نتائج الانتخابات تطيح بأول الهيئات القيادة للحركة الاسلامية
اكد نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن والناطق باسمها جميل ابو بكر ان مجلس شورى الجماعة قام بحل نفسه.واعاد ابو بكر هذا القرار الى حجم التزوير الذي مارسته الحكومة – على حد تعبيره – في الانتخابات النيابية, والتي ادت الى تراجع تمثل الاسلاميين في مجلس النواب الى ادنى حد منذ قرار المشاركة في الانتخابات النيابية العام 1989.
وقال ابو بكر إن مجلس الشوري اتخذ قرار المشاركة في الانتخابات التي جرت في العشرين من الشهر الجاري لكنه " فوجئ بحجم التزوير والتغيير في النتائج الذي فاق كل التوقعات والتصورات", مقراً بأن قرار المشاركة في الانتخابات لم يكن صائباً.
وجاء هذا التطور بعد اجتماع لمجلس الشوري استمر على مدى يومين وانتهى مساء الخميس, تخلله نقاش حاد بين تياري المجلس الحمائم والصقور, حيث حمل الصقور تيار المعتدلين (الحمائم) مسؤولية الهزيمة التي مني بها الاسلامين في الانتخابات النيابية.
ولعل ما يميز توقيت قرار الحل تزامنه مع تعيين المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات عضوا في مجلس الاعيان.
ويشار الى ان الذنيبات كان قد اشاد بالتحضيرات الحكومية للانتخابات, وذلك قبل العملية الانتخابية, مخالفاً تصريحات الحركة الاسلامية التي كانت تنتقد الاجراءات الرسمية للانتخابات, وتحذر من امكانية حدوث عمليات تزوير.
ومن المرجح ان تغييرات ستشهدها التركيبة القيادية في جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الاسلامي, بعد هذه الخطوة.
وفي تعليق للنائب عن حزب جبهة العمل الاسلامي وعضو مجلس شوري الحزب محمد عقل على الحراك الذي افضى الى قيام مجلس شوري الاخوان بحل نفسه, يقول "هل سيستمر هذا الحراك ويمتد ليطال مجلس شوري الحزب؟"
وكان مرشحو جبهة العمل الاسلامي فازوا في ستة دوائر انتخابية فقط من اصل 22 دائرة ترشحوا فيها بينما كان للجبهة 17 مقعدا في المجلس السابق، وحقق المقربون من السلطة ورجال الاعمال وشخصيات عشائرية فوزا كبيرا في الانتخابات, وفق ما يرى متابعون للشأن الانتخابي.
ويشار الى ان الحركة الاسلامية كانت قد اتهمت الحكومة في مؤتمر صحفي عقدته بعد ظهور نتائج الانتخابات بممارسة تزوير منظم خلال العملية الانتخابية, استهداف مرشحو التيار الاسلامي, وهذا ما نفته الحكومة حيث اشاد وزير الداخلية عيد الفايز بالعملية الانتخابية.
وكان المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين سالم الفلاحات سلم رئيس الحكومة السابقة التي اشرفة على الانتخابات ووزير الداخلية عيد الفايز قائمة بالتجاوزات التي حدثت مدعومة بالادلة والوثائق دون ان يتلقى رداً على ذلك وفق تصريحات في وقت سابق للفلاحات.
وحول ملامح مجلس شورى الاخوان القادم اقر ابو بكر "بأن نتائج الانتخابات النيابية سيكون لها تأثيراً على التشكيله القادمة للمجلس", مشيراً الى وجود ضغوطات من قواعد الحركة الاسلامية ساهمت بشكل او بآخر بصدور قرار الحل.
ورغم تأكيد ابو بكر بوجود تباين بين قيادات الحركة الاسلامية تجاه قضية المشاركة في الانتخابات النيابية غير انه استبعد حدوث انقسام في الحركة الاسلامية, جراء هذا الحراك السياسي.
ولم يمنع استبعاده للانقسام واقراره بضغوط القواعد على القيادة تأكيد مصدر اسلامي كبير لـ(عمان نت) بأن نتائج الانتخابات ستدخل قيادة الحركة الاسلامية في اختبار حقيقي بمدى قدرتها على ضبط قواعدها التنظيمية, التي ترى بنتائج الانتخابات وما سبقها من توتر في العلاقة بين الاسلاميين والحكومة تحدياً كبيراً لتيار الاعتدال في الحركة".
وذكر المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه "ان قيادة الحركة بدأت بفتح حوارات مع القواعد التنظيمية لتوضيح نتائج الانتخابات وشرح طبيعة العلاقة الماضية والمستقبلية مع الحكومة", مقراً "بصعوبة هذه الحوارات".
وقال المصدر "ان الهجمة الحكومية التي تعيشها الحركة الاسلامية منذ مدة ونتائج الانتخابات, قد تدفع ببعض قواعد الحركة الى التيارات الرديكالية, وتبعدها عن النهج التاريخي لجماعة الاخوان المسلمين القائم على مفهوم الاصلاح والوسطية", مضيفاً "ان الحيلولة دون حدوث ذلك هو ما تسعى له القيادة من خلال حواراتها مع القواعد, وهذا هو التحدي الكبير"
واكد المصدر بحدوث اختلاف كبير في العلاقة بين الاسلاميين والحكومة في السنوات القليلة الماضية, خاصة بعد تراجع القوى القومية واليسارية في المنطقة, حيث لم تعد الحكومة تعتبر الحركة الاسلامية صمام الامان في مواجهة التيارات الاسلامية المتشدد, وهذا الخطر الذي تحذر منه قيادة الحركة".
ويجدر الاشارة الى ان الحركة الاسلامية كانت قد اعتبرت ان حل الهيئة الادارية لجمعية المركز الاسلامي الذراع المالي للحركة وتعيين هيئة مؤقتة, وحل مجلس ادارة المستشفى الاسلامي احد مؤسسات الاستثمار لها هو جزء من حلقة الاستهداف الرسمي للحركة جرى استكمالها بنتائج الانتخابات النيابية مؤخراً.
وبعد حل مجلس شوري جماعة الاخوان المسلمين لنفسه كأول تأثيرات نتائج الانتخابات النيابية, هل ستواصل كرة الثلج تدحرجها لتشمل هيئات قيادة اخرى؟











































