هل عادت السياسة الخارجية الأردنية لفترة المراهقة فعلا!!

الرابط المختصر

تمر السياسة الخارجية الأردنية بمأزق شديد في هذه الفترة، لدرجة انتقادها من قبل رأس الهرم السياسي الملك عبد الله الثاني الذي وصفها في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية بأنها " منفعلة".ووصف نواب جبهة العمل الإسلامي السياسة الخارجية الأردنية "بالمراهقة"، وقال نائب الجبهة عزام هنيدي في مؤتمر صحفي انتقد فيه السياسة الخارجية " عجزت الدبلوماسية الأردنية في إبراز دور أردني عربي مقنع، وعادت سياستنا الخارجية لفترة المراهقة وتقمص الدور المحوري، وأصبح وزير الخارجية يعلم الآخرين القراءة ويهمل العودة إلى المدارس".

وقال الهنيدي " إن السياسة الأردنية سببت الكثير من التوترات مع دول الجوار العربي فهناك توترات مع السعودية والعراق ولبنان وإيران، وهناك توتر حدث في مؤتمر القمة العربية في الجزائر أحدثه القرار الأردني الذي يركز التطبيع مع إسرائيل بحجة تسويق مبادرة السلام العربية".

وانتقد هنيدي وزير الخارجية هاني الملقي بشدة وقال "يصدر وزير الخارجية تعليماته لسوريا من تل أبيب! ويطالب بتطبيق القرار 1559، والانسحاب من لبنان ونزع سلاح حزب الله".

وقال الملك عبد الله في لقاء مع صحيفة الحياة اللندنية نشر السبت الماضي: "إن المشاركة الأردنية في قمة الجزائر كانت منفعلة"، موضحا انه المقترح الأردني كان يهدف لتوضيح مبادرة السلام العربية في بيروت وليس تعديلها، وأشار إلى انه تدخل لتوضيح الأمور للمسؤولين في السعودية. وقال ردا على سؤال حول الغضب السعودي من المقترح الأردني في قمة الجزائر: "اعتقد انه كان هناك مسألة بين السعوديين ووزير الخارجية تم حلها، ومرة أخرى اعتقد انه كان هناك سوء فهم للموضوع".

وردا على سؤال إن كان سيتخذ قراراً بإقالة وزير الخارجية، قال الملك عبد الله الثاني:"أنا اعزي ما حدث إلى سوء تفاهم.. وأنا سأتحدث معه عند عودتي، ولكن اعلم أن نواياه كانت طيبة من اجل دعم الفلسطينيين في عملية السلام، وكل ما في الأمر أن ما حدث هو عبارة عن حوادث مؤسفة وآمل أن لا تتكرر ثانية".

الحكومة لم تخفي وجود مثل هذه الأزمات، وسارعت بالقول على لسان ناطقها الرسمي أسمى خضر " أن الأردن بعث مندوبين للدول العربية لشرح الموقف الأردني تجاه المبادرة، والتأكيد على العلاقات الأخوية بين الأشقاء"، وبينت خضر أن الأردن بدأ أولا بإرسال مندوبين للسعودية لشرح الموقف الأردني والتأكيد على الالتزام بثوابت المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق".



وجاءت الانتقادات للخارجية الأردنية بعد أن تسبب طرح المقترح الأردني حول المبادرة العربية للسلام بعدد من ألازمات مع وفود عربية في قمة الجزائر، لا سيما مع السعودية التي نقلت أوساط إعلامية سعودية وعربية ما وصفته بـ"غضب سعودي إزاء المبادرة الأردنية وبعض طروحات وزير الخارجية هاني الملقي"، كما سجل مراقبون أن الوفدين الأردني والسعودي لم يلتقيا في قمة الجزائر، على الرغم من عقد الطرفين لقاءات ثنائية عدة مع أطراف عربية، إضافة إلى أن الطرفين سجلا عقد لقاءات ثنائية بين وفديهما خلال القمم العربية الماضية.

كما سُجل على الخارجية الأردنية فشلها في مواجهة الهجمة التي شنتها بعض الجهات العراقية بعد تفجيرات الحلة التي اتهمت الأردن بالوقوف ورائها، حيث استنكر الأردن هذه التفجيرات بعد أسبوعين من وقوعها الأمر الذي يدل على ضعف الأداء في السياسة الخارجية الأردنية.

وكانت الحكومة قد بررت هذه الأزمات الخارجية ، على لسان الناطق الرسمي بأنها سياسة تستهدف الأردن حكومة وشعبا، وتريد النيل منه.

أضف تعليقك