نظريّات المؤامرة تتصدّر أخبار "كورونا"

ضجّت منصّات التّواصل الاجتماعيّ منذ شهر شباط بعدد كبير من المعلومات الخاطئة والأخبار غير الدّقيقة المرتبطة بجائحة "كورونا"، كما تَسرّعتْ وسائل إعلام محليّة في نشر عدد من الأخبار والمعلومات غير الصحيحة، أبرزها التّرويج لـ "نظريّات مؤامرة" زعمت أنّ الفيروس صُنّع لتلبية أهداف فئات محدّدة.

وتتبّع مرصد "أكيد" عبر الأشهر الماضية تداول منشورات وصور ومقاطع مصوّرة غير صحيحة، تطرّق عدد كبير منها لمواضيع صحيّة وطبيّة عن فيروس "كورونا" اتّسم كثير منها بغياب الدقّة، والاستناد إلى مصادر مُجهّلة.

ويبدو أنّ "نظريّات المؤامرة" حظيت باهتمام واسع من متابعي وسائل الإعلام ومستخدمي منصّات التّواصل الاجتماعيّ، مع انتشار مجموعة من الأخبار والمنشورات التي تروّج لنظريّات مؤامرة، منها ما ادّعى أنّ جائحة "كورونا" مؤامرة لحقن أكبر عدد ممكن من النّاس بشرائح إلكترونيّة للتجسّس عليهم، وأنّ "كورونا" مرض بكتيريّ يعالج بالمضادّات الحيويّة، وأنّ شبكات الاتصالات من فئة الجيل الخامس تنشر الفيروس، إضافةً إلى خبر آخر عن القبض على طبيب طوّر فيروس "كورونا" وباعه للصّين.

 

في بداية انتشار الفيروس، تمّ تداوُل معلومات خاطئة وإرشادات غير صحيحة على أنّها رسائل إعلاميّة للتوعية بطرق الوقاية، لكنّها لم تستند إلى مصادر موثوقة، كما نشرت وسائل إعلام أخباراً غير صحيحة منها نشر صورة مجسّم للحرم المكّي وادّعاء أنّه خلا من المصلّين بسبب "كورونا" وذلك قبل فرض السّلطات السّعوديّة قيوداً على الصّلاة في المساجد، يضاف إلى ذلك خبر إلغاء موسم الحج.

ومع تسجيل أوّل حالة إصابة بالفيروس في الأردن في بداية شهر آذار، بدأت وسائل إعلام محليّة عديدة سباقاً في نشر معلومات شخصيّة عن المريض وعائلته في انتهاكٍ صارخٍ لخصوصيّته، من باب إشباع فضول الجمهور دون الاكتفاء بالتفاصيل التي تقدّم معلومات توعويّة، وهو ما يمثّل مخالفة مهنيّة وقانونيّة جسيمة.

كما رافقت زيادة انتشار الفيروس في الأردن، موجات تنمّر إلكترونيّ على عدد ممّن كُشفت هويّاتهم من المصابين، وبخاصّة فئة سائقي الشاحنات، أو من تعرّضوا لمواقف أثناء الحجر الإجباريّ للأردنيّين القادمين من خارج البلاد، إذ تعرّض أشخاص من هاتين الفئتين للإساءة، والتشهير، والوصم، من مستخدمين لوسائل التّواصل الاجتماعيّ.

يُضاف إلى تلك المخالفات المهنيّة، مجموعة من المواد التي حملت عناوينها مضامين مخالفة لمتن الخبر، وهي مخالفة سبّبت إرباكاً للقرّاء حول استمرار غلق بعض القطاعات، بينما انتشرت مجموعة من الأخبار غير دقيقة مفادها أنّ كتّابا وعلماء كانوا قد تنبّؤا قبل عشرات السّنين بانتشار مرض قاتل في عام 2020. يُضاف إلى ذلك نشر تحذيرات غير صحيحة عن انتقال الفيروس عبر البضائع المستوردة من الصّين.

ومن المخالفات المهنيّة الأخرى نشر وسائل إعلام محليّة لمواد تثير الهلع والرّعب بين الجمهور، مبتعدةً بذلك عن دورها التّوعويّ، إضافةً إلى اختيار عناوين مثيرة مرفقة بـعبارات مثل "فيديو مرعب". وارتكبت وسائل إعلاميّة محليّة وعربيّة مخالفة جسيمة عند بثّ صور ومقطع مصوّر للحظات دفن سيّدة توفّيت بعد إصابتها بالفيروس، وهو ما يُعدّ انتهاكاً لحرمة الأموات.

ومنذ بداية أزمة "كورونا" نشر مرصد "أكيد" عدداً من التقارير المتخصّصة تناولت الممارسات الفضلى المتّبعة عالميا في تغطية أخبار الجائحة، وأسس الكتابة عن المصابين بطرق تحافظ على خصوصيتهم وتحترم كرامتهم الإنسانيّة، بالإضافة إلى إرشادات عامّة للتعامل مع "كورونا" والأزمات الأخرى.

أضف تعليقك