هل أطاحت الحكومة برئيس تحرير الغد؟

هل أطاحت الحكومة برئيس تحرير الغد؟
الرابط المختصر

أثار قرار إقالة رئيس تحير صحيفة الغد اليومية موسى برهومة اهتماما في الأوساط الصحافية المحلية والعربية، فقد نشرت صحيفة القدس العربي تحليلا لمجريات الحدث لمحت فيه إلى أن إقالة برهومة جاء بسبب انتقاده المستمر لسياسة الحكومة الضريبية.

وتأتي إقالة برهومة في الوقت الذي أكدت فيه المصادر لعمان نت أن فصل برهومة يعود لضغوطات مورست من قبل حكومة سمير الرفاعي على مالك الجريدة محمد عليان، ومن الأسباب التي وصلت لعمان نت “نشر الصحيفة لمقالات وأخبار تحدثت عن تداعيات بيع أراضي دابوق لمستثمر في الخارج، بالإضافة إلى ارتفاع سقف الغد في انتقادها للحكومة”.

بينما تقول صحيفة القدس العربي في تحليلها :استيقظ الشارع الصحافي الأردني صباح أمس الثلاثاء على مفاجأة إعلامية ـ سياسية تمثلت في خلاف حاد بين ناشر صحيفة 'الغد' محمد عليان ورئيس تحريرها موسى برهومة انتهت باستقالة الأخير على نحو مفاجيء.

فيما بدأت أوساط النميمة السياسية المعتادة تستعرض التكهنات والنظريات حول أبعاد سياسية لهذا التحول المفاجئ في مسيرة صحيفة 'الغد' اليومية المستقلة التي شكلت ظاهرة طوال الأعوام القليلة الماضية.

ودخل نقيب الصحافيين عبد الوهاب الزغيلات في حالة وساطة وتفاوض معقدة استمرت لساعات من أجل إعادة الأمور في صحيفة 'الغد' إلى نصابها لكن النتائج لم تظهر بعد، فيما تعيش أسرة الصحيفة التي أضافت نكهة خاصة على الحياة الإعلامية حالة صدمة من طراز خاص بعدما استمعت لركني الصحيفة وهما يتبادلان الاتهامات في الأروقة داخل مقر الصحيفة في مشهد غير مألوف.

ورفض العديد من العاملين في صحيفة 'الغد' قبول قرار الناشر والمالك محمد عليان الذي يحتفظ باتصالات وصلات رفيعة المستوى مع مسؤولين بارزين في الحكومة وبقية المؤسسات الأساسية في الدولة، فيما يعتبر برهومة نصيرا لغلابى الصحافيين وأحد المهنيين القلائل المحسوبين على التيار اليساري عموما والوسط الثقافي ممن اتيح لهم رئاسة تحرير صحيفة يومية مهمة.

وسرعان ما اتهم صحافيون لم يعجبهم قرار إبعاد برهومة الناشر عليان بالتأثر بتوجيهات حكومية تطلبت إبعاد الأول عن موقعه بسبب مقالات نشرها تنتقد السياسة الضريبة للحكومة الحالية، وتردد أن رئيس الوزراء سمير الرفاعي اجتمع الخميس الماضي بالرجلين في لقاء خاص لم يكشف النقاب عن مضمونه حتى انتهى الأمر بخلاف حاد على السياسات العامة لهيئة التحرير شهد قرارا إداريا بإبعاد رئيس التحرير الذي كان دوما من المؤسسين لهذه التجربة.

وقال مصدر في الصحيفة أن مجلس تحرير الصحيفة قدم استقالة جماعية لناشرها احتجاجا على إقالة رئيس التحرير فيما توقف العاملون في الصحيفة عن العمل جزئيا حيث جرى اعتبار قرار الإقالة مساً بالحريات الصحافية وتدخلا حكومياً بعمل الصحف.

وسياسيا يعتقد أن قرارا إداريا من هذا الطراز يضعف بعض الحلقات الأساسية في مؤسسة القرار خصوصا وأن 'الغد' في عهد برهومة احتفظت بعلاقات ممتازة مع المستشار في القصر الملكي أيمن الصفدي الذي سبق له أن جلس في كرسي رئاسة التحرير قبل برهومة.

واذا كان للحكومة تأثير في التغييرات الأخيرة في 'الغد' فالأمر سيتعلق بخلافات في الاجتهادات بين الصفدي ورئيس الحكومة، خصوصا وأن الأول يشار له باعتباره المسؤول عن مدونة السلوك الإعلامية التي أعلنتها حكومة الرفاعي وانتهت بتوتر علاقتها بالمؤسسات الإعلامية، وبخسارة الكثير من الأصدقاء.

ولم يعرف بعد موقف مستشار رئيس الحكومة سميح المعايطة الذي يعتبر من أبرز كتاب 'الغد' أصلا قبل وظيفته الرسمية الحالية، فيما سبق لوزير الداخلية والرجل الثاني في الحكومة نايف القاضي أن انتقد صحيفة 'الغد' علنا وأمام الآخرين عدة مرات.

وكان يمكن لقرار تنحية برهومة أن يعبر بهدوء وبدون إثارة لو لم يتخذ بعد يومين من جولة صحافية قام بها الرفاعي للصحف اليومية، حيث زار 'الدستور' و'الرأي' ولم يقم بزيارة 'الغد' و'العرب اليوم' التي تنشر بدورها مقالات حادة وناقدة ضد الحكومة وحيث طالب مدير تحريرها مؤخرا فهد الخيطان بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة.

وتقول مصادر الحكومة إن زيارة الرفاعي لليوميتين الأقرب للتصور الرسمي والحكومي ليست مرتبة لأهداف سياسية، حيث بدأت الزيارة بالصحيفة الأقدم في البلاد وهي 'الدستور' ثم بصحيفة الحكومة 'الرأي' وهي زيارة أنهت الشائعات حول نوايا الرفاعي بإحداث تغييرات في 'الرأي' لاحقا تطال رئيس التحرير ورئيس مجلس الأدارة الدكتور فهد الفانك.

ولم تقل الحكومة إن الرفاعي سيزور لاحقا 'الغد' و'العرب اليوم' لكن مع التحضير للانتخابات العامة والتوتر العام الذي تثيره سياسات رفع الأسعار والضرائب تتغير التحالفات والاصطفافات بين الحكومة وكبريات المؤسسات الصحافية وحتى كبار المعلقين ولا تواجه أي استقرار.

ومن الناحية العملية لم ينته تعيين رجائي المعشر المالك الأكبر سابقا لأسهم صحيفة 'العرب اليوم' نائبا لرئيس الوزراء بتغيير سياسة الصحيفة النقدية تجاه الحكومة ومع ما حصل أمس في 'الغد' تصبح العلاقة بين الحكومة والصحف الكبرى مفتوحة على كل احتمالات التوتر والتأزم

أضف تعليقك