موقع أمريكي: البطالة تدفع آلاف الأردنيين للتداول بالعملات الرقمية رغم حظرها
نشر موقع المونيتور الأمريكي تقريرا للزميل محمد العرسان، قال فيه إن الاف الأردنيين أصبحوا يلجأون الى التداول بالعملات الرقمية رغم تعميمات البنك المركزي التي حظر على البنوك المحلية التعامل بها.
وبين التقرير ان البطالة والبحث عن الثراء السريع دفعا ما يقارب 129 ألف أردني للتداول في العملات الرقمية متجاوزين الحظر من خلال التعامل النقدي "كاش" في شراء العملات.
نص التقرير:
يقضي الشاب الأردني أحمد الهندي ساعات في المساء وهو يتداول بالعملات الرقمية، في محاولة منه الحصول على دخل اضافي.
يعمل الهندي في قطاع المحاسبة، وبدأ التداول بالعملات الرقمية منذ عام 2017، ويطمح بالحصول على ربح لمواجهة تحديات اقتصادية في بلد تصل فيه نسبة البطالة بين صفوف الشباب 50% وبمعدل عام 24.8% حسب البنك الدولي ودائرة الاحصاءات الأردنية.
ويتداول نحو 129 ألف أردني بالعملات الرقيمة حسب المنتدى الاقتصادي الأردني (هيئة حكومية مستقلة) وإحصائيات شركة (TripleA) للدفع بالعملات المشفرة 71% من من الذكور. وبين التقرير الصادر في يناير\2022 أن الأردن تحتل المرتبة 97 عالميا من أصل 154 في عام 2021.
الهندي اكتسب خبرة التداول في العملات من خلال "التجربة والخطأ" كما يقول "استثمر حاليا ما يقارب 12 ألف دولار احيانا اربح 2000 دولار على مدار أشهر وأحيانا لا الأمر يتطلب مهارات مثل اجادة اللغة الانجليزية ومتابعة الأخبار، تداول بما يقارب 500 عملة مختلفة".
محافظ البنك المركزي عادل شركس، جدد أمام رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية في 30\يناير 2021 استمرار السلطات الأردنية بحظر العملات الرقمية، " هنالك توجه البنك المركزي لإصدار عملة رقمية افتراضية، العملات الرقمية في الأردن تنقسم الى ثلاثة انواع، وهي: العملات الافتراضية و العملات الالكترونية (مثل محافظ إلكترونية بطاقات مدفوعة مسبقا) والعملات الرقمية الرسمية".
" الحظر جاء لعدة اسباب، ابرزها: حماية المتعاملين بها نظرا لقلة خبرتهم في هذا المجال وخسارة العملة لقيمتها نتيجة تقلبات أسعار الصرف واحتمال الخسارة نتيجة عمليات الاحتيال والقرصنة و الاختراق والسرقة وعدم وجود إطار قانوني يضمن حق اللجوء للطعن في المعاملات لدى الجهات القضائية والخوف من عمليات غسيل الاموال وتمويل المنظمات الإرهابية". حسب شركس
يتفق معه الرئيس السابق لجمعية البنوك الأردنية، مفلح عقل، يقول لـ"المونيتور "، "الاستثمار في العملة الرقمية عبث ومقامرة ويأس من عدم وجود فرص الاستثمار المربحة يجب أن نوعي الشباب أن الاستثمار في هذه العملات فيها احتيال من قبل بعض الشركات".
حظر السلطات الأردنية التداول في هذه العملات لم يمنع الاردنيين من إيجاد طرق لشراء العملات بعد أن قام البنك المركزي منع استخدام بطاقات الدفع التي تصدرها البنوك من شراء العملات أون لاين.
ويلجأ الأردنيون المتداولون بالعملة الى وسطاء في الخارج أو طرق تقليدية من خلال الدفع نقدا لصاحب العملة التي يحولها إلكترونيا إلى محافظهم، يوضح الخبير في تكنولوجيا البلوكشين معاذ خليفات لـ"المونيتور" كيفية تداول الأردنيين في ظل الحظر "في القانون الأردني لا يوجد ما يجرم التعامل بالعملات لكن هناك تعليمات من البنك المركزي للبنوك تمنعهم من التعامل بهذه العملات".
"لذا لا يستطيع الأفراد استخدام البطاقات الصادرة من البنوك لشراء العملات، يتبع الأفراد أسلوب شراء من شخص لشخص والدفع كاش ولا تستطيع ربط حسابك البنكي أو بطاقة الدفع على منصات التداول واي حركة تتم لشراء عملات من هذه البطاقات يتم عمل بلوك لها".
سوق صاعد بقوة، المحلل المالي في بورصة الفوركس محمد السروجي، يقول "للمونيتور" أعتقد أن المشرعين في الاردن ينظرون بعين الحرص والترقب فرغم أن الظاهر هو الحظر ولكن في الخفاء فان الجدية حاضرة لاستحداث قانون او مظله لجعل المواطنين يتداولون بالعملات الرقمية".
"المشرعون لا يريدون تفويت فرصة ذهبية بسن القوانين وجذب استثمارات بالمليارات لهذا البلد بفضل الكريبتو،الظرف الوبائي العالمي, وكثرة الاغلاقات أرهقت اقتصاديات الأردن، التي هي بغنى عن هروب ملايين من الدنانير خارج البلد الى بنوك عالمية ليتم التداول فيها".
"أعمل في مجال العملات منذ عام 2015 أي مع الانطلاقة الحقيقية العملات الرقميه ، حينها كان هناك ما يقارب 500 عملة رقمية والان هنالك اكثر من 10 الاف عمله بقيمه سوقيه تقارب ال 2 بليون دولار، الادن لديه بنية تحتية تكنولوجية ممتازة يجب استثمارها".
وتكشف ورقة بحثية للمرصد العمالي الأردني (مؤسسة مجتمع مدني) في أكتوبر 2021 أن 140 ألف عامل وعاملة خسروا وظائفهم بسبب كورونا العام الماضي، مما عمق الأزمة الاقتصادية بين صفوف الشباب.
الخبير الاقتصادي والاجتماعي، حسام عايش، يفسر لـ"المونيتور" سبب اقبال الاردنيين للاستثمار في العملات الرقمية "البحث عن فرص عمل ودخل اضافي او الحصول على ثروة سريعة في حد أدنى من الجهد، وهذا يعكس إمكانيات وقدرات تقنية موجودة لدى الشباب الذين اوجدوا بدائل عن عدم توفر فرص العمل في القطاع الخاص والعام".
"هناك بنية تحتية رقمية كبيرة هنالك من يملك فرص للحصول على مبالغ كبيرة آلاف الدنانير من أنشطة تستخدم فيها البنية الرقمية مثل اللعب على اليوتوب، من يحسبون على أنهم عاطلون عن العمل في الحقيقة يحققون دخلا كبيرا من التداول".
ورغم المخاطرة في سوق التداول بالعملات الرقمية إلا أن سوق الكريبتو الذي يستثمر به ملايين الدولارات يبقى بلا قانون يحمي أي شخص بسبب طبيعة هذه العملات مجهولة المصدر.