هل ابتسامة ياسين بونو معدية؟
لم أكن أعرف حارس المرمى المغربي ياسين بونو من قبل، ولكنني تابعت أدائه البطولي في الفوز المدوي على منتخب اسبانيا.
منذ الدقيقة الأولى للمباراة ولغاية تصديه لركلات الجزاء كان واضحا أننا أمام بطل رياضي عربي عملاق مسلح بالثقة ولكن من دون أن يكون متكبر أو متعجرفا أو ناكر لدور زملائه.
ياسين بونو وطوله 1.95 متر حارس مرمى فريق اشبيلية الاسباني نجح في التغلب على الإسبان في مهرجان رياضي في بلد عربي محققا سبقا عربيا لم يسبق له مثيل في بطولات كأس العالم.
ما جذبني له هي تلك الابتسامة والتي عبرت عن ثقة عالية في نفسه وقدراته وفي قناعته بأن فريقه المغربي معه داعما له و موفرا له الدفاع الاسطوري ضد فريق كان مرشحًا الفوز بكأس العالم.
الابتسامة والتي عكست الثقة بالنفس وبالقدرات العربية كثير منا كان منذ مدة قد فقدها. فالفرق العربية على سبيل المثال لم تفز لغاية الآن بأي ميدالية أولمبية جماعية في حين أن العديد من الرياضيين الأفراد فازوا بكافة ألوان الميداليات.
بعد المباراة سأل الصحفيون ياسين بونو عن الفوز فلم يتحدث عن دوره بل كان كل كلامه عن الفريق وعن الجهد الجماعي للمنتخب طوال مدة المباراة.
وقف المنتخب المغربي وقفة رجل واحد، لعبو بجدية ومثابرة وبتعاون بعيدا عن الأنانية المعهود للبعض النجوم. لعب المغربيون بشغف وحماس وشجاعة خلال كل دقيقة من المباراة وكانوا يركضون ويتابعون كل كره دون توقف او كسل.
مباراة اسبانيا لم تكن سهلة ولكن يبدو أن خطة المدرب وليد الركراكي كانت مبنية حول قدرات حارس المرمى وخط الدفاع. فرغم أن الفريق الإسباني سيطر على الكرة في المباراة إلا أنه فشل في تحقيق أي هدف لمدة 120 دقيقة. أحد المعلقين الأجانب على بي ان سبورت قال انه فوجئ بالتزام منتخب المغرب بخطة المدرب على مدى الـ 120 دقيقة.
سطر المنتخب المغربي بتلك الخطة خارطة طريق يمكن أن يتم اتباعها لتحقيق نتائج مماثلة. وتتركز الخطة على دراسة جيدة لوضع الفريق ووضع الخصم، تحديدا نقاط القوة لديك وثم رسم استراتيجية حول تلك النتائج ولكن الأهم هو التزام حديدي للاعبين بالخطة التي وضعها المدرب.
نجاح المغرب جاء بعد عدة نجاحات في مونديال قطر قد يكون أهمها إنجاز دولة قطر إقامة بطولة عالمية بحرفية ودقة توازي أي بطولة عالمية رغم التنمر والهجوم غير المسبوق عليها من دول غربية احتكرت لعقود البطولات وكأنها الوحيدة التي تستطيع أن تقيم بطولة ناجحة.
فوز المغرب على إسبانيا يعكس المثل القائل إن النجاح مرض معدي. فقد جاء الفوز بعد أن فاجأ المنتخب السعودي العالم بفوزه المقنع على منتخب الأرجنتين وتبعه فوز هام للمغرب على بلجيكا كما وفاز المنتخب التونسي على فرنسا. صحيح أن المغرب يبقى الفريق الوحيد في قطر بعد خروج الفرق العربية إلا أن النجاح التاريخي في دور الستة عشر للمغرب جاء بعد أن قررت الفرق العربية إغلاق باب الفشل والشعور بالنقص.
ابتسامة حارس مرمى المنتخب المغربي لم تغادره وقد كانت معدية للفريق موفرة لهم الثقة والإصرار على النجاح. فهل من الممكن أن تنقل العدوى للعرب قاطبة؟