نداء إغاثة: أنقذوا مهرجان جرش

الرابط المختصر

"يجب علينا الاعتراف بتراجع المهرجان، وعلينا ان ندرك أنه بحاجة الى تكاتف كل القطاعات الحكومية والخاصة لإنقاذه وإعادة بريقه الذي غاب".

نداء أطلقه مثقفون وإعلاميون ليس لدراسة الضعف المستمر لمهرجان جرش للثقافة والفنون والذي وضح جلياً هذا العام، وإنما لإيجاد حل على ارض الواقع لإنعاش المهرجان المحتضر.

الجمهور عاوز إيه؟
الجماهير مشغولة عن المهرجان هذا العام اكثر من غيره من الأعوام السابقة، والأسباب أعادها كثيرون الى الانشغالات اليومية، والأوضاع  المادية، وعدم وجود إعلان كاف لا داخليا ولا في خارج الأردن إلا بشكل بسيط.
 
واشتكى مواطنون من هذه العوامل التي حالت دون معرفتهم بفعاليات هذا العام بسبب نقص الإعلان للمهرجان، وعلى الرغم من اهتمام الصحف بتلميع الفعاليات بالتغطيات الصحفية الداعمة والمروجة للأنشطة والمجريات، إلا أن كثير من العوامل الأخرى أثرت على مستوى وعدد حضور المهرجان.
 
فهناك العوائق المادية سواء تسهيلات المواصلات إلى مدرجات المهرجان في محافظة جرش أو أسعار التذاكر، إضافة إلى العوامل الأخرى التي حالت بحسب منظمي المهرجان من اهتمام الناس بالحضور مثل تزامن نتائج الثانوية العامة مع المهرجان والانتخابات البلدية.
 
مطلوب جبهة إنقاذ وطني
رئيسة تحرير مجلة تايكي الكاتبة بسمة النسور أكدت على وجوب الاعتراف بتراجع مهرجان جرش، "يجب الاعتراف بأن مهرجان جرش سجل تراجعا خطيراً، ونحن نتحدث عن حالة ترهل امتدت لسنوات، لكن هذه السنة كانت فعلا خيبة كبرى".
 
وقالت "كنا نحتفل باليوبيل الفضي والعام الخامس والعشرين وتوقعنا ان مهرجانا امتد لهذا العمر كان من المفترض أن يكون تأسس وصار فيه تراكم للخبرة وصار هناك مؤسسية في العمل، لكن على أرض الواقع هناك قضايا كثيرة حالت دون ذلك منها مالية وإدارية ولوجستية".
 
وطالبت النسور بجبهة إنقاذ وطنية للمهرجان "لابد من جبهة إنقاذ وطني لهذا المنجز الحضاري الذي ساهم بان يرفع اسم الأردن ويقدمه للعالم، لكنها أكدت أن التراجع في كل الفعاليات، فمثلاً اختيار الفنانين كان منتقداًً لكن ربما الفضائيات ساهمت في أن تضعف من بريق أي نجم فهو يظهر في كل مكان وحتى في الإعلانات، فربما هذا ساهم أيضا في إنقاص الإقبال على الفنانين".
 
ودعت النسور الى تدارك المهرجان "إدارة المهرجان لديها طاقة ممتازة لكنها وحدها لا تستطيع حمل مهرجان كامل بهذه الضخامة، المهرجان بكل الإخفاقات والأخطاء التي حدثت يمكن تداركه ، لكن شخص أو عشر اشخاص لا يستطيعوا ان يقوموا بهذه المهمة".
 
والحلول برأيها لابد أن تكون بدراسة الموضوع، و"لابد من خبرات أخرى تجتمع ليس فقط فئات المثقفين والمطلعين على الحراك الثقافي  ولابد من أن نتخلص من فكرة الربح المادي للمهرجان ولابد ان يقدم ما هو مفيد ومحترم فليس من مهمة المهرجان أن يقدّم أشخاص معينين من اجل الربح المادي".
 


الظروف والقوى المحيطة
العوامل التي ساهمت في التراجع المستمر للمهرجان وضعفها العام برأي الكاتب محمد جميعان تعود الى الظروف السياسية المحيطة بالأردن إضافة الى قوى أخرى تعيث عمل إدارة المهرجان وتضعفها.
 
وبالنسبة للفعاليات الثقافية بالذات قال جميعان "أدائها ضعيف والمحاور التي تتناولها ايضا تعاني من الركاكة والضعف لكن هذا الضعف الذي جاء ودخل الى الفعل الثقافي ليس وليد المصادفة وانما نتيجة لمجموعة من العوامل جعلت الفعل الثقافي على وجه الخصوص وما تبقى من فعاليات جرش بهذا الضعف".
 
وأشار جميعان الى أن هناك مجموعة من الظروف السياسية المحيطة في الأردن مثل الأحداث السياسية في العراق وفلسطين ولبنان كان لها تأثير على الإقبال الجماهيري ، إضافة بحسبه الى أن تأجيل فعاليات جرش في العام الماضي، عكس شيئاً من الإحباط وضعف في الأداء وخلق نوعاً من فتور الهمة في الإقبال عليه.
 
ودعا جميعان الى الخروج عن التقليدية في الفعاليات "منذ أن انطلق من الثمانيات القرن الماضي لغاية الآن هي نفس الطريقة تمارس الأنشطة والفعاليات ضمن جزر معزولة ليس لها علاقة بالمهرجان".
 
ترويج خاطئ
كل تلك العوامل وغيرها لم  تُعف إدارة المهرجان من المسائلة، وحتى لو كانت الشركة التي أخذت على عاتقها تسويق المهرجان قد فشلت في هذا، فالإدارة بحسب الجميع هي من اختار هذه الشركة دونا عن غيرها.
 
وعزا الصحفي المتابع للشؤون الفنية والثقافية في المهرجان محمود الخطيب ضعفه هذا العام الى الشركة التسويقية التي تم اختيارها للإعلان عن المهرجان وهو ما ضرب المهرجان برأيه
 
بالنسبة لمديرة المهرجان بالوكالة لبنى الفار، فقد رفضت التحدث عن المهرجان في الوقت الحاضر لكونه لم ينته بعد وبرأيها فما يزال هناك وقت لكي نقيمه ونحكم على نجاحه او فشله.
 
هذا هو حال جرش والذي يستمر لمدة أسبوعين إضافيين، لكن إذا كانت سمة الضعف قد التصقت به منذ بدأه فكيف سيكون مع انتهائه؟