نساء شفا بدران.. عاصفة الانتخابات
عاصفة نسائية، تبادلت فيها نسوة منطقة شفا بدران شمال عمّان إطلاق "الأعيرة المائية" والتدافع بالأيدي، حينما حاولت "غريبات" عن المنطقة الدخول لانتخاب أحد المرشحين.وكانت المشادات الأقوى عند النساء، إلا أنه جرت عند مركز اقتراع الرجال في الشفا مشاجرات، ولكن رجال الأمن استطاعوا فضها ، فيما عجزوا عن ذلك "تجنبا للاحتكاك مع نساء الشفا.
منذ الصباح الباكر، فتحت صناديق كل من مناطق شفا بدران والجبيهة وأبو نصير وصويلح، وعلى الرغم من التوافد القليل من المواطنين في الساعات الأولى إلا أنه صار على أوجه في وقت الظهيرة.
في الجبيهة تنافس المرشحَين عمر اللوزي ومعتز اللوزي، وعلى الرغم من أن كلاهما من نفس العائلة إلا أن التنافس كان على أشده بينهما، وقد جرى تبادل طفيف للاتهامات بسبب غياب بعض الأسماء من على كشوفات الناخبين في صناديق الاقتراع، وكان بعض الناحبين مستائين لكونهم يودون الإدلاء بأصواتهم إلا أن ذلك كان متعذراً.
صناديق الاقتراع كانت 7 للرجال و7 للنساء، وقد بدت الأجواء عائلية وعشائرية كغيرها من المناطق الأخرى.
في أبو نصير كان الجو الانتخابي معتدلاً، والكثافة الانتخابية على أوجها، وعدد المرشحين لمنطقة إسكان أبو نصير وحدها بلغ 5 مرشحين هم محمد العدوان وعماد المومني وزياد العواملة ومحمد القواقنة ومحمد العمري.
عند النساء كان هناك 6 صناديق وعند الرجال كان هناك 6 أيضاً، وبشكل عام فقد سارت العملية الانتخابية بهدوء نسبي.
أما في منطقة شفا بدران فلم يكن الأمر اعتيادياً، فمنذ وصولنا كان الحديث عن شراء الأصوات، وأكد المواطنون الذين التقينا بهم بأن ذلك تم بشكل واضح، لكننا حينما تحدثنا إلى آخرين أكدوا بأن الأوضاع عادية والأمور طبيعية.
المرشحين في الشفا بلغوا أربعة هم : فلاح الحجاج وزياد العدوان وعبدالحميد العدوان وأحمد أبو سويلم.
عاصفة الشفا
جرت في شفا بدران مشادة قرب مركز اقتراع الرجال، لكن قوات مكافحة الشغب سرعان ما فرقتها وحاولت أن تمنع التجمع الذي استمر في مكانه متأهباً في أي لحظة، والسبب وجود أشخاص وصفهم الموجودين "بالغرباء عن المنطقة" جاؤوا للإدلاء بأصواتهم لصالح أحد المرشحين، ودليلهم بحسب ما قالوا لنا : أنهم جاؤوا بباص من البقعة.
إلا أن العاصفة ثارت عند مركز اقتراع النساء، حيث جرت مشاجرات بين النساء والفتيات المتواجدات على باب المركز، وذلك عند محاولة النساء القادمات من البقعة للاقتراع لصالح أحد المرشحين، وقد حاولت مندوبات لمرشحين آخرين منعهن من الدخول للانتخاب في الصناديق وبالفعل استطعن ذلك وعادت المجموعة البقعاوية الى الحافلات التي جاءت منها لتحاول الدخول فيما بعد.
لكن النساء لم تهدأن إلا وقد واجهن "الغريبات" برش الماء والدفع وتبادل الضربات الخفيفة، وما كان ملفتا أن رجال الأمن وقوات مكافحة الشغب لم تستطع التدخل المباشر لفك الاشتباكات النسائية تحرجاً وتجنباً للاحتكاك مع النساء.
إحدى الفتيات كانت في إحدى الباصات، اقتربنا وتحدثنا إليها سائلين عن سبب مجيئها الى الشفا، وقبل أن تجيب جاء أحد الرجال وبسرعة أغلق نافذتها وأمرها بالابتعاد وعدم الحديث الى أي شخص، فحزرنا انها جاءت ضمن تلك النساء "غير المرحب بهن" للانتخاب.
العملية الانتخابية في صويلح بدت نشيطة وكثيفة، والمقترعين بالمئات يدخلون ويخرجون بنظام واضح، وإذا ما قورن الوضع بالمناطق الثلاثة الأخرى فقد كان الأكثر نظاما وتوافداً وخاصة في مركز اقتراع النساء.
المرشحون في صويلح كانوا 9، من بينهم سيدتان فقط، وهم: نسرين النجداوي ونهاية عطية ورائد التعمري وزيد الدلاهمة ومحمد دعابس ومحمد القيسي وعدنان ابو رمان وحسن الشيشاني.
عدد الصناديق كانت 8 عند النساء و8 عند الرجال، وعلى الرغم من أنه المكان الوحيد الذي ترشحت فيه امرأتين من بين الأربع مناطق، إلا أن المرشحين لم يبدوا نية بانتخابهن إلا قليل منهم، حتى النساء لم يبدين أدنى اهتمام لـ "انتخاب المرأة".
مظاهر ملفتة
في كل المناطق بدا واضحاً فقدان بعض المقترعين لأصواتهم واستياؤهم من ذلك، لكنه لم يكن واضحاً تماماً، واشتكى كثيرون من مشكلة ما أسموه "شراء الأصوات"، وكان هناك بعض الفوضى في معظم الاماكن وخاصة في منطقة شفا بدران.
حرارة الجو جعلت المرشحين يبتكرون أسلوباً جديداً للدعاية، وهي توزيع الماء والمشروبات الباردة، وبحلول فترة تناول وجبة الغداء، عمد كثيرون منهم الى توزيع السندويشات.
الطريف في تلك المناطق كان تشغيل الأطفال الصغار والشبان والشابات لتوزيع بطاقات المرشحين، والطلب بكل لطافة "انتخبوا فلان".
غابت المرشحات إلا من منطقة صويلح، وشاركت كافة الفئات العمرية في الاقتراع وخاصة الشباب والشابات الذين بدت لهم مشاركة واسعة ونشيطة.











































