هل أنت مدمن مشروب الطاقة؟

هل أنت مدمن مشروب الطاقة؟
الرابط المختصر

مشروب الطاقة، الأكثر انتشارا بين الشباب، وإذا ما زرت الجامعات ستجدهم يشربونه وبكثرة، وفي رأي إحدى الفتيات "أنا مدمنة على شرب علبتين يوميا".

الشباب في سن العشرينات هم الذين يكثرون من شربه، معتقدين أن هذه المشروبات "تمدهم بالطاقة اللازمة لإبقائهم متيقظين" لاسيما في فترة الامتحانات متغاضين أضراره.   
 
ومشروبات الطاقة تشبه المشروبات الغازية في مكوناتها، لكنها مختلفة التركيب، حيث تحتوي على مادة الكافيين والتورين وجلوكونورولاكتون، وهذه المكونات الرئيسة يجب ان تتواجد بكميات محددة لا تزيد عن حدها في العلبة الواحدة لأنها تمد الجسم بطاقة زائدة عن النسبة الطبيعية.
 
رئيسة قسم مختبرات الأغذية وقسم المواصفات والجودة في المؤسسة العامة للغذاء والدواء م. كرم ملحس بينت لراديو البلد الأضرار الناجمة عن شرب مشروبات الطاقة، "هناك حدود معينة مقبول فيها في العلبة الواحدة وفي نفس الوقت هناك كم معين من العلب التي يجب ان يأخذها الشخص، حيث لا يجوز ان تزيد عن علبة واحدة في اليوم من سن 18-20 عام كونها تحفز الجسم لصنع طاقة غير طبيعية وتزيد من تسارع دقات القلب وتوتر الأعصاب والأرق".
 
وتضيف م. ملحس: " كثرة هذه المشروبات تسبب الإدمان، لان الجسم يسير دون الاعتماد على العقل المتوازن والأعصاب تكون في حالة يقظة وتسبب التلف مع الزمن".
 
في الآونة الأخيرة لاحظ انتشار هذه المنتجات في الأسواق وبشكل كبير، وأصبحت الشركات المستوردة لهذه المشروبات تتنافس فيما بينها مستخدمة أساليب ترويجية لتحفيز الشباب على شرائها كاستخدام عبارات "يعطيك جوانح"، "كلك حركات"، ناهيك عن مندوبيهم المنتشرين بكثرة في الجامعات والأندية الرياضية.
 
وأجرى  راديو البلد استطلاع للرأي مع مجموعة من الشبان، البعض منهم يتناول مشروبات الطاقة بكثرة إلى أن أصبحوا مدمنين والبعض الآخر يراها غير مفيدة ولا تمدهم بالطاقة.


اسيل قاقيش (25 عاما) تشرب مشروب الطاقة بمعدل علبتين في اليوم، وتشعر في اغلب الأحيان أنها بحاجة ماسة إلى شربها أكثر، مع العلم أنها تسبب لها بعض المشاكل كالأرق والشعور بالتعب، تقول:" في البداية كنت اشربها بشكل عادي إلى أن تطورت الأمور وأصبحت مدمنة على شرب هذا المشروب وفي اغلب الأحيان تسبب لي الكثير من الأضرار ومنها الأرق وتسارع في دقات القلب مع الشعور بالتعب السريع دون بذل أي مجهود مسبق، ولا استطيع الآن أن اقلل من شربه كوني أصبحت مدمنة عليه".
 
أما الطالب عبد الرحمن (21 عاما) يتناول مشروب الطاقة حسب الوضع الذي يكون فيه ويكثر من شربها في أوقات الامتحانات وبمعدل علبة إلى علبتين في اليوم،" في الأيام العادية أتناولها علبة في اليوم، في بعض الأحيان اشعر أنها تمدني بالطاقة وأشعر بعدم رغبتي في النوم لكن في الأحيان الأخرى لا تعطي أي مفعول نهائيا".
 
ويضيف عبد الرحمن "من فترة إلى أخرى نلاحظ وجود موظفين مندوبين الشركات المصنعة لمشروب الطاقة توزع المشروب مجانا على الطلاب وتقول لنا أنها تمدنا بالطاقة خصوصا في فترة الامتحانات، ويكثر تواجدهم في فصل الصيف".
    
ومن جهتها، فلا تقنع هناء (20 عاما) بفاعلية تلك المشروبات ولكنها ورغم ذلك تشرب من علبة إلى علبتين يوميا.
 
أما ليلى (20 عاما) تشرب هذه المشروبات عند توزيع مندوبي الشركات على الطلاب هذا المنتج مجانا، "اضطر في بعض الأوقات إلى شربها لان صديقاتي يشربونها بكثرة أو عندما يحضر مندوبي هذه الشركات لعمل حفلات ويقوموا بتوزيعها على الطلاب مجانا، وجربت شرب احد أنواع مشروب الطاقة فشعرت فعلا انه مّدني بالطاقة لكن جربته مرة أخرى وكان بدون جدوى بالنسبة لي".
   
أما احد كبار السن، والذي يبلغ من العمر (78 عاما) فيتناول كميات كبيرة من مشروبات الطاقة معتقدا أنها تعتبر من احد أنواع المقويات والمنشطات الجنسية.
 
وحول دور المؤسسة العامة للغذاء والدواء مراقبة تلك الشركات وترويجهم لمنتجاتهم في الجامعات تقول م. ملحس:" أي مستورد لهذه المواد يجب ان يأخذ الموافقة من المؤسسة لاستيرادها، ويجب ان يكون على كل علبة شروط معدل تناولها في اليوم، وان تكون نسبة المواد المكونة لهذه المشروبات ضمن المعدل المسموح به، اما بالنسبة للمراقبة خارج المؤسسة بالأكيد هناك رقابة خارجية وبالقدر المستطاع".
 
وتحتوي مشروبات الطاقة على كمية كبيرة من السكر سريع الامتصاص "الجلوكوز" مما يعطي طاقة عالية، فحسب المدون على تلك العلب فإنها تحتوي على: الطاقة 45 سعراً حرارياً لكل 100مل "أي 112- 120كيلو سعر لكل علبة 250مل"، والكافيين بنسبة كبيرة جداً تصل إلى 32 ملجم لكل 100مل مشروب "أي 80ملجم في العلبة"، والكافيين مادة مخدرة تسبب نوعاً من الإدمان.
 
والذي لا يعرفه الكثيرون أن تلك المشروبات تسبب القلق بعد فترة من تناولها بسبب الكمية الكبيرة من الكافيين، فبعد فترة من الزمن يستهلك الجسم الكافيين فتقل نسبته في الدم بعد تخلص الجسم منه فيؤدي ذلك إلى حالة من القلق، وتلك حالات مشابهة لتأثير المخدرات، وعن زيادة الكمية يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، ومشاكل النوم، وبعض الأعراض النفسية والصداع ونزيف الأنف والنوبات المرضية، ومشاكل تسوس الأسنان، وتقليل الاعتماد على النفس كأحد التأثيرات النفسية للمواد المخدرة.
 
وأفادت حصيلة دراسة طبية جديدة بوجود ارتباط بين استهلاك مشروبات الطاقة وارتفاع ضغط الدم أو مخاطر الإصابة بأمراض القلب، حسب ما ورد في تقرير شبكة "إي فلوكس ميديا" العلمية.
 
وشملت الدراسة 15 مشاركاً من المتطوعين الشبان الراشدين الأصحّاء، منهم 8 نساء و7 رجال، وكان متوسط أعمارهم 26 عاماً. وخلال إجراء التجربة شهد المشاركون زيادات في معدلات دقات القلب وضغط الدم، التي لم تكن خطرة بحيث تهدد صحتهم. وكان المتطوعون قد توقفوا عن استهلاك الكافيين من كافة المصادر الأخرى قبل يومين من بدء التجربة وطوال مدة الدراسة أيضاً.
 
والمعلوم أن مشروبات الطاقة تحتوي على مستويات عالية من كافيين وتورين taurine (حمض أميني)، وذلك بهدف زيادة اليقظة ورفع درجة التنبه. ثم أجرى الباحثون مقارنة بين متوسط خط أساس القياسات لليومين الأول والسابع مع أعلى قياسات ناجمة عن تناول مشروبات الطاقة في خمسة أيام من التجربة.
 
واكتشف الباحثون أن مستويات ضغط الدم ومعدلات دقات القلب قد ارتفعت في كل القياسات التي أجريت بعد اليوم الأول بزيادة تصل إلى 11% في اليوم السابع. وتشير هذه النتائج تحديداً إلى أنه قد تكون هناك خطورة، عندما يتجاوز تناول هذه المشروبات مقدار علبتين في اليوم الواحد، خاصة في حالة الأشخاص المرضى بأمراض القلب.