هل جال عضو الأمانة في منطقته بالشتاء؟

الرابط المختصر

لا تختزل مهام عضو مجلس أمانة عمان بتلقي ملاحظات سكان منطقته (دافعي الضرائب) وتقديمها لإدارة الأمانة أو حضور جلسات المجلس الشهرية فحسب إنما تتجاوز ذلك بكثير.

ولا يملك عضو مجلس أمانة عمان الكبرى أي قرار من موقعه غير تقديم الملاحظات والتجوال في الأماكن التي يمثلها عملا بما ينادي به لحظة الانتخاب "بالتمثيل الحقيقي للمواطنين" لكنه يضع نفسه في محاولة إيصال صوت عاليا وإحداث التغيير وتوزيع الخدمات لشتى منطقته بعدالة.

أمانة عمان الكبرى في فصل الشتاء، شكلت فرقا للكشف عن الشوارع وتقييم وضعها بعد المنخفض الجوي الذي ساد المملكة، وأعلنت "حالة الطوارئ القصوى" للتعامل مع الحالة الجوية. هي وفق نشرتها الإعلامية "عالجت عددا من الإغلاقات والتجمعات المائية في مناطق مختلفة من العاصمة".
 
خلال فترة الشتاء، تكشف عيوب الطرقات، فإما تتشكل تجمعات المياه أينما كان أو تشققات في الإسفلت أو غيرها من العيوب، أما ما يبرز وبشكل واضح "إغلاقات في مناهل الصرف الصحي" أو "فيضان المياه الآسنة".
 
خلال فترة الشتاء التي شهدتها المملكة في الأيام الأخيرة، برز تفاوت في المناطق من حيث العيوب. "عمان نت" التقت بعض أعضاء مجلس الأمانة وسألتهم: هل قمت بجولة في المنطقة التي تمثلها؟ وكانت إجاباتهم متراوحة بين من قام بزيارات ميدانية أو من كان خارج البلاد أو من لم يلمس أي عيوب أو هناك من وجد أن "أخطاء الطرقات" سببها المواطن.            
 
طلال عفيشات عضو مجلس الأمانة عن منطقة "ناعور" لمس نقلة نوعية لمنطقته في هذا الفصل ويكشف عن عطاء سيطرح في ناعور نيسان المقبل لإنشاء صرف صحي فيها لكونه الصرف الصحي لا يتناسب مع حجم الخدمات والتطور الذي شهدته المنطقة لكون الشبكة الحالية تعود إلى مطلع الثمانينات.
 
ويتفهم عفيشات أن الصيانة طالت جميع مناهل المناطق لكن كمية الأمطار التي جرفت الأتربة والحجارة أحدثت إغلاقا في عدد منها، بالتالي "المناهل لدينا لا تستوعب هذا الكم الهائل من الأتربة والحجارة الجارفة فما الحل!".
 
أما حابس الفايز عن منطقة "الجيزة"، يرى أن كادر الأمانة يعمل 24 ساعة، فيما كانت الجهود "على قدم وساق في كل المناطق"، ويقول: هناك مياه أمطار داهمت بيوت بسبب تراكمها قرب المناهل غير القادرة على استيعاب المياه وما كان لي إلا الاتصال بغرفة الطوارئ في تلاع العلي والطلب منهم القدوم إلى المنطقة للمساعدة".
 
بينما يحيى السعود عن منطقة "اليرموك" يعتقد أن تأسيس غرفة طوارئ في منطقة تلاع العلي "هي خطوة مهمة تقوم بها الأمانة سنويا" لكنه يرى أن ثمة عيوب في بعض المناهل في مناطق اليرموك، "لم تكن سالكة تماماً، ما أدى إلى إحداث برك مياه وتجمعات أدت إلى مداهمة بيت بالقرب من المنهل الفائض وهذا ما شاهدته بأم عيني".
 
غير أن العضو ميسر السعدي عن منطقة "العبدلي"، كانت خارج الأردن، لكنها استطاعت أن تكُوَن الملاحظات خلال طريق عودتها من المطار إلى بيتها، تقول: "الطرقات سالكة، لكن كمية الأمطار كانت فوق حجم التوقعات حيث كانت المناهل غير قادرة على احتمال كميات الأمطار المنهمرة، لكن هذا لا يعني أن الأمانة لم تكن في حالة التأهب".
 
تستند السعدي على "قيام مجلس الأمانة سابقا بمطالبة إدارة الأمانة بضرورة التهيئة والتأهب لموجهة فصل الشتاء" لتبرر التزام عضو الأمانة بكل المطالبات اللازمة من الأمانة للقيام بالتجهيز والاستعداد المناسب لفصل الشتاء.  
 
أما مخلد المطيرين عن منطقة "حسبان وأم البساتين"، يصف شوارع منطقته "جيدة" هذا الفصل..رغم أن غالبية شوارع المنطقة لا توجد بها منهال لتصريف مياه الأمطار باستثناء الشارع الرئيس.
 
خلال تجوال المطيرين في مناطق العاصمة عمان المختلفة، لمس وجود تجمعات مائية ناجمة عن انسداد المناهل جراء انجراف الأتربة، ويقول: كان من الأولى أن يتم التركيز على نظافة الطرقات كي تتحاشى الانجراف الذي ساهم في انسداد المناهل.
 
لكنه وفي نفس الوقت يقول إن نظام الصرف الصحي "قديم" في عمان وآن الأوان "لتحديثه" كي لا يؤسس لمشاكل أكبر. ويقول: "ببساطة لماذا لا يتم وضع أنابيب تصريف مياه كبيرة لتستوعب حجم المياه".
 
أما قاسم العقرباوي عن منطقة "رأس العين"، يقول إنه اعتاد أن تقوم الأمانة بتأهيل المناهل وتنظيفها تحسبا للأحوال الجوية في فصل الشتاء..لكن المطر الذي جاء في الأيام الأخيرة كان "فوق حجم التوقعات".
 
يذهب العقرباوي إلى لوم المواطنين الذين وبرأيه ساهموا بإحداث "الأعطال"، يقول: "مواطنون يقوموا برمي النفايات في الطرقات ما يساهم بجرفها إلى المنهل الأمر الذي يحدث إغلاقا بالكامل". معتقدا أن طبوغرافية عمان يعطيها "خصوصية" فيما يتعلق بالتجهيزات لكونها جبال ومرتفعات مختلفة ما يزيد من صعوبة عمل الأمانة.     
  
نائب مدير مدينة عمان للأشغال العامة، فوزي مسعد، ناشد المواطنين ومتعهدي البناء الانتباه لمجاري مياه الأمطار والعبارات وتلافي إغلاقها بالأتربة الناتجة من الحفريات لغايات البناء. 
 
وأضاف مسعد أنه أدى إغلاق مجرى العبارة إلى تراكم وتجمع المياه وتسربها الى جسم الشارع والحيلولة دون دخول المياه الى المجرى الطبيعي المؤدي للعبارة مما تسبب بحدوث تصدعات وتشققات في الشارع".
 
"عمان نت" حاولت الاتصال بعدد أكبر من الأعضاء غير أن المستطاع كان في سياق التقرير، غير ذلك، فإما لم يشأ الحديث أو من وعد بالإجابة بعد فترة وهناك من لم يجب بعدها على هاتفه أبدا.