ندوة: خلل في العلاقة بين الأمن والأعلام ومطالبة بالتصدي "للبلطجة"
طالب إعلاميون السبت الجهات المعنية الى وقف كافة مظاهر الاعتداءات على الحريات الإعلامية سواء تلك التي تمارس في الميدان او تلك التي تمارس من خلال التشريعات والقوانين . وشددوا في هذا الإطار على ضرورة وضع حد لظاهرة " البطجية " التي بدأت تستهدف الإعلاميين بشكل لافت للنظر لاسيما في الفترة الحالية التي يشهد بها الأردن حراكا شعبيا وسياسيا مطالبا بالإصلاح السياسي.
واتفقت أراء مسؤولين أمنيين وإعلاميين على وجود فجوة بين الإعلام والمؤسسة الأمنية نتيجة عدم الفهم الحقيقي لدور كلا الجانبين ، جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها مرصد الإعلام الأردني بمركز القدس للدراسات السياسية بعنوان ( الامن والاعلام .. الراي العام ) .
و تحدث مدير التوجيه المعنوي في القوات المسلحة العقيد عودة شديفات عن مفهوم الإعلام والامن الوطني مؤكدا انه وفي ظل التغيرات الحاصلة في الاقليم والعالم فان القوات المسلحة تنظر الى الاعلام الاردني بكل التقدير والإحترام وتعتبره شريكا رئيسيا في حماية الامن الوطني الأردني لاسيما في ظل تحديات العولمة وما اصبحت تشكله من ضغوط على الموروث الإستراتيجي للامة مشددا على ان المرحلة الراهنة والمستقبلية تتطلب التعامل معها بعقلية واليات واساليب جديدة ومغايرة لما كان
وشدد شديفات على ان الإختلاف حاصل دائما ولكن الذي يجب ان لا نختلف عليه على الإطلاق هو الأردن .. ومن هنا فإن الحديث عن الامن الوطني الاردني يقصد به ابعاده الشاملة الإقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية مشيرا الى ان الامن الوطني يلامس عناصر قوة الدولة وتكاملها في حالتي الدفاع والتهديد
في حين اشار العقيد عديل الشرمان مدير الإعلام في التوجيه المعنوي بالامن العام في كلمته خلال اعمال الورشة الى الإشكالات التي تصاحب علاقة رجال الامن بالإعلاميين معترفا ان هذه العلاقة جدلية منذ زمن معترفا بحدوث اشكاليات بين رجال الامن والإعلاميين مرجعا ذلك الى الى عدم تفهم كل طف لدور الطرف الاخر .. وقال ان ما عزز ذلك الصورة النمطية عن رجل الامن لدى المجتمع ومنه الإعلام الذي يشكل جزء رئيسي من النسيج المجتمعي .. وقال ان توضيح مفهوم العلاقة قضية يتحملها الطرفان .. مشددا على ان مديرية الامن العام اهتمت بهذه العلاقة وكان من مظاهر هذا الإهتمام تاسيس المكتب الإعلامي في مديرية الامن العام وتعيين ناطق رسمي بهدف ايصال المعلومات الامنية الى رجال الإعلام مشيرا الى تفهم الاجهزة الامنةي لحاجة الصحفي الدائمة للمعلومات .. وقال مثلما هو مطلوب من رجل الامن ان يتفهم دور رجل الإعلام فعلى الإعلامي ايضا ان يتفهم دور رجل الامن في حماية الارواح والممتلكات
وكان مدير مركز القدس للدراسات السياسية الزميل عريب الرنتاوي اشار في كلمة افتتح بها اعمال الورشة الى الإشكاليات الكثيرة التي شابت العلاقة بين الاجهزة الامنية ووسائل الإعلام موضحا ان هذه الإشكاليات طرحت بمواقع مختلفة . وانه كان ينبغي نقل الحوار بين الاجهزة الامنية والجسم الإعلامي الى طاولة الحوار الهادف الذي يضع المصلحة الوطنية نصب عينيه بإعتبار ان كل من الامن والإعلام يشكلان جسمين رئيسين في الدولة والمجتمع .
واشار الرنتاوي في حديثه الى ظاهرة " البطجية " التي بدات تستهدف الغعلام بشكل ممنهج ومنظم في الاونة الاخيرة معتبرا ان هذه الظاهرة وجه جديد للإشكاليات التي تواجه الجسم الإعلامي الاردني
وايد الزميل طارق المومني نقيب الصحفيين ما جاء في مداخلة الرنتاوي وقال انه مطلوب وقفة جادة من قبل الحكومة لوضع حد لظاهرة البلطجة ضد الصحفيين لوقف هذه الممارسات من قبل من اسماهم "ميليشيا" تريد ان تاخذ القانون بيدها .. وفي شان الإعتداءت على الإعلاميين في الميدان قال المومني انه وعلى الرغم من ان الإشكالات التي تحدث تاتي في إطار فردي وليس مؤسسيا الا ان المطلوب وضع حد لمثل تلك الإشكالات وقال نعلم تماما ان مسالة الإعتداءات لن تنتهي طالما ان هناك صحافة وامن واذا لم نصل لمرحلة يعترف بها كل طرف بدور الاخر فإن الامور ستبقى على ما هي عليه دايعا لوقفة مراجعة تضع اسس صحيحة للعلاقة بين الامن والإعلام
وانتقد المومني عدم اعلان نتائج التحقيقات في الإعتداءات التي وقعت على الصحفيين مؤخرا وقال قدمنا شكاوى وشكلت لجان تحقيق ولم تصدر لغاية الان نتائج عمل هذه اللجان نريد ان نعرف هذه النتائج حتى وان كانت تدين الإعلاميين مؤكدا وقوف نقابة الصحفيين بصلابة ضد اية اعتداءات يتعرض لها الإعلاميون مهما كان مصدرها . ودعا المومني الى تطبيق بنود الإتفاقية التي وقعت عام 2006 بين هيئات اعلامية بينها نقابة الصحفيين ومديرية الامن العام مستعرضا بنود هذه الإتفاقية .
وانتقد الإعلاميون المشاركون في اعمال الورشة غياب ممثلين عن جهاز المخابرات العامة وقوات الدرك عن المشاركة في اعمال الورشة بإعتبار انهما الجهازان الامنيان اللذان يحتكان بشكل مباشر مع الصحفيين ،. وكان مركز القدس للدارسات السياسية وجه الدعوات للمشاركة في اعمال الورشة الى كافة الاجهزة الامنية لإنتداب من يمثلها في اعمال الورشة .
ودعا الكاتب الصحفي الدكتور صالح المعايطة الى الحديث المباشر بين الاجهزة الامنية والإعلام للوصول الى الغاء الحساسيات التي تكتنف العلاقة بين الجانبين مشددا على ان الامن الوطني لم يعد بالإمكان اختزاله في بالمفهوم العسكري مشيرا الى ان حماية الامن الوطني لا يقتصر فقط على الاجهزة الامنية بل الصحافة شريك في ذلك .
وعرضت خلال اعمال الورشة ورقة عمل اعدها مرصد الإعلام الاردني بمركز القدس حملت عنوان ( الوصول للجرأة ... علاقة الامني والإعلامي في عالم متغير ) تضمنت الدراسة اطار نظريا عن علاقة الامن بالإعلام كما تضمنت شهادات لزملاء اعلاميين تعرضوا من خلال مواقعهم الإعلامية لتدخلات امنية في عملهم خلال فترات مختلفة ، إضافة الى شهادات لإعلاميين تعرضوا لإعتداءات من قبل رجال الامن في الميدان .