هل قال السفير الأمريكي "الدولة العميقة" ام "علاقات عميقة مع الدولة"؟

الرابط المختصر

 قال مصدر في السفارة الأمريكية لدى الأردن، إن ما نشر من تصريحات للسفير الأميركي هنري ووستر تحت عنوان " تحالفنا مع الدولة العميقة في الأردن" غير دقيق.

 وبين المصدر في حديث لـ"عمان نت" أن "ما ذكره السفير في الندوة التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الثلاثاء هو مصطلح العلاقات العميقة مع الدولة وليس الدولة العميقة وما حدث خطأ في الترجمة للعربية قلب المعنى".

وتعريف الدولة العميقة (بالإنجليزية: Deep state)‏ أو الدولة المتجذرة أو دولة بداخل دولة مفهوم شائع غير اختصاصي يُستخدم لوصف أجهزة حكم غير منتخبة تتحكم بمصير الدولة (كالجيش أو المؤسسات البيروقراطية المدنية أو الأمنية أو الأحزاب الحاكمة)، وقد تتكون الدولة العميقة بهدف مؤامراتي أو بهدف مشروع كالحفاظ على مصالح الدولة كنظام حكم.

 

ردود فعل غاضبة

وكانت التصريحات التي نسبت للسفير ونشرها موقع مدار الساعة، أثارت ردود فعل غاضبة، إذ هاجم النائب صالح العرموطي السفير الأربعاء قائلا " هذه التصريحات خطيرة وتشكّل اعتداء على مؤسسات الدولة الأردنية من خلال الاعتراف بأن هناك دولة عميقة تدير الأردن غير المعترف بها دستوريا".

 

وقال العرموطي إن السفير الأمريكي "تجاوز مؤسسات الدولة الرسمية، حيث أننا في الأردن لا نعترف بشيء اسمه الدولة العميقة، بل إن هذا المصطلح مرفوض، نظرا لما فيه من تعطيل العمل بالدستور واعتداء على مؤسسات الدولة."

 

وتساءل العرموطي عن دعم الولايات المتحدة للأردن من الإعتداءات المتكررة على الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدسات، "ولماذا لم تمارس الولايات المتحدة الضغط على الكيان الصهيوني لوقف تلك الاعتداءات؟ ثمّ إذا كانت الاتفاقيات الابراهيمية ليست على حساب الأردن، فعلى حساب من تكون"؟!

ب

ووستر يتحدث عن القضية الفلسطينية وصفقة القرن

وكان السفير أكد في اللقاء أن أكبر مشاريع الـ USAID في العالم، هي في الأردن، مشدداً في الوقت ذاته على أن الاستقرار الذي يميز الأردن عن باقي دول الإقليم مرده القيادة الحكيمة في الأردن.

السفير ووستر أكد في محاضرته التي أدارها مدير مركز الدراسات الدكتور زيد عيادات، وتابعتها مدار الساعة أن التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والأردن يتجاوز الادارات الأميركية المتعاقبة.

 

وتابع دائماً رؤساء ووزراء الدفاع والخارجية ومدراء السي اي ايه دائماً يحتاجون مشورة الاردن في القضايا المهمة، مشدداً على أن بلاده تدعم الاصلاحات الاقتصادية في الأردن لهدفين؛ الاول: النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وثانيها إيجاد حلول لمشاكل المياه.

وأشار السفير الأميركي إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ليس لديها أي شريك في العالم والإقليم كما الأردن، وهي شراكة قائمة على الثقة والاحترام المتبادليْن بين الجانبيْن.

 

وأكد السفير كذلك عمق العلاقات الأردنية الأميركية المتجذرة على مر التاريخ، وأن الولايات المتحدة لا تزال تشهد استمرارا في دعم الأردن في جميع المجالات الاقتصادية والصحية والأمنية والتعليمية، وكذلك في القطاع المائي وخلق فرص العمل، "فالأردن من الدول ذات السيادة المستقلة وقوتها من مصلحة الولايات المتحدة"، على حد تعبيره.

 

وفي ما يتصل بالقضية الفلسطينية وصفقة القرن، قال السفير ووستر: على عكس ما يظن معظم الحاضرين، فإن مصلحة أميركا تكمن في إيجاد حل للقضية الفلسطينية يقوم على حل الدولتين، وهذا هو موقف بايدن وجلالة الملك.

وتابع السفير، أن الاتفاقيات الإبراهيمية ليست على حساب الأردن.

وفي معرض حديثه تطرق إلى العلاقة الأردنية السورية، وقال، نتفهم موقف الأردن من علاقته مع سوريا، لكن السياسة الأميركية "لا تطبيع مع نظام بشار الأسد".

 

بدوره، أكد مدير المركز الدكتور زيد عيادات أن "الدراسات الاستراتيجية" قد نظم هذه المحاضرة النقاشية من خلال منتدى السياسات العامة في المركز، لتكون بمضامينها وأطروحاتها ومخرجاتها طريقا معرفيا يلجأ إليه الطلبة والباحثين ممن تأخذ دراساتهم ذلك المنحى والموضوع، مشيدا بعمق الروابط التي تجمع الأردن مع الولايات المتحدة الأمريكية.