر الحكومة في الدوار الرابع- ويقول " يا حكومة احموا المواطن"!! يطلق ابو محمد الذي غزا الشيب شعره هذه الصرخة وثم يتناول رغيفا من الخبز ليمضي الى مطعم الحمص والفلافل القريب لتكتمل المعادلة.

في نفس المطعم الذي تختلط فيه رائحة الفلافل والبطاطا المقلية مع رائحة عوادم المركبات، اتخذ ياسر زاوية له ليتناول صحن حمص مع قليل من الفلافل ليتمكن من جمع قواه لينطلق الى عمله كسمسار على احد خطوط النقل.

يوميات ياسر ليست أكثر إثارة عن يوميات أبو محمد فهو أب لثلاثة أطفال لم يسلموا أيضا من "غول الغلاء" فقد تسبب سوء التغذية لتدهور صحة ابنته راما ابنة الخمسة سنينن يشكي ياسر حاله المتردي يوميا بعد يوم، يقول " لم يكن حالي هكذا أتقاضى 120 دينار تقريبا كانت تكفيني في السابق أما الآن فهي لا تكفي ثمن الخبز".

في مكان اخر من عمان بحث لنفسه عن مكان دافئ لأخذ قسط من النوم بعد عناء رحلات عديدة قطعها بين العاصمة وإحدى المحافظات، أبو أيمن سائق على باصات المفرق - عمان، يطلق عليه زملائه في مجمع العبدلي ( عمدة المجمع)، أيقظناه من قيلولته وطلبنا منه ان يشاركنا همومه ومشاكله التي استعرض بعضها بجدية قائلا " لا يوجد احترام للسائق في الأردن، فحقوقه مهضومة خصوصا إذا كان لا يملك الحافلة التي يعمل عليها ، فهو لا يُسجل في الضمان الاجتماعي، ناهيك عن الأجور الزهيدة التي يتقضاها السائق إذا ما قورنت بساعات العمل الطويلة والتي تتجاوز في بعض الأحيان ثمانية عشر ساعة".



ومع إشراقة كل شمس تبدأ يوميات أم نبيل تنفض عن وجهها غبار سنين من التعب والكد لتبدأ يوم عمل جديد مجبول بحبات العرق تتساقط في دكانها المتواضع في مخيم الحسين..


أم نبيل الخمسينية تعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد فبالإضافة لزوجها وابنها المقعدين ُتعيل كل من والدتها وزوجة ابنها وأطفالها الثلاث.

الفقر استشرى في بيتها المكون من ثلاث غرف خصصت احدهما لتصير دكانا و إذا صح التعبير شبه دكان خاليه رفوفها، تعتمد على بيع المكسرات والحلويات للأطفال، أم نبيل التي آثرت وقف البيع أثناء إجرائنا معها المقابلة، شكت من ارتفاع الأسعار داخل المخيم على الرغم من انه مكان شعبي يقصده الفقراء، وعلى لسان ام نبيل " الحياة غالية كل شيء ارتفع حتى الخضار والمواد الأساسية.


كانت هذه يوميات بعض المواطنين الأردنيين البسطاء، الفقر والحاجة العنوان الأبرز لها، في هذه اليوميات الواقعية تستطيع ترسم صورة حقيقة للوجه الأخر لعمان المتخمة بالمحلات والمركبات الفخمة ان الوجه الشعبي.

أضف تعليقك