وثائق البنتاغون تكشف عن تحول كبير لدى العرب في العلاقة مع أمريكا
أكد مراسل صحيفة "التايمز" في الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، أن مصر والإمارات تعاونتا مع روسيا من دون علم الولايات المتحدة، معتبرا أن "وثائق البنتاغون" المسربة تشير إلى أن الأساس الكامل لهيكل الأمن في العالم العربي، وعلاقته بالولايات المتحدة، يمر بتحول كبير.
ورأى سبنسر أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة، يتعلق بكشف تسريبات البنتاغون عن استعداد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الذي يعتمد على السعودية والإمارات للحصول على الدعم المالي والسياسي، تزويد روسيا سرا بنحو 40 ألف صاروخ بالإضافة إلى قذائف مدفعية
واستبعد منسق البيت الأبيض للاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، تقديم مصر أسلحة فتاكة إلى روسيا، مؤكدا أن القاهرة شريك أمني مهم، وستظل كذلك في المنطقة.
واعتبر أن أبرز ما كشفته الوثائق المسربة، هو تسجيلات لمسؤولين روس يتفاخرون بأن الإمارات وافقت على التعاون معهم "ضد المخابرات الأمريكية والبريطانية" - وهو ادعاء نفته الإمارات على الفور وبشكل قاطع.
ولم تخف الإمارات حقيقة أنها توافق على مواقف الرئيس بوتين الداعمة للديكتاتوريات الإقليمية مثل سوريا وعدائها للإخوان المسلمين، وتعاونت عسكريًا مع روسيا في ليبيا، لكنها ستتردد في قطع العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، وبدرجة أقل مع المملكة المتحدة.
وقال سبنسر في تقرير إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تستعد لمزيد من التسرب الجماعي لوثائق وزارة الدفاع التي تعد أكثر الكوارث الاستخباراتية ضررا خلال عقد من الزمان.
ولفت إلى أن وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي فتحا تحقيقا جنائيا، بينما يقود وزير الدفاع، لويد أوستن، تحقيقا لتقييم مدى الضرر.
وقال كريس ميجر، مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون العامة، للصحيفة إن تسريب الوثائق يمثل "خطرا جسيما للغاية على الأمن القومي مع إمكانية نشر معلومات مضللة".
ورأى الكاتب أنه إذا تم التحقق من معظم أو كل هذه التسريبات، فإنها ستقدم نظرة ثاقبة كبيرة على التفكير السري للولايات المتحدة وحلفائها منذ الكشف عن وثائق ويكيليكس عام 2010-2011.
وأشار إلى أن السعودية طلبت بالفعل من الصين، وليس من شركائها في واشنطن، ضمان تواصلها الدبلوماسي الأخير مع إيران، لافتا إلى أن الزعيم الفعلي للمملكة، ولي العهد محمد بن سلمان، أوضح أنه يتعامل مع الرئيس بوتين بشكل أفضل من الرئيس بايدن.
ومن بين أبرز ما كشفته الوثائق المسربة: تتنصت وكالة الأمن القومي الأمريكي (NSA) على محادثات قادة الدول الحليفة، ومكالمات الرئيس الأوكراني، زيلينسكي مع مستشاريه، ومشاركة القوات الخاصة البريطانية في القتال في أوكرانيا، ومعاداة الموساد للإصلاحات في السلك القضائي، وتشجيعه للاحتجاجات المناهضة للحكومة.