نجح الملك في تحويل الأنظار إلى مصر وإلى العرب

الرابط المختصر

دخل الملك عبد الله الثاني البيت الأبيض في وضع صعب فمن ناحية كان رأس الدولة الأردنية مسلح بدعم غير مسبوق من الشعب في الأردن والشعوب العربية والعالم لرفض المخطط الشرير الأمريكي – الإسرائيلي بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وخاصة سكان غزة.

ولكن من ناحية أخرى كان من الضروري أن يحافظ الملك على شعرة معاوية مع الرئيس الحليف الأمريكي الأقوى دولة في العالم. وقد نجح الملك بحنكته وحكمته على تجاوز هذه المعضلة من خلال طرح إنساني ضخم ومكلف وهو استيعاب ومعالجة ألفي طفل من غزة وبالتأكيد يعني ذلك استضافة ما لا يقل عن عشرة آلاف فلسطيني من غزة إذا اعتبرنا عائلات الأطفال. لم يتعهد الملك بتوطين الأطفال وعائلاتهم ولكن تعهده بمعالجتها لاقت استحسان من قبل الرئيس الأمريكي مما سهل المهمة الاصلية الخاصة بعملية التهجير والتوطين. وهنا أيضا تجنب الملك المناكفة العلنية أمام الرئيس تاركا التعبير عن الرفض القاطع للحوارات الخاصة خلف الكواليس.

وقد يكون أقوى ما نجح به الملك في لقاء البيت الأبيض هو نقل الموضوع من مشكلة فلسطينية أو مشكلة فلسطينية أردنية إلى تحدي عربي يتطلب رد عربي.

وفي مراجعة سريعة لمداخلات الملك المقتضبة (لم تتجاوز 405 كلمات) مقابل مداخلة ترامب التي وصلت الى 3219 كلمة نرى أن الملك ذكر مصر 4 مرات في إشارة مكررة للدور الذي تبنته مصر في تقديم المخطط العربي لإعادة إعمار غزة دون اخراج وتهجير الشعب الفلسطيني.

كما ونلاحظ الملك كرر كلمة عرب 5 مرات في الإشارة إلى مؤتمر القمة العربي المقرر عقده في 27 الشهر الحالي في المملكة العربية السعودية. حيث قال الملك: الاستجابة لاقتراح ترامب ستأتي من العديد من الدول، العربية والعالمية مؤكدا أن الرئيس الأمريكي "يطلع إلى أن نأتي نحن العرب هنا لمناقشة الخطة الشاملة.

بالتركيز على مصر والعرب جاء في الوقت الذي حاول الملك جاهدا تقليل من التركيز على الأردن حيث كرر استخدام كلمة الأردن فقط مرتين مقابل 4 مرات لمصر وخمس مرات عبارة العرب.  

 

وقال الملك "من الواضح أنه علينا أن ننظر إلى مصلحة الولايات المتحدة وشعوب المنطقة، وخاصة شعبي في الأردن، وسنجري بعض المناقشات المثيرة للاهتمام اليوم. وأعتقد أن أحد الأمور التي يمكننا القيام بها على الفور هو نقل 2000 طفل من الأطفال المصابين بالسرطان، أو في حالة مرضية سيئة للغاية إلى الأردن بأسرع وقت ممكن، ومن ثم ننتظر، كما أعتقد، أن يقدم المصريون خطتهم حول كيفية العمل مع الرئيس للعمل على مواجهة تحديات غزة

 

النص الحرفي (ترجمة غير رسمية) لمداخلات الملك في البيت الأبيض

صاحب الجلالة: حسناً، سيدي الرئيس، أعتقد أن علينا أن نضع في اعتبارنا أن هناك خطة من مصر والدول العربية. لقد تمت دعوتنا من قبل محمد بن سلمان لإجراء مناقشات في الرياض. أعتقد أن النقطة المهمة هي كيفية جعل هذا الأمر يعمل بطريقة جيدة للجميع. من الواضح أنه علينا أن ننظر إلى مصلحة الولايات المتحدة وشعوب المنطقة، وخاصة شعبي في الأردن، وسنجري بعض المناقشات المثيرة للاهتمام اليوم. وأعتقد أن أحد الأمور التي يمكننا القيام بها على الفور هو نقل 2000 طفل من الأطفال المصابين بالسرطان، أو في حالة مرضية سيئة للغاية إلى الأردن بأسرع وقت ممكن، ومن ثم ننتظر، كما أعتقد، أن يقدم المصريون خطتهم حول كيفية العمل مع الرئيس للعمل على مواجهة تحديات غزة.

صاحب الجلالة: حسناً، أعتقد كما قلت سابقاً أن الرئيس يتطلع إلى قدوم مصر لتقديم خطتهم. وكما قلت، سنكون في المملكة العربية السعودية لمناقشة كيف يمكننا العمل مع الرئيس ومع الولايات المتحدة. لذلك أعتقد أنه دعونا ننتظر حتى يأتي المصريون ويعرضونها على الرئيس دعونا لا نستبق الأحداث.

هو صاحب الجلالة: حسناً، أعتقد أن ما قلته أنا، يجب أن أنظر إلى مصلحة بلدي وأعتقد أن الرئيس سعيد جداً بأننا سنقوم بهذا الشيء مع 2000 طفل بأسرع وقت ممكن، ومرة أخرى، أعتقد أن الرئيس يتطلع إلى أن نأتي نحن العرب هنا لمناقشة الخطة الشاملة.

صاحب الجلالة ستكون الاستجابة من العديد من الدول، العربية والعالمية. أنا أعلم أن الأوروبيين يريدون التدخل، ومرة أخرى، ربما علينا أن نتطلع إلى مساعدة الولايات المتحدة للتأكد من أن مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهو وكالة التخليص على الجانب الإسرائيلي، سيجعلها فعالة قدر الإمكان لأن 2000 طفل، أفضل طريقة للوصول إليهم هي بالطائرات المروحية ونقلهم مباشرة إلى مؤسساتنا. وأعتقد أيضًا أن عددًا غير قليل من الدول ربما ترغب أيضًا في أخذ بعض هؤلاء الأطفال وعلاجهم في مستشفياتها.

صاحب الجلالة: حسناً، مرة أخرى، هذا أمر سنأتي كعرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أمر سنتحدث عنه لاحقاً، لمناقشة كل هذه الخيارات.