نادر الذهبي رئيسا للوزراء

الرابط المختصر

كلف الملك عبد الله الثاني المهندس نادر الذهبي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة الدكتور معروف البخيت التي قدمت استقالتها اليوم.

كما صدرت الإرادة الملكية السامية اليوم بأن يقوم الأمناء العامون للوزارات بتسيير أعمال وزاراتهم إلى حين إنتهاء رئيس الوزراء المكلف من تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال مسؤول رفيع المستوى لوكالة فرانس برس انه "من المتوقع ان تعلن تشكيلة الحكومة الجديدة يوم الاحد وان يؤدي اعضاؤها اليمين الدستورية امام الملك".

واشار الى ان "الملك عبد الله سيجتمع قبل ذلك يوم السبت مع رئيس الوزراء الجديد واعضاء الحكومة في خلوة في مدينة العقبة لمناقشة برنامج الحكومة".
 
واضاف ان "الحكومة الجديدة ستكون مسؤولة بشكل اساسي عن الشؤون الداخلية بينما ستكون وزارة الخارجية والسياسة الخارجية مرتبطة مباشرة بالديوان الملكي الذي سيصدر التعليمات فيما يتعلق بالشؤون الخارجية".
 
وبدأ الذهبي حياته المهنية مكلفا في سلاح الجو الملكي عام 1964 وتدرج حتى ان اصبح مساعد القائد للشؤون اللوجستية وحصل عام 1982 على ماجستير في هندسة الطيران من جامعة "كرانفيلد" في بريطانيا ثم ماجستير في الادارة العامة من جامعة "اوبرن" في الاباما في الولايات المتحدة عام 1987.
 
وترأس الذهبي عام 1994 مجلس ادارة شركة الخطوط الجوية الملكية الاردنية من 1994 الى 2001 قبل تعيينه وزيرا للنقل (2001-2003).
 
ورئيس الوزراء الاردني الجديد متزوج ولديه ابنان وابنة واحدة وهو رئيس الوزراء السادس منذ تولي الملك عبد الله الثاني الحكم اثر وفاة والده الملك الحسين بن طلال في العام 1999.
 
 
وفيما يلي نص التكليف:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
عزيزنا دولة الأخ المهندس نادر الذهبي حفظه الله
 
تحية طيبة وبعد،
 
فيسرنا أن نبعث إليك بتحية عربية هاشمية، ملؤها المودة والاحترام والتقدير.. فقد عرفتك من رجالات الأردن الأوفياء، المنتمين لوطنهم ولأمتهم، تعمل بكل أمانة وإخلاص، لما فيه خير ومصلحة الأردن العزيز، يُشهَد لك بالكفاءة، والقُدرة على ترجمة رؤيتنا لمستقبل الأردن، وتنفيذ الخطط الهادفة لازدهاره ودوام رفعته، واضعاً نصب عينيك دوما، خدمة الوطن والمواطن.
وبعد قبولنا استقالة حكومة دولة الأخ الدكتور معروف البخيت التي أدّت الأمانة ونهضت بمسؤوليّاتها الوطنيّة بتفانٍ وإخلاص، وانطلاقاً مما عهدناه فيك من خبرة في مجالات العمل المختلفة لا سيما الاقتصادية منها، فإننا نعهد إليك بتشكيل ورئاسة حكومة جديدة، تبني على ما تحقق من إنجازات وتنهض بالمهمّات والواجبات الوطنيّة الموكولة إليها بموجب الدستور والقوانين.
 
ولمّا كانت المرحلة القادمة المليئة بالتحديات، أساسيةٌ ومهمةٌ في تاريخ الأردن، فإننا نتطلع لأن يكون عنوانها الأساسي: الشأن الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدين عزمنا الاستمرار في برامج الإصلاح السياسي، وتعزيز المشاركة وتنمية الحياة الحزبية، ومستنيرين بالمبادئ التي تم التوافق عليها في وثيقتي الأجندة الوطنية و"كلنا الأردن".
 
ورؤيتنا للمرحلة القادمة تتصدّرها الأولويات الاقتصادية والاجتماعية، باعتبارهما عاملين متكاملين. ولذلك فإن تحقيق معدلات نمو مستدامة، وتعزيز تنافسية اقتصادنا الوطني، وإتاحة المجال أمام القطاع الخاص للعمل ، والاستثمار في بيئة من الشراكة الحقيقية والفاعلة مع الحكومة، لزيادة الإنتاجية وتوفير فرص العمل للأردنيين والأردنيات، هي متطلبات أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي بمفهومة الشامل.
 
وفي هذا المجال نتطلع بجديّة لشمول منظومة الأمان الاجتماعي لمحاور التعليم والصحة والإسكان، بالإضافة إلى تحسين رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام والقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية.
 
وفي هذا المجال نؤكد على أهميّة دراسةِ رَبطِ الرواتب بمعدلات التضخم وبمؤشرات الإنتاجية والأداء، بهدف حماية ذوي الدخل المحدود والمتدني، وترسيخاً لمبادئ العدالة في الفرص، والمكافأة على أساس العطاء والتميّز، ومراجعة آليّات المساندة الاجتماعيّة لتكريس مبدأ إيصال الدعم لمستحقيه.
 
ونود أن نؤكد أن توفير السكن الصحي المناسب لأبناء وطننا العزيز هو جزء أساسي من منظومة الأمان الاجتماعي التي نتطلع إليها، ولذلك فإن الحكومة معنية بالإسراع في تنفيذ مشاريع الإسكان الحالية، خاصّةً الموجهة للمعلّمين وصناديق الإسكان العسكرية وموظفي القطاع العام، ومدينة خادم الحرمين الشريفين السكنية في الزرقاء، لتوسيع قاعدة المواطنين مالكي المساكن.
 
كما نؤكّد أيضاً على ضرورة توسيع مظلة التأمين الصحي لتشمل جميع المواطنين، والإسراع في تنفيذ واستكمال بناء المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف أنحاء المملكة، ورفدها بالكوادر الفنيّة المؤهلة واللازمة، فضلاً عن تعزيز مفهوم المراقبة على جودة المنتجات الغذائية والأدوية والمياه لضمان صحة وسلامة المواطن.
 
إن المواطن الأردني كان على الدوام وعلى امتداد مسيرتنا التنموية الرائدة الحلقة الأهم في عمليّة التحديث والتنمية، والعنصر الرئيس في معادلة التغيير والتقدّم، وتمكينه معرفيّاً سيبقى أحد أهم متطلبات تحقيق رؤيتنا لأردن المستقبل.
والعمليّة التعليميّة كانت وستبقى من أهمّ مصادر التكوين المعرفي للأردنيين، وعاملاً أساسياً في زيادة الإنتاجية.
ورؤيتنا الإستراتيجية للتعليم تتطلب تكثيف الجهود والمساعي والعمل بروح الفريق، وفي هذا الصدد نؤكد ضرورة تنفيذ برامج جديدة لتطوير التعليم والبنية الفكرية للطلبة، وتحسين نوعية مخرجات التعليم.
 
ولهذه الغاية سَنَعْهَدُ خلال الأيام القليلة القادمة لِلَجنة ملكية استشارية متخصصة تأخذ على عاتقها رفد الجهات المشرفة على التعليم العام بالأفكار والخطط والمقترحات، بحيث تكون المرشد في جهود بناء وتطوير سياسات التعليم، خاصة جهود تطوير المناهج وأساليب التدريس وتدريب المعلمين وتطوير بنية الطلبة الفكرية للمساهمة في رفد قطاعات التعليم العالي والتدريب المهني بمدخلات تعليمية نوعيّة تؤهلها للمنافسة والإبداع والتميز ومواكبة متطلبات واحتياجات سوق العمل.
 
أما على الصعيد العربي، فإن مهمات كبيرة تنتظركم، من أهمّها تعزيز علاقات الأردن بأشقائه العرب والتي نحرص أن تكون علاقات إستراتيجية تساعد على توحيد المواقف العربية في مواجهة التحديات الراهنة، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية: صلب اهتماماتنا وأولوياتنا العربيّة. ومهمتكم إزاءها تتركز في توظيف علاقات الأردن العربيّة وإمكاناته الوطنيّة لمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل وإقامة دولته المستقلّة والقابلة للحياة، وترسيخ استقلاله على ترابه الوطني.

ونؤكد على ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لرعاية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والتي هي أمانة في أعناقنا، وسنبقى على العهد، حامين وراعين لها من أي محاولات تسعى لطمس هويتها العربية والإسلامية.

كما نؤكد على أهمية تعزيز علاقات الأردن الدولية والثنائيّة وترسيخها وتطويرها، بحيث تعود بالأثر الإيجابي على الأردن وتنعكس مخرجاتها على شراكاتنا وأدائنا الاقتصادي.
إننا إذ سعينا إلى توضيح رؤانا وتلخيص مهامّكم وأولياتكم -وليس تحديدها- في كتاب التكليف هذا، لنؤكّد أهمية العمل بإخلاص لتحقيق ما أوردناه من أهداف ورؤى وأفكار، لتجسيدها وترجمتها بنجاح -إن شاء الله -إلى أرض الواقع وحياة الأردنيين، عبر خطط وبرامج عمل مرتبطة بجداول زمنية ومؤشرات لقياس الأداء للحكومة بشكل عام ولكل وزارة على وجه التحديد، وثقتنا بكم وبقدرتكم على النهوض بهذه المهام أكيدة ومتلازمة مع حرصنا على تقديم الدعم والتوجيه والنصيحة.
وفي انتظار تنسيبك أسماء زملائك في فريقكم الوزاري ندعو لك بالتوفيق وسداد الرأي في اختيار من تثق بكفاءتهم وقدرتهم على حمل المهام وترجمة رؤيتنا لمستقبل الأردن الحديث، وخدمة شعبنا العزيز.
والله وليّ التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الثاني ابن الحسين
عمان في الثاني عشر من ذي القعدة لسنة 1428 هجري
الموافق للثاني والعشرين من تشرين الثاني 2007 ميلادي

وكانت صدرت الإرادة الملكية السامية بقبول استقالة حكومة الدكتور معروف البخيت التي رفعها الى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم.
واعرب جلالته عن شكره وتقديره للدكتور البخيت، لجهوده الخيرة ولعطائه المخلص طيلة الفترة التي نهض بها بامانة المسؤولية رئيسا للوزراء منذ تكليفه بهذا المنصب في الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2005.
وقال جلالته في رسالة بعث بها الى الدكتور البخيت "لقد عملت وفريقك الوزاري، لقرابة العامين، بجد وحرص كبيرين، لتعزيز مسيرة البناء والإنجاز، وتحقيق تطلعات شعبنا لمستقبل أفضل. كما جسّدت بدورك مثالاً يحتذى في حب الوطن، والنزاهة والاستقامة، ومثاليّة الجندية في الالتزام والانضباط".
وفيما يلي نص رسالة جلالة الملك
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الأخ الدكتور معروف البخيت حفظه الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فيسرني أن أبعث إليك وإلى زملائك الوزراء بأطيب تحياتي وخالص أمنياتي بالسعادة والتوفيق، وأن أعبر عن بالغ شكري وتقديري لجهودكم الخيرة وعطائكم المخلص خلال الفترة التي نهضتم بها بأمانة المسؤولية.
فقد عملت وفريقك الوزاري، لقرابة العامين، بجد وحرص كبيرين، لتعزيز مسيرة البناء والإنجاز، وتحقيق تطلعات شعبنا لمستقبل أفضل. كما جسّدت بدورك مثالاً يحتذى في حب الوطن، والنزاهة والاستقامة، ومثاليّة الجندية في الالتزام والانضباط.
وحرصاً منكم على تحقيق رؤيتنا وتطلعاتنا للأردن الحديث،وترسيخ نهجنا الثابت لتمكين الفرد الأردني، وترسيخ رفعة الوطن ومنعته،عملتم بمثابرة لمواجهة تحديات مختلفة، وساهمتم في تنفيذ مشاريع وبرامج عززت مسيرتنا التنموية الشاملة، التي نحرص دوما على ديمومتها، وعدالة توزيع مكتسباتها.
أما وقد جرت الانتخابات النيابية، وأدرتموها بكل كفاءة واقتدار، وبنزاهة وحيادية، وبعد أن تقدمت إلينا باستقالتك وفريقك الوزاري، فإنني أقبل استقالتكم، مؤكدا ثقتي بكم، وبعطائكم وبعزمكم على الاستمرار في خدمة الوطن في كل موقع تكونون فيه، كما عهدتكم جنودا أوفياء مخلصين، مستعدين دوما لتلبية نداء الواجب. فبارك الله فيكم وجزاكم خيرا على إسهاماتكم وعطائكم المخلص، في مسيرتنا الوطنية المباركة.
وأسأل الله العلي القدير أن يحفظكم ويكلأكم برعايته، وأن يوفقكم جميعاً لما فيه خير الوطن ومصلحة شعبنا العزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عبدالله الثاني ابن الحسين
عمان في 12 ذي القعدة 1428 هجرية
الموافق 22 تشرين الثاني 2007 ميلادية