مُمارسة إعلاميّة فُضلى في تغطية "حادثة وفاة خلال بثّ مباشر"
لتزمت وسائل الإعلام المحليّة بالمعايير المهنيّة والأخلاقيّات الصحفيّة في تغطيتها لحادثة وفاة أردنيّ خلال بثّ مباشر عبر صفحته الشخصيّة "فيسبوك"، حيث اكتفت بنشر خبر وقوع الحادثة دون إيراد المقطع المُصَوَّر الذي وثّق الحادثة.
كما نشرت الوسائل الإعلامية المحلية عنواناً مناسباً للحادثة، لم يحمل أيّة إثارة أو تهويل، وأشارت في متن المادة الصحفية إلى المحتوى الذي كان يُقدّمه المحامي من خلال بثّه المباشر، بالإضافة إلى النعي الذي نشره نقيب المحامين مازن ارشيدات تجاه زميله.
فيما نشرت العديد من الوسائل الإعلاميّة العربيّة، والإقليميّة، المقطع المُصَوَّر الذي بلغت مدّته دقيقة واحدة، ووثّقت لحظة وفاة المحامي الأردني في مشهد قاسٍ، بما في ذلك صراخ أهله، وإظهار أحد ابنائه، وبشكل واضح، في لحظة ضعف إنسانيّ تجاه والده، ويعتذر "أكيد" عن إيراد روابط تلك الوسائل الإعلاميّة.
بدوره، أوضح الدكتور صخر الخصاونة، أستاذ التشريعات الإعلاميّة والأخلاقيّات في حديث سابق لـ "أكيد" أنه لا توجد أيّة قيمة إخباريّة في نشر مثل هذه المقاطع المُصَوَّرة، كما لا توجد أيّة فائدة من نشر اسم المتوفّّى، حيث تُعدّ هذه الحادثة من الوقائع التي يجب أن تسقط طيَّ النسيان، ولا يجوز إعادة نشرها وتداولها، تجنّباً لتذكير أهله وأقاربه وزيادة حزنهم على فقدانه.
ويُعيد مرصد "أكيد" التذكير بدور الصحافة ووسائل الإعلام بنقل الأخبار ذات القيمة الخبريّة، وعدم نشر الأخبار، والصور، والمقاطع المُصَوَّرة التي تنتهك خصوصيّة الأفراد وفي الوقت ذاته لا تحمل قيمة خبريّة. كما يؤكّد المرصد أنّ كرامة الميت، واحترامه، واحترام مشاعر ذويه، تقضي عدم تعريض صوره للنشر.
هذا وسبق لـ "أكيد" أن أعدّ العديد من التقارير التي تمحورت حول نشر مقاطع فيديوهات وصور توثًق لحظة وفاة أشخاص في الأماكن العامّة والخاصّة.