نائب أردني يكشف جوانب خفية من علاقة حماس والأردن
طرح سياسيون أردنيون أسئلة مهمة حول مستقبل العلاقة بين الأردن وحركة حماس في صالون سياسي عقده مركز دراسات الشرق الأوسط مساء الأربعاء بعنوان "العلاقة بين الأردن وحركة حماس الأسس والتحولات واتجاهات المستقبل" واستضاف الصالون نوابا و ضباطا متقاعدين وأكاديميين وسياسيين.
ويأتي الصالون السياسي عقب أيام من زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل، للعاصمة عمان وصفت بأنها "زيارة اجتماعية ذات بعد سياسي"، وحسب مصادر التقى مشعل خلال زيارته قيادات أمينة أردنية وشخصيات رسمية و سياسيين أردنيين قبل أن يغادر عائدا إلى الدوحة.
العرموطي يكشف جوانب خفية من علاقة حماس والأردن
النائب في البرلمان الأردني، صالح العرموطي، كشف خلال الصالون السياسي أن "العلاقة بين الأردن وحماس لم تنقطع أبدا وكان هناك تنسيق مستمر من خلال خالد مشعل وعزت الرشق، مبينا أن "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية كان يتبرع ويقوم بالاتصال ويبلغ مدير المخابرات الأردني بتفاصيل المفاوضات التي كانت ترعاها مصر لوقف إطلاق النار، بالاضافة الى أن خالد مشعل التقى الملك عبد الله الثاني قبيل زيارة للولايات المتحدة في عام 2013 وابلغه حرفيا قل لأمريكا حماس عندنا".
معتبرا إبعاد حركة حماس من الأردن في تسعينات القرن الماضي "خطأ كبيرا"، إذ كان الأردن يستخدم ورقة حماس في أكثر من صعيد، قائلا "إبعاد حماس يفقدنا دورنا الدولي،مصلحة الأردن إعادة العلاقات مع حماس لماذا التخوف من ذلك، حماس هي الأقرب للموقف الأردني هي ضد التوطين والتهجير، بينما رأينا موقف السلطة الفلسطينية على سبيل المثال من مطار رامون".
وتطرق مشاركون خلال الصالون السياسي الى العلاقة التاريخية بين الأردن وحماس في الثمانينات وحتى عام 1999 عندما أبعد السلطات قادة حماس من الأردن، وقال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية د.حسن المومني إن "كانت هذه العلقة تخدم مصالح كلا الطرفين، حماس كانت لاعبا مهما في مواجهة منظمة التحرير، الا أن سياقات اثرت على هذه العلاقة مثل العملية السلمية، وسياقات فلسطينية داخلية، يجب على الأردن التعامل مع حماس ببراجماتية ورأينا أن الحركة كانت براجماتية في موقفها الأخير من العدوان على غزة، لا يجب على الأردن النظر الى حماس كنوع من المفاضلة بينها وبين فتح، يجب النظر لها بما يخدم الطرفين".
يرى المومني أن "زيارة مشعل الأخيرة للأردن وبعيدا عن البعد الاجتماعي، يجب أن يكون هنالك علاقة تدعم الموقف الأردني، وتسقط الكثير من الهواجس لدى الأردن ومنها الوطن البديل".
بينما اعتبر رئيس تحرير صحيفة السبيل عاطف الجولاني أن "الزيارة الأخيرة لقادة حماس للأردن اجتماعية بنكهة سياسية حملت مؤشرات إيجابية محدودة".
ويقول" الجميع يدرك التعقيدات الرسمية للعلاقة مع حماس، الأمر يتعلق بالأردن وعلاقاته فلسطينيا أمريكيا، المطلوب في هذا الملف الواقعية السياسية بعيدا عن العواطف يتشكل لدى النخب الأردنية أن هناك مصلحة من اعادة العلاقة مع حماس بما يعزز المصالح الأردنية، خصوصا أن هناك محاولات للقفز عن الدور الأردني في الملف الفلسطيني".
شكل العلاقة كيف يجب أن تكون؟
بدوره يرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد د. قاصد محمود، أن "القائد الخفي في العلاقة مع حركة حماس هو البعد الأمني، الى جانب البعد الإقليمي وعلاقات حماس مع إيران"، يقول "الأردن واقعيا ينصاع للضغوطات الدولية ومنها ضغوط اسرائيلية، يجب أن تكون علاقة حماس في الأردن إيجابية وبعيدا عن الإعلام وافتتاح المكاتب، كون المصلحة بين الطرفين مشتركة في مواجهة العدو الصهيوني".
وشهدت العلاقة بين الأردن وحماس توترا عام 1999 عندما قامت السلطات الأردنية باعتقال مشعل وعدد من القيادات في الحركة. ثم إبعادهم إلى الدوحة وإغلاق مكتب حماس، واستمر تدهور العلاقات بين الجانبين حيث اتهمت عمان الحركة في 2006 بتهريب أسلحة من سوريا إلى أراضيها، وفي العام 2015 أصدر القضاء الأردني حكما بإدانة عدد من المتورطين في ما يعرف بخلية حماس.
ورأى النقيب السابق المهندسين الأردنيين، وائل السقا أن "الأردن ضيع فرصة كبيرة بإدارة الظهر لحماس وعدم التجسير معها، كون الحركة بعد معركة سيف القدس ليست حماس عام 1999، فهي لاعب أساسي في عملية تحرير فلسطين وما جد بعد سيف القدس أنها تجاوزت حدود المقاومة لتصبح كل فلسطين التاريخية تحت صواريخها، الأردن ضيع فرص كثيرة الأردن ليست كقطر أو تركيا، في المملكة عدد كبير من المواطنين من أصول فلسطينية".
معتبرا أن "زيارة قادة حماس للأردن لمدة اسبوعين مقصودة وتدخل في جس النبض بعد أن تم تجاوز الأردن في القضية الفلسطينية إبان ادارة الرئيس الأمريكي ترامب لصالح دول الخليج التي حاولت بعض دولها التعدي على الوصاية الهاشمية، العلاقة مع حماس مصلحة أردنية فلسطينية".
إضاعة الفرص
أما رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد، اعتبر أن التحولات السياسية في المنطقة ترسم جزء من السياسة الداخلية والخارجية في الأردن، قائلا إن "حماس تعتبر من أكثر الأطراف الفاعلة في رسم مستقبل المنطقة".
متسائلا "هل من المعقول أن يحافظ الأردن على قوته الداخلية الشعبية المؤيدة لحركة حماس ودوره الإقليمي في ظل ضعفه مع دور فاعل في مواجهة اسرائيل؟ الأردن تم دعوته مرتين في عهد ترامب أن يطور علاقاته مع حماس واستخدامها في التهدئة لكن الأردن لم يبادر، هنالك تردد وضغوطات أمنية داخلية وحسابات داخل محيط القرار تتعلق بقضايا داخلية معقدة معظمها أوهام لا يمكن وضعها على الطاولة علميا".
يضيف "هذا التردد أعطى فرص اطراف صغيرة وذات إمكانية محدود جيوسياسية واستراتيجية لتلعب هذا الدور".
وأوصى المشاركون في الصالون السياسي أن تعيد السلطات الأردنية حسابتها وفقا لمصالحها وبناء علاقات أردنية أكثر شمولية مع كافة الأطراف الفلسطينية، واتفق الحضور على الخروج بجملة توصيات رفعها إلى مؤسسات صنع القرار في الأردن.