نظام لمكافحة الحريق في سوق البخارية

الرابط المختصر

تنهي أمانة عمان الكبرى قبل حلول عيد الفطر أعمال تأسيس نظام لمكافحة الحريق في ممرات أسواق البخارية والبلابسة وفيلادلفيا وفق مدير دائرة الإشراف وإدارة المشاريع في الأمانة محمد الخرابشة.

 وكانت تلك الأسواق تعرضت قبل نحو ثلاثة أسابيع لحريق كبير تسبب به تماس كهربائي.

وقال الخرابشة إلى "الغد" إن "الأمانة ستعمل كذلك ،على معالجة تصريف المياه الناجمة عن تساقط الأمطار في الساحة السماوية الداخلية لسوق البلابسة ، وإعادة تأهيل الأرضيات الزجاجية في سوق فيلادلفيا التي تطايرت جراء الحريق وعلى مستوى ثلاثة طوابق من خلال تركيب هياكل معدنية جديدة قابلة للتحمل تمهيدا لتبليطها حسب الأصول".

ووفق الخرابشة، فإن الأمانة أنهت أعمال التدعيم الإنشائي للأسواق من حيث زراعة أعمدة جديدة كبديل عن القديمة التي تاثرث جراء الحريق، وتدعيم انشائي حسب المواصفات للجسور الخرسانية وللعقدات بالتنسيق مع الجمعية العلمية الملكية ، وباستخدام احدث مواد الترميم والتدعيم الانشائي.

وأشار إلى أنه يجري العمل حاليا على حماية التمديدات الكهربائية في سوق البخارية بطريقة الـ " كيبل تري " (صواني حاملة للكوابل) يتم وضعها في منتصف سقف البناء لغايات توفير السلامة العامة ومنعا لتكرار ما حدث.

وحسب الخرابشة، فسيتم اخفاء كامل التمديدات في سوق فيلادلفيا والبلابسة ضمن الجدران والارضيات حتى لا تكون عرضة للعبث والتلف، واختير موقع بعيد عن المارة يتم فيه تركيب لوحات وساعات الكهرباء الرئيسية.

وأكد أن الأمانة ستعالج الواجهات الخارجية من تنظيف وإعادة تأهيل، فضلا عن أعمال دهان وقصارة وبلاط وصرف صحي وتصريف مياه أمطار في سوقي فيلادلفيا والبلابسة وإعادة تأهيل الوحدات الصحية العامة في سوق فيلادلفيا، من تركيب بلاط أرضيات وجدران وتمديدات صحية وجميع ما يلزم.

ولفت  إلى أن سوق البخارية اقل الأسواق تضررا من الحريق؛ حيث يمارس التجار نشاطهم التجاري اليومي بشكل طبيعي، وأن الدراسات الفنية لأعمال التأهيل والترميم التي يجري تنفيذها على مدار الساعة تتم تحت إشراف كادر هندسي من الأمانة والجمعية العلمية الملكية.

واشتملت المرحلة الأولى من أعمال التأهيل والترميم على إزالة جميع مخلفات وآثار الحريق من المكان والبدء بأعمال التأهيل والتدعيم والترميم للموقع وفقا للمواصفات الهندسية.

يذكر أن الأمانة ، باشرت أعمال التأهيل والترميم في السابع عشر من الشهر الجاري حيث  عملت كوادر وأجهزة الأمانة والمقاول على مدار أسبوع لإنجاز أعمال النظافة ونقل الأنقاض والمخلفات، وإفراغ المحلات والمستودعات من البضائع التالفة جراء الحريق.

وأدى الحريق إلى انصهار كامل محتويات الأسواق وديكورات المحلات التجارية.

 واحتفظ سوق البخارية الجديد بصفته التي تأسس عليها قبل أكثر من نصف قرن وظل محطة مركزية في حركة التجارة والاقتصاد الوطني الجديدة، مجاورا سوق السكر واليمنية وأسواق صغيرة كسوق الخضار القديم.

كما اكتسب سوق البخارية، حضورا اجتماعيا إلى جانب حضوره الاقتصادي لأهالي عمان، وتنوعت محتويات دكاكينه، من الكلف ولوازم الخياطين والخردوات والخيوط والألبسة الداخلية ولوازم الحلاقين، والهدايا والألعاب والإكسسوارات والعطور والأحجار الكريمة والمسابح، والإكسسوارات المتنوعة والتحف الشرقية والآلات الموسيقية وغيرها.

وتترسخ أهمية سوق البخارية كمركز تجاري مهم، من خلال زيارات المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، والمغفور له الملك طلال بن عبدالله والمغفور له الملك الحسين بن طلال.

وكانت زياراتهم إلى سوق البخارية، تتلمس واقع الناس وأحوالهم، ففي هذا السوق تستشعر نبض عمان الحار والدافق بالحياة والحيوية.

وارتبط سوق البخارية، بذاكرة العمّانيين، بأنه منبع خير، وذلك لموقعه قبالة الجامع الحسيني، ولوجوده على حواف السيل.

ويعد سوق البخارية كذلك ملمحا تراثيا عريقا من ملامح مدينة عمان، ورغم الخسارة الكبيرة التي تعرض لها، فإن عودته من الرماد إلى الحياة ثانية لن تعوقه، كما كان أكد تجار؛ فقد سبق وأن تعرض لحريق كالذي تعرض له حاليا، إلا أنه عاد واستمر وشكل فصلا مهما من ذاكرة عمان المكانية والاجتماعية والاقتصادية.