هل تحتمل شبكات الصرف..ضغط الأبراج؟
شكك أحد المقاولين في قطاع الإنشاء من إمكانية استيعاب شبكات الصرف الصحي المنوي إنشاؤها في منطقة الدوار السادس الضغط الهائل الذي سينتج عن أبراج بوابة الأردن.وعزا المقاول ذلك إلى "عدم تمكن الشبكة من استيعاب ضغط الأبراج وكذلك مناطق الكثافة السكانية المتاخمة للمشروع". معتبرا أن العامل الزمني يلعب دورا في الإعداد السليم لتلك الشبكة.
وتواجه منطقة الدوار السادس التابعة لمنطقة وادي السير تحديات كبيرة ناجمة عن ما سيخلقه مشروع "بوابة الأردن" المنفذ من قبل شركة "بنيان" المملوكة لكل من شركة بيت التمويل الخليجي الإماراتية، والشركة الكويتية للاستثمار القابضة.
ويحّمل مراقبون الأمانة مسؤولية اختيار موقع الأبراج في منطقة السادس "فهي تعاني من ازدحامات مرورية ومنطقة اكتظاظ سكاني ما يعني حجما من الخدمات على شبكاتها الصحية والكهربائية"..لكن الأمانة ترى أن "التحديات تواجه مجمل مناطق العاصمة والمعمول به في الفترة الحالية هو تنفيذ حزمة مشاريع من شأنها مواكبة طفرة التطور التي تشهدها عمان وهذه الطفرة متمثلة بسلسلة مشاريع ضخمة كالأبراج التي تقام على أربع مناطق من العاصمة عمان".
قبل عدة سنوات لم تكن هناك نية لإنشاء الأبراج فكانت المباني تبُنى وتبقى شبكات الصرف الصحي موجودة دون إجراء أي تحديث عليها، ولم تكن هناك رؤية مستقبلية لبناء شبكات تحتمل ضغط مشاريع ضخمة كالأبراج..يقول مهندس الميكانيك والمختص بالشبكات عبادة الخوالدة.
"وما سيحدث الآن هو ضغط على شبكات الضغط الموجودة سواء من المياه النظيفة أو من المياه الآسنة".. وما المطلوب الآن –وفق الخوالدة- "هو تحديث المسرب الرئيس على الشبكات التي ستربط الأبراج بالمحطات حيث ينبغي أن تكون منشأة بآليات حديثة ومتطورة لتستوعب ضغط الذي ستولده مناطق الأبراج وبنفس الوقت ليس إلزاميا تجديد شبكات الصرف العادية الموصولة بالمباني السكنية".
الخوالدة يتمنى أن تراعي العطاءات التي ستطرحها شركة مياهنا لبناء شبكات الأبراج المواصفات العالمية من حيث نوعية الأنابيب والمناهل وعمق الحفر.
وتستنفر كل من شركة مياهنا وأمانة عمان حاليا كوادرهما لأجل تنفيذ شبكة قادرة على استيعاب الضغط الذي ستواجهه مناطق الأبراج؛ ذلك المشروع سيمول من قبل الحكومة ومن مستثمري الأبراج "وستعمم الشراكة تلك على مشاريع الأمانة الأخرى المتعلقة بالأبراج مع مستثمريها في كريدور عبدون والمواقع الأخرى".
"وسيؤثر استيعاب الشبكة على الخدمة من جراء الأبراج..هذا يتطلب تكبير الأقطار في الخطوط الناقلة نتيجة تأثير ربط الأبراج بشبكة الصرف الصحي"..يتحدث نضال العقيلي مدير دائرة التنسيق في أمانة عمان.."ودور الأمانة فيما يتعلق بإدارة دفة شبكات الصرف الصحي في منطقة السادس يكمن في إعطاء التصاريح للمقاولين والمراقبة".
بذلك، تقوم الأمانة بتسهيل مهمة المقاول المنفذ للمشروع ولا تتعدى التدخل في إنشاء الشبكات ويظهر دور سلطة المياه والتي تعد دراسة من شأنها تكبير الخطوط لتستوعب التغييرات الناتجة عن الأبراج مثل مشروع كريدور عبدون "والآن يجرى تكبير الخطوط من 600 إلى 1200 وهو من الخطوط الرئيسة المتأثرة".
وتجري شركة "مياهنا" دراسة لأجل معرفة احتياجات مناطق الأبراج من المياه والصرف الصحي وتحديد التكاليف، وفق المدير التنفيذي للشركة كمال الزعبي.
الزعبي يعتبر أن مناطق الأبراج ستواجه ضغطا هائلا على الشبكات ما يتطلب عبّارات مياه ضخمة وكذلك الحال على الطرق والأنفاق. "ثمة تنسيق بين الأمانة ومياهنا وقد قامت سلطة المياه بإجراء دراسات فنية تستدعي المستثمرين المساهمة بالتكاليف وهذا ما ينطبق حاليا على مشروع بوابة الأردن في الدوار السادس من خلال شركة بنيان والتي تملك كذلك موقع آخر في القرية الملكية في مرج الحمام وستوزع الكلف على المستثمرين العديدين استنادا على مساحة كل مشروع تكون الخدمة وتوزع التكاليف عليهم".
الأردن يعاني من أزمة مائية وما مشروع مياه الديسي سوى طوق نجاة لأزمة الأردن -وفق الزعبي- متأملا أن يكون مشروع الديسي بـ"المخلص".
محمود اللوزي مدير الدراسات في شركة مياهنا، يؤكد أن مستوى التنسيق بين "مياهنا" و"الأمانة" عال، "وسلسلة العطاءات ستطال دوار صويلح حتى دور السابع والمدينة الطبية مرورا بجسر المهاجرين ومحطة عين غزال أما المرحلة الثانية وفق الدراسات المستقبلية فستكون من وادي الزرقاء وسيتم تغيير الخط على طول ست كيلو لمواكبة الأبراج التي ستقام هناك..من 500 إلى 800 ملم".
وفق المخطط الشمولي الذي تعكف عليه الأمانة فقد تم تحديد أربع مناطق لبناء الأبراج هي: المنطقة الممتدة ما بين تقاطع الطرق من أسفل وادي عبدون على امتداد الجسر المعلق و حتى نقطة التقاء شارع الأميرة بسمة مع شارع الأمير علي بن الحسين. ومنطقة بوابة عمان الشمالية في حي الجبيهة بمحاذاة شارع الأردن. ومنطقة بوابة عمان الجنوبية الممتدة إلى الشرق من طريق مطار الملكة علياء الدولي و تقع على التقاطع الذي يفصل حركة المرور باتجاه الدوارين السابع و الثامن. ومنطقة المركز التجاري من منطقة الأعمال المركزية و الواقعة في العبدلي وهي منطقة المركز التجاري الجديد.
إستمع الآن