هل يتغير حال المدخن بعد الغلاء؟

هل يتغير حال المدخن بعد الغلاء؟
الرابط المختصر

أشارت دراسة صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة أن نسبة ما تنفقه الأسر الأردنية على التبغ والسجائر يفوق نسبة ما تنفقه على الخدمات والرعاية الصحية.

وبلغ متوسط ما تنفقه الأسرة على تلك الخدمات 171.5 دينار أي ما نسبته 2.8% فقط من مجموع الإنفاق السنوي للأسرة، بينما لخصت الدراسة التي صدرت قبل أيام أن متوسط ما تنفقه الأسرة المدخنة على التبغ والسجائر سنويا وفق مسح نفقات ودخل الأسرة 2002/2003 يبلغ 217.9 دينار أي ما نسبته 3.5% من مجموع الإنفاق للأسرة على كافة السلع والخدمات.

ويتبين من النتائج أن الأسرة الأردنية تنفق في المتوسط 0.6 دينار على التدخين يوميا في حين أنها تنفق 0.47 دينار على الخدمات والرعاية الصحية يوميا و0.34 دينار على الثقافة والترفيه والرياضة، وفي المقابل فإنها تنفق حوالي دينار واحد على التعليم يوميا.
 
ومن خلال الاستفتاء الذي أجراه عمان نت تبين أن الدخان يعتبر من أولوياتهم الأساسية ولا يستطيعوا الاستغناء عنه لكن مع ارتفاع الأسعار أصبح المعظم يخفف من تعاطيه، أما الغالبية الأخرى من المواطنين لم يتمكنوا من تخفيفه ووضعوه على قائمة الأولويات متغاضيين عن الحاجات الأساسية للحياة.
  
الشاب احمد رامز يتراوح دخله ما بين 200-250 دينار،  يدخن في اليوم علبتين إلى 3 علب من السجائر، حيث وضع الدخان في المرتبة الأولى من أولوياته الأساسية، وقال:" الدخان هو السبب الرئيسي الأول في الأولويات، وأول شيء اشتريه هو الدخان والمستلزمات الأخرى تأتي بعدها، لكن مع غلاء الأسعار يمكنني ان اقلل من عدد علب السجائر لتصل إلى علبتين".
 
أما المدخن سامي (30 عاما) يدخن في اليوم علبتين من السجائر ومتوسط دخله يصل الى  700 دينار، ويعتبر الدخان من الحاجات الضرورية في حياته، لكن إذا تحتم عليه الأمر فانه لم يبدها على الأمور المهمة في الحياة، مع محاولته لتخفيف تناوله للدخان باستخدام أساليب وطرق تساعد على ذلك، "الدخان بالنسبة لي يعتبر من الأولويات لكن عندما تتحتم الظروف على أن انفق النقود على الاسياسيات مثل سلعة الحليب عندها أفضلها على الدخان، فمع ارتفاع الأسعار يجب على المدخنين ان يحاولوا تخفيف الدخان عن طريق شراء لاصقات التدخين والتي يبلغ ثمنها 0.75 قرش أي اقل من ثمن الدخان وهكذا يكسب الفرد صحته".
 
ومن جهته، بين المواطن محمد عناتي الذي يبلغ دخله 180 دينار لراديو عمان نت انه يوجد هناك احتمالية للتنازل عن الدخان لكن بحسب الوضع والظروف التي يواجهها، "كمدخن اعتبر الدخان من الأولويات الأساسية بالنسبة لي، لكن اذا كان هناك حاجة وشيء مهم جدا ممكن أن أتنازل عن الدخان ويرجع هذا إلى حسب الوضع الذي أكون فيه، حيث يجب ان يكون بحوزتي دائما علبة السجائر".
 
محمود أبو صفية، يدخن في اليوم علبة سجائر واحدة ذكر ان الحياة أصبحت في غلاء فاحش وحثّ المدخنين على محاولة تخفيف او ترك التدخين، " الحياة أصبحت غالية جدا إلى أن طالت الدخان أيضا، فمن يستطيع ان يحاول ترك الدخان أو ان يخففه يكون أفضل، لكن في الحقيقة لا استطيع ان ابدّي شراء الدخان على شراء سلعة مهمة وأساسية كالخبز مثلا".
 
أما معمر شحادة الذي يعمل عاملا في إحدى المصانع يبلغ دخله 150 دينار، كان  في الماضي يدخن علبة ونصف من السجائر لكن مع غلاء الأسعار خفض التدخين إلى أن أصبح يدخن اقل من علبة في اليوم:" مع غلاء الأسعار اغلب المدخنين خففوا من تناول الدخان، وفي الوقت الحالي لا استطيع أن ألغيه لكن استطيع أن اقتصر منه لتوفير الحاجات الأخرى".
            
ويعتبر التدخين من الظواهر السلبية التي تنتشر في كافة المجتمعات وللتدخين تأثير ضار على صحة المدخن بالدرجة الأولى لما تسببه من الإصابة بأمراض التنفس خاصة بسرطان الرئة.
 
ولا يقتصر الضرر الذي سببه التدخين على المدخن فقط بل يتعداه للمحيطين به، حيث أنهم يكونون عرضة لاستنشاق الغازات المنبعثة أثناء عملية التدخين ما يؤدي إلى إصابتهم بالأمراض المختلفة خاصة المتعلقة بالجهاز التنفسي.
 
وتتباين نسبة المدخنين حسب العمر، حيث تكون النسبة قليلة بين الأفراد في فئات العمر الصغرى (10-14 و15-19) ثم ترتفع بشكل حاد في الفئة العمرية اللاحقة (20-24) لتصل الى 24.4% ما يشير ان حوالي ربع السكان الأردنيين في هذه الفئة يدخنون بشكل منتظم، وترتفع نسبة الذين يدخنون بشكل منتظم في الفئات العمرية الاكبر بشكل ملحوظ لتصل قمتها في الفئة العمرية 35-39 سنة، ولا تظهر نسب المدخنين انخفاضا ملموسا مع تقدم العمر حيث بينت النتائج ان التدخين ظاهرة منتشرة بين السكان في الأعمار المتقدمة وتراوحت نسبة المدخنين ما بين حوالي 20% في الفئة العمرية 60 سنة فأكثر و30% في الفئة العمرية 45-49 سنة.
وبينت نتائج مسح دائرة الإحصاءات ان حوالي 19% من الأردنيين في الأعمار 10 سنوات فأكثر يمارسون التدخين بشكل منتظم في حين شكل المدخنون في المناسبات حوالي 1% فقط.