ناجيات من السرطان يتطوعن لمساندة ضحايا المرض

الرابط المختصر

*أبو كف: ابني حلق شعره على الصفر عندما تساقط شعري  *د.عوض: تنشر صورها دعما للنساء في مقاومة السرطان*الكيماوي من أصعب مراحل العلاج وأقساها*الصالحي: الأقليّة يتخلون عن زوجاتهم المريضات بالسرطان *وفاة عروس رفضت عملية زراعة النخاع خوفا من زواج زوجها من أخرى

ناجيات من السرطان أصبحن مساندات للنساء المصابات بعد أن عشن تجربة مريرة مع أنفسهن وصعبة على عائلاتهن إلا أن الإرادة والتحلي بالصبر والإيمان بالقضاء والقدر كان سببا داعما في تخطيهن المرحلة الأولى من المرض، واجتياز جرعة الكيماويّ الأولى ليبدأن بعده مشوارا يدوم أشهرا من المعاناة الجسديّة والنفسيّة أملا في الوصول إلى الشفاء،.


في مركز الحسين للسرطان  توجد مجموعة من السيدات يتحدثن بلغة واحدة  مشتركة نابعة من تجربة شخصيّة صعبة  يعيشها مرضى السرطان من كلا الجنسين وبأعمار مختلفة، فمن دعمهن ولدت مجموعة سند للدعم والإرشاد النفسيّ  لتأخذ هؤلاء السيدات  دورا لهن في العمل التطوعيّ من ناجيات من سرطان الثدي إلى متطوعات عانين المرض لسنوات وشفين بعد أن منّ الله عليهن بالشفاء، ومع هذا  يبقى عليهن الاستمرار بإجراء  الفحوصات الدوريّة للتأكد من شفائهن التام.


وعلى حد تعبيرهن فإن مرحلة العلاج الأولى هي الأصعب وخاصة جرعة الكيماويّ الأولى التي  تُعدّ أملهن  للاستمرار بالحياة.
 
تتجرع ألما جديدا وهي ترى خصلات شعرها وما تبقى من أنوثتها  بين يديها
 
حياة النساء المصابات بالسرطان تحتاج إلى دعم لا ينقطع وإلى شريك يساند الزوجة باجتياز مرحلة العلاج والخطرليكون ملاذها تسكن إليه عندما تضعف وتبدأ أنوثتها بالتلاشي أمام عينيها، وتتجرع ألما جديدا وهي ترى خصلات شعرها وما تبقى من أنوثتها  بين يديها، وهو أمر كفيل بانهيارها  وليس هذا بل وأيضا خوفها من لحظة الوداع .   

لم تكن ترى وداد أبو كف إحدى الناجيات من سرطان الثدي ملامح وجهها أو تخفي نظرات عينيها عندما كانت تتحدث عن تجربتها، فالعودة إلى تجربة صعبة ومؤلمة تبقى مختزنة في العقل الباطن وتظهر بنبرة الصوت وتعابير الوجه، فوداد كانت مسترسلة بالحديث عن تجربتها دون أن تبخل بالإجابة عن الأسئلة من خلال" عمان نت" وليكون عرض تجاربهن طوق نجاة للأخريات التي تلتقيهن عند العلاج الكيماوي بعرض تجربتها عليهن.

 

وتعود وداد بذاكرتها وتقول: كان يوما صعبا للغاية عندما تساقط شعري بين يديّ وعلى حد تعبيرها " كأن جرافة مرت من فوق رأسي ..فرغم قصي لشعري بوي إلا أن شعري كان يتساقط بين يديّ ..بكيت بصوت عالٍ انهرت .. ركض زوجي ووالدتي إليّ ودخلا الحمام فشاهدوني منهارة، كنت أبكي بعلو صوتي ... فكل شعرة تساقطت كان مكانها مؤلما ... وكانت أصعب لحظة في حياتي.


برباطة جأش واصلت: " كنت قد أجريت فحوصات طبيّة شاملة عندما رأيت دما ينزف من صدري، توقع حينها الأطباء جفافا بقنوات الحليب، وبعد إجراء عدة فحوصات وعمل أشعة المامو غرام – أشعة الكشف المبكر عن سرطان الثدي فكان وضعي جيدا عام 2004 ، وفي عام  1998أجريت فحوصات طبيّة في أمريكا إلا أنها لم تكشف عن إصابتي بسرطان الثدي وإنما التهاب، وعلى أثر ذلك تناولت المضادات الحيويّة.


وفي عام 2004 تمّ أخذ عينة من الصدر تبين وجود خلايا سرطانيّة  واكتشفت حينها الإصابة بالسرطان وأجريت عملية استئصال بعد عدة استشارات طبيّة، كانت صدمة قوية عليّ تماسكت ووقفت على قدمي من جديد.


" خشي شقيقي الطبيب عليّ وحاول إخفاء الأمر عني إلا أن نتيجة الفحوصات أبلغني بها أمام زوجي وأحد أبنائي فادي  عندما قال لي:  أنت إنسانة مؤمنة ومعنوياتك عالية " .. خيّم الصمت، زوجي لم ينطق بأية كلمة ..تهاوت قواي وجلست على أقرب كرسي . ابني صُدم. شعرت وكأن شيئا يعصرني، وفجأة استرجعت قواي وقلت لهم: ماذا لو أصبت؟ فأنا متوكلة على الله، حضنت زوجي.
طلبت من عائلتي أن تقف جانبي فقام عندها ابني فادي وقال لي: " ماما هذا بسيط سمعت عن حالات كثيرة فوالدة صديقتي في أمريكا مصابة بسرطان الثدي وتعالجت بالكيماويّ.


وتواصل أبو كف:  استمر علاجي 6 أشهر، والعلاج بالكيماويّ استمر إلى 5 أشهر بعد مرور 21 يوم تساقط شعري  بعد الجرعة الأولى وكانت هذه أصعب لحظات حياتي، فهذا النوع من العلاج مؤلم وتعد مرحلة عصيبة كنت أتضايق من رائحة الكيماوي، وجسمي متعب وغثيان شديد وتقيؤ  حتى أن لون الجلد يميل إلى اللون الغامق، وأظافر اليد تصبح سوداء وتقع، إلا أن الأعراض تتفاوت في شدتها بين امراة وأخرى حسب فصيلة الدم والهرمونات وغيرها من الأمور الجسميّة.


أنا زوجة وأم لأربعة أولاد. زوجي أحسن زوج في الدنيا؛ كان برفقتي خطوة بخطوة وكذلك شقيقي طبيب باطنية، تناولت خلال فترة العلاج 4 جرعات كوقاية بالإضافة إلى متابعة الفحوصات السنويّة.


وتقول:  ابني الصغير عندما تساقط شعري بعد الجرعة الأولى قام بحلق شعر رأسه  على الصفر، وزوجي قام بإحضار كوافيرة إلى المنزل قامت بقص شعري فكانت هذه فكرته عندما سمع من الأطباء نصيحتهم بقص شعري.


وعادت الحياة لتضحك لوداد من جديد بنمو شعرها وأظافرها  ولتؤكد أن السرطان من وجهة نظرها ليس مرضا، لكن المرض الحقيقي هو ما بعد السرطان وما تعانيه المرأة من ضغوط نفسيّة وتوتر، وتؤكد أن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يسهّل العلاج.


وتعود بذاكرتها إلى موقف ما زال عالقا عندما شاهدها للمرة الأولى بعد العلاج ابن شقيقها البالغ من العمر 9 سنوات ..كان قد حضر من السعودية وعندما فتح له زوجي الباب لم أكن أغطي رأسي فعندما سأل زوجي: أين عمتو؟ توجه مباشرة إلى غرفتي ..استوقفته المفاجاة حتى أنه لم ينطق بكلمة واحدة، وضعت الشال على رأسي بسرعة وأعطيته شوكولاته إلا أنه لم يتحرك وبقي يحدّق بي ..توجه بعدها إلى بيت أهلي بالقرب من بيتي، سأل والدتي:عمتو ما هو مرضها؟
وبعد مرور عام على الموقف عندما عاد لرؤيتي مرة ثانية كان شعري قد نما من جديد وعندما شاهد شعري بقي ساعة كاملة يقبّل رأسي وكل شعرة من رأسي .


مجموعة سند أحد أقطابها الرئيسة الناجية أبو كف فهذا ما يطلق عليهن " الناجيات " تقول عن سند: إننا مجموعة من  الناجيات من سرطان الثدي  نقدم الدعم للسيدات المصابات بالسرطان خاصة في مرحلة العلاج الكيماويّ، فكثيرا  ما يكن في حالة انهيار وبكاء وعندما نتحدث إليهن عن تجربتنا مع العلاج الكيماوي وكيفيّة اجتيازنا لهذه المرحلة يقمن بتفقدن الشعر والأظافر حتى يمكنهن السؤال عن علاقتهن بأزواجهن، فنحن نتحدث بلغة واحدة مشتركة.


وتضيف: نشارك بالعيادة التعليمية، ونلتقي المرضى الجدد، ونتابع الخطة العلاجية بالتنسيق مع قسم الأورام، العلاج الطبيعي،  التغذية،  والعلاج المجتمعيّ.


وتنصح من خلالها أبو كف السيدات المصابات بالسرطان الإكثار من شرب الماء كونه يساهم الجسم بالتخلص من الكيماوي بسرعة.


واكتفت أبو كف في الأسبوع الثاني من أول جرعة، وبعد نقص المناعة من جسمها بالتلويح والحديث مع زوجها وأبنائها من بعيد، حيث تكون في هذه المرحلة بحاجة إلى عزلة وعدم اختلاط لسلامتها، فلا يسمح بزيارة المصابين بالأنفلونزا أو بأي مرض فيروسيّ.


وتؤكد أبو كف أن ما يقدموه من خدمات نفسيّة واجتماعيّة بحتة لا يسمح بالتطرق إلى الإجراءات الطبيّة أو العلاج، كما أن غرف العزل لها تعليمات يلتزم بها فهذا النوع من الغرف يمنع دخوله إلا للأطباء والممرضين. 


عزيمتها على تقبّل إصابتها بسرطان الثدي نزل عليها كالصعقة الكهربائيّة وهي تقرأ نتائج فحوصاتها، فرغم أنها طبيبة إلا أنها استبعدت إصابتها  فهي دكتورة لا تمرض .

وتروي إيمان حكايتها مع المرض: بدأت حكايتي مع السرطان عام 2005 عندما انقطعت الدورة الشهريّة وظهرت على صدري وحمة لم أكن أعرف سببها، فراجعت الطبيب وبعد الفحص الطبيّ وجد كتلة فطلب أن أفحصها ..للأسف أخذت التقرير والنتيجة بيدي ففضولي دفعني لقراءتها ..وقفت ساكنة  في مكاني دون حراك،  لجأت إلى ربي .. يا ربّ ماذا أفعل قبل أن أموت؟
صديقتي الدكتورة هدى نباصي ـ رحمها الله ـ  توفيت بعد إجرائي للعملية بعدة أشهر بسكتة قلبية عندما وصلت إليها وقابلتها سألتها: كيف أتصرف؟ فقامت بوضع خطة علاجيّة وعملنا على أساسها؛ في أثناء الجرعة الأولى للكيماويّ كانت شقيقتي برفقتي إلا أنها لم تتحمل ما شاهدت فأغمي عليها فيما بقيت وحدي لكني صامدة.


وتقول:   تقبلت فكرة المرض وبعد 15 يوما على مرور الجرعة الأولى بدأ شعري يتساقط، كنت أنتظر موعد تساقط شعري، لم أقص أو أحلق شعري بل كان يتساقط بين يديّ أثناء الاستحمام بكيت كثيرا .. صدمة كبيرة لي وأنا أرى أول خصلة من شعري بين يديّ فعادة ما ينصح بقص الشعر قبل العلاج ..كل شعرة نزلت كان مكانها مؤلما.


وتتابع: ابنتي بالتوجيهي سألتني في أحد الأيام: لماذا يأتي الناس لزيارتك؟ عندها تحدثت إليها بصراحة واعترفت أمامها بحقيقة مرضي وطمأنتها وقلت لها: لا تخافي إن السرطان مثل أي مرض آخر. وساعدتني ابنتي بإبلاغ شقيقتها الأخرى وشقيقها.


وعندما أبلغت زوجي بمرضي طرح أسئلة عديدة: لماذا؟ وكيف؟ إلا أنه في النهاية تقبّل حقيقة المرض وأصبح داعما رئيسا وأخذ بدوره يستشير الأطباء من أقاربه وأفراد عائلته، وعندما قررنا العلاج وضعنا خطة علاجيّة ونفذناها.


عندما  أجريت عملية "إزالة كتلة" كانت صديقتي المخلصة دكتورة هدى معي بغرفة العمليات وبعد الاستفاقة من العملية شاهدت صديقتي وقلت لها: " هدى أنا استيقظت، لماذا أبدو ضعيفة؟ إلا أنها ردت وقالت: أليس من الممكن أن أتوفى قبلك؟ وبعد مرور عدة أشهر توفيت صديقتي.


وتقول د . إيمان: عندها غيّرت قناعتي عن الموت فهو يأتي للإنسان بنفسه، كما غيّرت رأيي بالمرض، فالسرطان لم يموتني، ولا أريد أن أكون ضعيفة فما حدث لصديقتي ووفاتها المفاجأة يعطيني قوة للأمام بتحدي المرض.


مجموعة سند للدعم النفسي والإرشاديّ


 مجموعة سند هي أول مجموعة دعم ومساندة لمرضى السرطان في مركز الحسين للسرطان تأسست عام 2003 من سيدات ناجيات من سرطان الثدي.


تجربة إيجاد مجموعة تعد تجربة ناجحة يتفاعل مع أعضائها من المتطوعين مرضى السرطان خاصة عند مرحلة العلاج الكيماوي، تقر عائلات المرضى والمرضى أنفسهم ممن تعامل مع مجموعة سند بتعمميها على كافة المستشفيات الحكوميّة والخاصة، فالتجربة بحد ذاتها  رائدة ومحفزة وتساهم بشكل كبير نجاح العلاج في حالات عدة خاصة وأن العامل النفسيّ يعتمد عليه كثيرا.


وتقول رجاء الصالحي رئيسة المجموعة: إن المجموعة تهدف إلى دعم مرضي السرطان بشكل عام ومريضات سرطان الثدي بشكل خاص، دعما نفسيّا واجتماعيّا بهدف مساعدتهم على مواجهة السرطان وتقبل العلاج الطبيّ وتزويدهم بالخبرات السابقة التي مروا بها.


نحن موجودون معكم يوميا في عيادات الكيماويّ لتقديم الدعم والتشجيع فهذا ما تؤكد عليه الصالحي من خدمات تقدمها المجموعة من خلال المشاركة في عيادة الثدي التعليميّة الأسبوعيّة والتزويد بالخبرات السابقة التي مررنا بها.


وتضيف: سند تقدم باروكات للشعر لرفع الروح المعنويّة والتخفيف من أثر العلاج الكيماوي من خلال إقامة بازارات خيريّة لدعم البرامج والنشاطات وكذلك المشاركة في مؤتمرات دوليّة لتكتسب خبرات جديدة يستفيد منها المرضى، وتوعية المجتمع المحلي من خلال برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي.


وتشير الصالحي إلى أن بعض الحالات تصل إلى حالة الإنكار أي إنكار إصابتها بالمرض كالقول مثلا: أنا دكتورة لا أمرض، حتى لو شاهدن أعراض المرض.
 
أما العلاقة الزوجية وإمكانية ممارستها، فهذا سؤال عادة ما يوجّه للناجيات من قبل النساء المصابات فلا تستطيع من جهتها أن تسأل طبيبها عنه من باب الخجل إلا أن المصابة تستطيع إقامة العلاقة الزوجيّة وهذا يعتمد على الزوجة وفق الصالحي، فالكيماوي يؤثر على الغريزة الجنسيّة عند المرأة.


الرجل الصالح يحتل الأكثرية والطالح يشكّل الأقلية بدعم الزوجة المصابة، وتكشف الصالحي عن الأقلية من الرجال الذين يتخلون عن زوجاتهم في وقت تحتاج فيه المرأة زوجها رفيق دربها ليساندها ويقف إلى جانبها؛ فالزواج يبنى على السراء والضراء والصحة والمرض.


وتقول الصالحي: إن إحدى المريضات رفضت إجراء عملية زراعة نخاع بعد تهديدات متكررة أعلنها الزوج لزوجته بزواجه من أخرى مجرد دخولها غرفة العمليات، ورغم رفضها إلا أن الزوج تزوّج من أخرى وبعد فترة توفيت الزوجة المصابة.


وكم من العذاب النفسيّ والتعامل بطريقة لا إنسانيّة  ذاقته من زوجها  عروس جديدة  بالعشرينات من عمرها  إحدى المريضات  بالسرطان عندما لم يتحمل جسدها جرعة الكيماوي الذي لم يمكنها من الوصول إلى المطبخ، فسقطت على الأرض ومرّ زوجها من جانبها و "رفشها بقدمه " وصرخ عليها مخاطبا إياها: حتى الآن لم تطبخي؟ تركها ملقاة على الأرض وغادر.


وهناك حالة أخرى كانت تعيش وضعا لا إنسانيّا مع زوجها الذي كان يخاف أن يأكل أي طعام من يد زوجته حتى كان يطلب منها أن لا تلمس السلطة خوفا من الكيماويّ.


وتؤكد الناجيات أن دعم الزوج أمر أساسي عند العلاج؛ فالمرأة تكون بحاجة كبيرة إلى زوجها بالوقوف بجانبها وعدم تركها وحيدة.


"شكرا لزوجي وشكرا لأبنائي" هذا الشكر  ما رغبتا بإهدائه الناجيتان وداد وإيمان إلى زوجيهما وعائلتيهما لوقوفهما بجانبها طوال فترة العلاج.


وينصح القائمون في مركز الحسين للسرطان المرأة بإجراء الفحص الذاتي الشهريّ للثدي والإشعاعيّ المامو جرام  والفحص السريريّ للثدي.


يعتبر سرطان الثدي من اكثر السرطانات شيوعا بين النساء في الأردن محتلا المرتبة الأولى  ويشخص حوالي 749 حالة سنويا حسب السجل الوطني للسرطان أي ما نسبته 34.8% ،  يليه سرطان القولون والمستقيم، ثم  سرطان الغدة الدرقية وسرطانات الدم وسرطانات الرحم.


والسيدات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي هن السيدات اللواتي أعمارهن فوق 40 سنة وممن لديهن تاريخ شخصيّ أو عائليّ بالإصابة بسرطان الثدي، ومن أنجبن طفلا بسن متأخر أو لم ينجبن أبدا،ومن بدأت لديهن الدورة الشهرية أقل من 11 سنة ، ومن انقطعت لديهن الدورة في سن متأخر 55 سنة، بالإضافة إلى اللاتي يأخذن بعض أنواع الهرمونات التعويضيّة في سن الإياس وكذلك تلقين الإشعاع في منطقة الثدي، واللاتي يعانين من السمنة المفرطة في مرحلة سن اليأس.


تتلقى السيدة عند الفحص الشعاعيّ المامو جرام كمية قليلة من الإشعاع التي يتعرض لها الثدي نتيجة لإجراء الأشعة كل سنة تقريبا كمية قليلة جدا ومحسوبة بحيث لا تشكل خطورة على الصحة.


اكتشاف سرطان الثدي مبكرا وعلاجه مبكرا يؤدي في أغلب الأحيان للشفاء، والتأخر عن اكتشافه يعني تفشي المرض بنسبة كبيرة في الجسم مما يجعل علاجه صعبا.


ويعرض القائمون في المركز الأعراض المحذّرة لوجود سرطان الثدي كوجود كتلة في الثدي أو تحت الإبط، تغيّر لون أو حرارة جلد الثدي، وسماكة جلد الثدي حيث يبدو يشبه قشر البرتقالة ووجود تجعدات، الألم غير المعتاد في الثدي وتحت الإبط، حكة وتقشير الحلمة، تغيّر اتجاه الحلمة أو انغماس الحلمة إلى الداخل وإفرازات غير طبيعيّة من الحلمة وتغيّر في شكل أو حجم الثدي.
ويفضّل إجراء المامو جرام فور الانتهاء من الدورة الشهريّة وحتى منتصف الشهر من الدورة مع تجنب الأسبوعين الأخيرين قبل موعد بدء الدورة المقبلة حيث تؤثر التغييرات الهرمونيّة على طبيعة الثدي.


في حالة انقطاع الدورة الشهريّة وعند بلوغ سن الإياس – الأمل يمكن إجراء الفحص في الموعد نفسه من كل سنة أو سنتين حسب الفئة العمريّة.


لا ينصح بإجراء فحص المامو خرام خلال الحمل والرضاعة. وينصح بإجراء الفحص الذاتيّ للثدي والمرأة مستلقية على الظهر ووضع وسادة أو منشفة مطوية تحت الكتف جهة الثدي الأيسر ووضع اليد اليسرى خلف الرأس وبالطريقة نفسها  للثدي الأيمن، ويتم إجراء الفحص باليد اليمنى وباستخدام باطن الأصابع الثلاث بضغط خفيف ومن ثم متوسط ومن ثم عميق إلى كل بقعة، والانتقال من بقعة لبقعة دون رفع الأصابع، وينصح بالتكرار بشكل دائريّ بفحصه من دائرة الثدي الكبرى باتجاه الحلمة وبالطريقة نفسها للصدر الآخر.