ورود وبندورة حمراء.. في عيد الحب!

ورود وبندورة حمراء.. في عيد الحب!
الرابط المختصر

في الوقت الذي تشتم فيه رائحة العطور المنبعثة من
المحلات التجارية والمزينة بالورود الحمراء والزينة احتفالا بعيد الحب في وسط
البلد،
تشتم في نفس الوقت روائح البهارات المتطايرة من محلات
العطارة لا احتفالا بهذا العيد وإنما احتفالا بأي زائر لها.


لتبدأ هنا المفارقة، فالشاب محمد لا يفوت هذه المناسبة
عليه، فعروض المحلات تسرق قلبه لاختيار هدية لنصفه الآخر، أما أبو جمال فقد وجد
الهدية المناسبة وهي "البندورة الحمراء" ليعود بها الى عائلته بعد أن رخصت
أسعارها، لتطبخ زوجته الأكلة المفضلة على حد قوله وهي "قلاية البندورة"
التي ُحرم منها لأشهر بسبب غلاء سعر كيلو البندورة.


اليوم يصادف عيد الحب... عيد يختصر فيه العاشقان الكلام
بوردة أو هدية أو كلمة احبك...


فرغم ما نشهده حاليا من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية
لم تمنع الاغلب من الاحتفال بعيد الحب "الفالنتاين" والتفكير بمفاجأة
جميلة يعبر من خلالها الشخص عن مدى حبه لنصفه الآخر في يوم عرف "بيوم
العشاق"، فالمحلات التجارية ارتدت حلتها الحمراء احتفاء بهذه المناسبة.


الحب يتنازل عن عرشه!

ورغم هذا الاستعداد هل يأبه المواطن الاردني بالاحتفال
بعيد الحب وهل تنازل الحب عن عرشه هذا العام للازمة الاقتصادية؟


ماذا يقول المواطن علي في العشرينيات من عمره؟


"أنا لا احتفل في عيد الحب لأنه لا يهمنا نحن كمسلمين فقط نحتفل بعيد
الفطر وعيد الأضحى، فضلا عن وضعنا الاقتصادي فلا يسمح بالاحتفال".


أبو زيد يشاطر محمد الرأي بقوله: "كل هذه الأمور دخيلة على مبادئنا
وهذا عيد محرم في ديننا، فمن غير المنطق ان يشتري الشخص وردة لمحبوتبه بـ5 دنانير
في ظل هذا الغلاء المعيشي وثاني يوم تذبل، وأنا برأي الشخصي كل ايامنا حب ولا
تقتصر على هذا اليوم".


أما المواطنة سناء في الرابعة والعشرين من عمرها فرأيها
لا يختلف، وتقول:" أنا لا أؤمن في هذا العيد ، بلاد تذهب ونحن نحتفل في عيد الحب هذا كلام
فاضي وليس له معنى ونحن نعرف انه لدينا عيدين عيد الأضحى وعيد الفطر أما الأعياد
الأخرى فانا لا أؤمن بها، بالإضافة إلى أننا نعيش في وضع اقتصادي صعب كيف نحتفل؟!".

استعداد المحال!

مع انقسام وجهات النظر بين مؤيد لهذا العيد ومعارض له،
يتجه التجار واصحاب المحال الهدايا والعطور والورود بتزيين متاجرهم باللون الاحمر
معلنين عن تلبية رغبات العشاق في هذا اليوم، حيث تلقى هذه المحال الاقبال الشديد
هذا ما يؤكده محمد موظف في محل للعطور في وسط البلد بقوله: "نحن في مثل هذا اليوم من
كل سنة نكون على أتم استعداد لتلبية رغبة المشتري، ومنذ أكثر من شهر تقريبا، حيث
لدينا اقبال كبير يقدر بحوالي 60% ومن مختلف الاعمار، واما بالنسبة للاسعار العطور
فتتراوح ما بين 10 الى 50 دينارا".


وبين محمد ان ارتفاع الاسعار الذي نشهده لم يؤثر فالمواطن لا يفوت فرصة
الاحتفال بهذه المناسبة.


من جانبه، يقول محمد شاهين صاحب محل إكسسوارات عن استعداده
لهذه المناسبة: " استعدادنا هذه السنة ضخم للغاية، أصبح عيد الحب من اهم
الاعياد لدينا ولدينا اقبال كبير، حيث جهزنا كل ما يحتاجه الشخص لشراء هدية من
الاكسوارات وزينا المحل باللون الاحمر".


وللوردة في عيد الحب جانب كبير لأنها من أكثر هدايا قيمة
ورمزية، فمحلات الورود تتنافس بعرضها لاجمل باقات الورود باشكال خلابة وملفته
للنظر، ماذا عن استعداد محلات الورود؟ يقول مراد مسلم صاحب محل ورود :" اكثر
شيء يباع لدينا الورده الحمراء الـroses
وأسعارها في عيد الحب تتراوح ما بين 2 الى 5 دنانير ويعتمد الامر
على حسب نوعها وجودة الوردة".


وتابع مسلم :" نحن منذ شهر تقريبا نبدا بالاستعداد
من خلال تصفح مواقع الانترنت والمجلات للحصول على افكار جديدة لباقات
الورود".


واشار مسلم الى ان الغلاء المعيشي لم يؤثر على الحركة بل الاقبال كان قويا،
مبينا أن الغلاء ليس فقط في الأردن بل في كل الدول، وأضاف " هذه المناسبة لا
احد يفوتها عليه حتى لو وصل سعر الوردة 50 دينارا سيشتريها".


من هو فالتنين؟

لماذا سمي بعيد الحب ؟ ومن هو(فالتنين) هذا الذي سمي عيد
الحب باسمه؟


يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت
الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا. وهو تعبير في المفهوم
الوثني الروماني عن الحب الإلهي .


ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند
ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس)
مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبه فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر ، فمنذ تلك
الحادثة والرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من خلال احتفالا كبير
بهذه الحادثة.

وارتبط عيد الحب بالقس فالتنين وهو اسم التصق باثنين من
قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية قيل: أنهما اثنان، وقيل: بل هو واحد توفي في روما
إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالي عام 296م. وبنيت كنيسة في روما في
المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليدا لذكره.


ولكن أمام هذا الحال، ورغم ارتفاع الاسعار الا ان الاغلب
سيحتفل بعيد الحب، بيوم عرف " بيوم العشاق" بيوم تفصح عن مشاعرك للشخص
الذي تحبه باي طريقة تحب متجاهلا من حولك ومتخطيا الخجل في داخلك.


فهل من الممكن ان تكون ذكرى الرابع عشر من شباط المقبل
فرصة ذهبية لاغتنام المناسبة والتعبير عن إعجابنا بأشخاص،
ربما يكون حبنا
إليهم من طرف واحد!. متخطين مشاعر الخوف بالإفصاح عن هذا الحب!.

أضف تعليقك