هل يمكن الحفاظ على الاختلاف ضمن الفريق الواحد؟
شاركت الثلاثاء في ورشة عمل فريدة من نوعها شملت ممثلين عن العديد من الوزارات ونشطاء في مؤسسات المجتمع المدني المحلية وممثلين مؤسسات إغاثة وتمويل دولية. اللقاء لم يكن مثل باقي اللقاءات الذي يكثر فيه كلام الانشاء وتقل فيه النتائج العملية، بل كانت فعلاً ورشة عمل ناجحة ومثمرة.
الورشة بادر بها ناشط فرنسي حصل مؤخرا على جائزة النهضة من مؤسسة أرض (النهضة العربية للديمقراطية والتنمية) بالتعاون مع تحالف همم لمؤسسات المجتمع المدني وتحالف جوناف.
هدف الورشة كان لتعرف الأطراف الثلاث (الممولون، والحكومة، والمجتمع المدني) تحديات وصعوبات التي تواجهه كل جهة بهدف العمل معا للوصول الى القواسم المشتركة.
فقد بدأ واضحا في الورشة أننا نتعامل مع جو مريح في التعاون والتنسيق، غاب عنه لغة النقد الهدام والشيطنة وتغلب عليه لغة التعاون والشراكة. وكما قال أحد المتحدثين نحن ليس ثلاث فرق متنافسة، بل نحن فريق واحد وهو فريق الأردن وعلينا البحث عن كيفية إنجاح فريقنا المشترك.
المنظمون للورشة خلطوا الأوراق وابعدوا المشاركين عن بعضهم البعض ثم تم تقسيم الحضور مجموعات على عدة طاولات تنقل المشاركون من طاولة إلى طاولة وجرى في كل لقاء حوار صادق وصريح حول الأمور التي تحد من تطور العمل التنموي والإنساني.
اللقاء وفر ولأول مرة للعديد من المشاركين التعرف على بعضهم البعض وجها لوجه رغم أن الجميع يعرف البعض من خلال المراسلات والقرارات والمشاريع أحادية الاتجاه. فكما قالت إحدى ممثلات الحكومة لا نستطيع أن نقبل العديد من المشاريع ليس لأنها سيئة، بل لان الموجود مثلها كثير او المناطق المخصصة لها ليست في حاجة في حين أمور أخرى أو مناطق أخرى بحاجة. ومن الواضح أن هدف اللقاء هو إيجاد هذا الحوار البناء والذي ينتج عنه الموافقات بمجرد تغيير أحد النشاطات أو تغيير جمهور الهدف.
من ناحية أخرى عبر العديد من العاملين في مؤسسات المجتمع المدني المحلي والدولي عن الصعوبات البيروقراطية والتي ينتج عنها أحيانا خسارة مشروع بأكملها بسبب تعقيدات الية الموافقات أو تعدد المرجعيات والتأخير الذي يسبب إلغاء تمويل نشاط ما يخدم الأردن، ولكن التأخير ينتج عنه نقل التمويل لبلد آخر أو إرجاعها للمصدر.
اللقاء كان على مستوى الفرق الفنية وهذا جيد وقد يلعب دوراً مهماً في تحريك الأمور و لحلحة العديد من المشاكل ولكن الأمل لدى الجميع أن يتم رفع مستوى المشاركة في الحلقات القادمة ليشمل أصحاب القرار الأعلى في كل مؤسسة وفي كل وزارة أو جهة دولية.
فكرة اللقاء نتج عنها تعارف وتشبيك وتبادل أفكار وعناوين وأرقام هواتف، ولكنها بداية آلية يجب العمل على تطويرها وترسيخها بحيث ننجح في بناء الثقة والاقتناع بدون أي شك أن جميع الأطراف يعملون لما فيه مصلح البلد وكما قال أحدهم كلنا فريق الأردن وكلنا نرغب لنجاح الأردن.