نواب الزرقاء: الانتخابات نزيهة والاسلاميون يتحدثون عن التزوير لتبرير اخفاقاتهم
وصف ثلاثة من ابرز الفائزين في انتخابات مجلس النواب عن محافظة الزرقاء الانتخابات الاخيرة بانها كانت "نزيهة جدا"، واعتبروا في مقابلات مع "عمان نت" ان الاتهامات بالتزوير التي يطلقها الاسلاميون انما تهدف الى التغطية على اخفاقاتهم وتراجع شعبيتهم.
وصف ثلاثة من ابرز الفائزين في انتخابات مجلس النواب عن محافظة الزرقاء الانتخابات الاخيرة بانها كانت "نزيهة جدا"، واعتبروا في مقابلات مع "عمان نت" ان الاتهامات بالتزوير التي يطلقها الاسلاميون انما تهدف الى التغطية على اخفاقاتهم وتراجع شعبيتهم.
وقال النائب ضيف الله القلاب الذي حصل على أعلى الاصوات على مستوى دوائر المحافظة الاربع (6562 صوتا)، ان هذه الانتخابات كانت "انزه انتخابات رأيتها (ولا اقول ذلك) لانني نجحت فيها".
واكد القلاب الذي تنافس مع 30 مرشحا اخر في الدائرة الانتخابية الاولى في الزرقاء والمخصص لها اربعة مقاعد في مجلس النواب، ان اتهامات الاسلاميين بحصول تزوير في الانتخابات انما يهدف الى التغطية على تراجع شعبيتهم في الشارع.
وقال ان "هذ الامر واضح".
واخفق المرشحان اللذان طرحهما حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية لحركة الاخوان المسلمين، في الدائرة الاولى، وهما ممدوح المحيسن والنائب السابقة حياة المسيمي.
ولعل هذه هي المرة الاولى التي يخفق فيها مرشحو حزب جبهة العمل الاسلامي بهذا الشكل في الدائرة الاولى التي كانت تعتبر تقليديا احد اهم معاقلهم الانتخابية في المحافظة.
واعتبر القلاب ان اتهامات الاسلاميين بحدوث تزوير استهدف مرشحيهم في هذه الدائرة وغيرها، انما يأتي من باب "حُجّة المقصّر".
وقال ان الاسلاميين "خسروا شعبيتهم في الشارع بعد احداث غزة (التي سيطرت حركة المقاومة الاسلامية حماس خلالها بالقوة على القطاع)..خسروا في الشارعين: الشارع الاردني والشارع الفلسطيني..هذا هو السبب" في اخفاقهم.
ومن جهته ايضا، اكد النائب موسى بركات سعود الزواهره الذي حصد اعلى الاصوات في الدائرة الثانية في محافظة الزرقاء ان هذه الانتخابات كانت "الانزه".
وتنافس في الدائرة الثانية المخصص لها ثلاثة مقاعد، 25 مرشحا بينهم مرشح واحد عن الحركة الاسلامية لم يحالفه النجاح، وهو النائب السابق ابراهيم المشوخي.
وقال الزواهرة وهو نائب سابق ايضا، ان الانتخابات "كانت..نزيهة مئة بالمئة..انا كنت متابعا للانتخابات السابقة، والانتخابات السابقة كانت نزيهة. وهذه كانت انزه انتخابات".
واعتبر الزواهرة الذي حصل على 5411 صوتا، ان الاسلاميين يبحثون عن "شماعة ليعلقوا عليها فشلهم" بحديثهم عن حصول تزوير في هذه الانتخابات.
وقال ان "الاسلاميين نزلت اسهمهم في الشارع وكشفهم الشارع وكشف ان شعاراتهم مزيفة ويريدون شماعة ليعلقوا عليها فشلهم".
واضاف انه "حتى بعض من لا اريد ان اقول فشلوا، بل سقطوا، هذا البعض..اصبح يبحث عن شماعات (للطعن) في الانتخابات بادعائه ان هناك تزويرا".
واكد ان هذه "هي انزه انتخابات وحتى البعيدون عرفوا انها انتخابات نزيهة مئة بالمئة".
وايضا اكد النائب فواز حسن فريج حمد الله الذي فاز عن الدائرة الاولى ان الانتخابات "ربما هي افضل انتخابات" تمر على الاردن.
وقال حمدالله، وهو طبيب عام حصل على 5049 صوتا، ان "الانتخابات كانت حرة ونزيهة ومريحة جدا".
واضاف "حقيقة انا لم اكن على الهامش في الانتخابات السابقة. انا كنت مشاركا في الانتخابات من موقع انني كنت مؤيدا لبعض المرشحين، وكما رأيته فهذه الانتخابات كانت سلسلة جدا جدا وربما هي افضل انتخابات تمر..".
ورفض حمدالله اتهامات الاسلاميين بحصول عمليات تزوير، معتبرا انهم يحاولون من خلال ذلك التغطية على "عزوف" الناخبين عنهم.
وقال "انا لم اشاهد لهم وجودا في الشارع..تراجعهم كان كبيرا وهناك عزوف الناس الذين يريدون من يخدمهم ويوصل صوتهم ويراجعوه ويلتقوه يوميا" متهما النواب الاسلاميين السابقين ضمنا بانهم لم يكونوا على تواصل مع الناخبين.
مال سياسي
الى ذلك، فقد انتقد النواب الثلاثة بشدة ظاهرة "المال السياسي" التي تمثلت في عمليات شراء مشتبهة لاصوات ناخبين من قبل مرشحين.
وقال النائب ضيف الله القلاب ان من مارسوا عمليات شراء الاصوات "معروفون للجميع".
واضاف انه ان كان هناك من نجحوا من هؤلاء في الانتخابات فانهم "لن يخدموا الناس الذين يرون انهم اشتروهم باموالهم..ومن يشتري الناخب..هو شخص غير مؤتمن على مصالح البلد".
وعبر عن امله في ان تسن خلال دورة المجلس المقبلة قوانين للتصدي لمثل هذه الظاهرة.
وعلى صعيده، اعتبر النائب موسى الزواهرة ان مواجهة هذه الظاهرة ملقاة على عاتق الناخب بالدرجة الاولى، مؤكدا في الوقت نفسه ان كل من مارسوا عمليات شراء الاصوات في الزرقاء قد فشلوا في هذه الانتخابات.
وقال ان المال السياسي "بالدرجة الاولى ظاهرة كانت تعود على المواطنين مهمة مكافحتها..وانا في كل اجتماعاتي كنت اقول ان الدور في مكافحة هذه الظاهرة هو على المواطن".
واضاف "ارى في تحليلي انها ليست ظاهرة مال سياسي وانما ظاهرة رخص كانت عند بعض المواطنين الذين وافقوا على بيع اصواتهم. ونحن بالنسبة لنا في الزرقاء كل من كانوا يطرحون موضوع البيع لم ينجحوا بل فشلوا فشلا ذريعا".
ولجهته ايضا، هاجم النائب حسن فريج حمد الله ظاهرة المال السياسي، لكنه اكد ان الحديث عن انتشارها لم يسبب له "نهائيا" أي قلق على فرصه في الفوز.
توقعات بالفوز
وفي هذا السياق، يؤكد النواب الثلاثة انهم كانوا يتوقعون نجاحهم في الانتخابات، ولكن مع اختلاف في اعداد الاصوات التي كانوا يتنبأون بالحصول عليها.
وردا على سؤال بهذا الخصوص يقول النائب ضيف الله القلاب "نعم كنت متوقعا فوزي..حتى انني سئلت من الصحفيين عن عدد الاصوات التي يمكن ان احصل عليها، فكنت اجيبهم بانني اتوقع ان احصل على سبعة الاف صوت..(وفي المحصلة) نقص العدد بحوالي 400 صوت".
ولجهته اجاب النائب موسى الزواهرة قائلا "طبعا..كنت متوقعا فوزي بنسبة 99 بالمئة".
اما النائب حسن حمدالله فقد اقر بان التوقعات كانت مناصفة لديه. وقال "حقيقة انا لم اكن واضعا في ذهني رقما محددا، كنت اضع امامي احتمال الفوز واحتمال ان لا يحالفني الحظ. انا اجتهدت. وكان عندي امل (في الحصول على اصوات) اكثر".
كلفة ومنافسة
الى ذلك، فقد رأى النواب الثلاثة ان الانتخابات الاخيرة كانت مختلفة عن سابقاتها من حيث الكلفة المالية للدعايات الانتخابية وشدة المنافسة.
وفي هذه الاطار يؤكد النائب ضيف الله القلاب ان "الكلفة اعلى من الانتخابات السابقة".
وفي ما يتعلق بالمنافسة، فقد اعتبر انها جرت "بروح رياضية" غير انه قال ان "بعض الناس حاولوا ينغصوا لكن تم تفويت الفرص عليهم" في اشارة ربما لبعض الاحتكاكات بين انصار مرشحين والتي وصفها المسؤولون بانها كانت محدودة.
وأكد النائب موسى الزواهرة بدوره ان هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها من حيث ان حجم الانفاق فيها كان "كبيرا وشدة المنافسة كانت قوية جدا".
ومن جهته ايضا، اكد النائب فواز حمدالله ان المنافسة كانت شديدة خصوصا في الدائرة الاولى.
وقال ان "المنافسة كانت شديدة لان (السباق) كان حزبيا وعشائريا".
مكتب موحد
وعلى صعيد خططهم لابقاء تواصلهم مع مواطني محافظة الزرقاء، عبر النواب الثلاثة عن تأييدهم لفكرة انشاء مكتب موحد لهم لتنسيق جهودهم في خدمة ابناء المحافظة.
وكان ابناء الزرقاء طالبوا مطولا بانشاء مثل هذا المكتب دون ان يتحقق ذلك.
وقال النائب ضيف الله القلاب "اتمنى ان نعمل نحن نواب المحافظة العشرة بشكل جماعي وليس فرديا وان نرتب امورنا مع القاعدة الانتخابية بحيث تكون هناك لقاءات اذا لم تكن شهرية فكل شهرين مرة، فنحن نستمد قوتنا اصلا من هذه القاعدة الانتخابية ونحن نوصل صوتها تحت القبة.."
اما النائب فواز حمد الله فقد اكد ان انشاء مثل هذا المكتب هو "طموحي وكنت خلال حملتي الانتخابية ادعو اليه..ان يكون هناك مكتب موحد او مجمع مكاتب للنواب وهذا ضروري جدا من اجل ان يكون هناك تواصل مستمر واجتماعات دورية بين نواب الزرقاء".
لكن النائب موسى الزواهرة اعتبر ان تحقيق هذه الفكرة فيه بعض الصعوبة، والقى اللوم على النواب الاسلاميين السابقين في فشل الجهود التي كانت ترمي الى تنسيق عمل نواب الزرقاء.
وقال الزواهرة ان انشاء مكتب موحد للنواب "امر فيه بعض الصعوبة، لان كل (نائب) له قواعد تختلف عن الاخر. لكن هناك تنسيق".
واضاف انه في "المرة الماضية لولا الاسلاميين الذين كانت لهم كولسات خاصة بهم وخربوا التنسيق بين نواب الزرقاء، لكنّا والله عملنا عملا جماعيا اكثر مما حصل..والان والحمد لله، الله خلصنا منهم وان شاء الله ان نستطيع العمل جماعيا اكثر مما كان الحال ابان وجودهم".
الى هنا، وتوقع النائب حمد الله ان يكون المجلس المقبل "قويا" وقال "نحن يهمنا مصلحة الوطن العليا بالدرجة الاولى..والمواطن سيراقب المجلس الخامس عشر بانتباه شديد، واتوقع ان شاء الله ان نكون عند حسن ظن المواطن وان تكون مصلحة الوطن العليا هي المقياس الحقيقي".
جدير بالذكر ان لمحافظة الزرقاء عشرة مقاعد في مجلس النواب، واحد منها للشيشان وفاز به مرزا قاسم بولاد واخر للمسيحيين وحصل عليه النائب السابق بسام حدادين.
كما حصلت ريم احمد قاسم على مقعد في المجلس عن المقاعد المخصصة للنساء بعد فوزها باكثر من 11 بالمئة من نسبة اصوات الناخبين في الدائرة الثالثة في المحافظة.
وبلغ عدد المقترعين في الانتخابات الاخيرة 115122 من اصل 313542، وبنسبة بلغت نحو 36,5 بالمئة.











































