مواقع الكترونية..متهمة حتى تثبت براءتها!

مواقع الكترونية..متهمة حتى تثبت براءتها!
الرابط المختصر

يبدو أن اجتماعات نقابة الصحفيين والمواقع الالكترونية التي عقدت قبل أشهر لم تؤت أكلها في احتواء بعض المواقع المتهمة " بإثارة النعرات البغيضة" حسب بيان لنقابة الصحفيين صدر يوم الأربعاء.

ففي خطوة جديدة حذر مجلس نقابة الصحفيين في بيانه الصحفي من " استمرار عدد من الصحف والمواقع الالكترونية في السجال الإعلامي غير المهني الذي يتجاوز ميثاق الشرف الصحفي".

 
هذا البيان لقي أصدءا مختلفة لدى المواقع الالكترونية وبعض الكتاب الصحفيين الذي  طالبوا بعدم " اخذ الصالح بالطالح"  إذ لم ينكر ناشرو بعض المواقع الالكترونية وجود تجاوزات في بعض المواقع، مؤكدين في الوقت نفسه " التزام بعض المواقع الالكترونية الإخبارية بالمعايير المهنية"، وزاد البعض الآخر على ذلك بأن  " بعض المواقع الالكترونية رفعت سقف الحرية في الإعلام المحلي".
 
ولا يرى الكاتب الصحفي وناشر موقع أخبار البلد أسامه الراميني أن " سبب الأزمة والصورة الحالية القاتمة للإعلام هي المواقع الالكترونية والصحف الأسبوعية وحدها"، فحسب الراميني " دخلت الصحف اليومية جميعها في السجال الإعلامي الحالي من تبادل للهجمات".
 
ويتابع الراميني " المواقع الالكترونية جزءا من الأزمة وليست الأزمة كلها، إذ لم يتطرق بيان نقابة الصحفيين إلى الصحف اليومية التي دخلت في هذا السجال الإعلامي وباتت تتراشق الهجمات كردة فعل على صراع القوى السياسية الحاصل والذي انعكس بشكل واضح على الجانب الإعلامي".
 
ويعتبر الراميني أن الكل شركاء برسم صورة الإعلام القاتمة ولا يستثني من ذلك الإعلام الرسمي، ويرى أن نقابة الصحفيين لم تصدر البيان الأخير حبا في نزع فتيل الأزمة بقدر ما هو تنفيذ لرغبة ملكية وجهت خلال مأدبة إفطار تحدث خلالها الملك  عن الإعلام الأردني وضرورة الابتعاد عن اغتيال الشخصية".
 
وحذر نقابة الصحفيين من أن تكون "أداه لتنفيذ مشروع حكومي" خصوصا أن الجهات الرقابية تبيت مشروع لمراقبة المواقع الالكترونية،ويطرح الراميني تساؤلا على "أين كانت نقابة الصحفيين من هذه الأزمة خصوصا أن معظم المواقع الالكترونية هي لصحفيين أعضاء بالنقابة".
 
رئيس تحرير موقع خبرني غيث العضايلة " رفض تعميم ما جاء في البيان على جميع المواقع الالكترونية؛ كون العديد منها ساهمت في رفع سقف الحرية، وتعتبر إضافة نوعية للإعلام المحلي بكشفها عن العديد من القضايا المسكوت عنها، وبتوفيرها منبرا للعديد من الأقلام غير المسموعة".
 
وفي تعليقه على ما جاء في البيان يقول العضايلة "ما جاء في البيان صحيح لكن لا يجوز تعميمه على كل المواقع الالكترونية الموجودة في الساحة، نحن لا ننكر وجود بعض المواقع الالكترونية متهمة بإثارة النعرات الطائفية والإقليمية، لكن في الوقت نفسه لا نستطيع أن نغفل أن اغلب الواقع الالكترونية الإخبارية ملتزمة بميثاق الشرف الصحفي وميثاق نقابة الصحفيين من حيث عدم اغتيال الشخصية والخطوط المهنية العريضة وهذا الأمر ما نطبقه في موقعنا خبرني اذ من أهم مبادئنا عدم تجريح الشخص والسعي بالبحث عن الحقيقة بموضوعية ومهنية والتزمنا بعد نشر أي تعليق يتضمن تجريح شخصي سواء بحق مواطن أو مسؤول".
 
و في هذه الأثناء يتخوف مدير مركز حرية الصحفيين نضال منصور من  أن "تلاقي المواقع الالكترونية الإخبارية مصير الصحف الأسبوعية في فترة التسعينات" بعد أن قيدها قانون المطبوعات والنشر الذي عدل في أجواء مماثله للأجواء الحالية من حيث العمل " بعدم مهنية وموضوعية".
 
 
ويقول منصور " ما تقوم به بعض المواقع الالكترونية لا علاقة له بمهنة الصحافة بوجود الابتذال واغتيال السمعة دون أي تمحيص أو تدقيق، وهذا الأمر سيعطي مبررا وغطاءا للنيل من حرية الإعلام، وندعو الجميع إلى الحذر من أن هذه السياسات اتبعت في السنوات الماضية ضد الصحافة الأسبوعية، فكان سوء المهنية وترويج الإشاعات الغطاء الذي تحركت من خلاله الحكومات المتعاقبة لفرض عقوبات على حرية الإعلام".
       
نقيب الصحفيين عبد الوهاب زغيلات كان قد طالب المواقع الالكترونية "الابتعاد عن كل ما يمس الديوان الملكي والدوائر الأمنية خصوصا في باب التغييرات في هذه المواقع كون قرار التغييرات يعود للملك وحده".
 
وقال نقيب الصحفيين إن "ما نشر على المواقع الالكترونية بقصد أو بدون قصد يمس بالثوابت والوحدة الوطنية، عندما تثار ردود وموضوعات إقليمية"، وتخوف من "توجه مجلس النواب إيجاد قانون يحد من الحريات الإعلامية بما يتعلق بالمواقع الالكترونية".
 
وتشهد المواقع الالكترونية الإخبارية إقبالا من قبل القراء، ودفع هذا الإقبال نقيب الصحفيين عبد الوهاب زغيلات للقول في احد اللقاءات إن " المواقع الالكترونية بدأت تسحب الأضواء من الصحف الأسبوعية، كونها متابعة يوميا وتنشر مواد مهمة بعيدا عن مدى صحتها أو لا".
 
وحسب دراسة حول متابعة المواقع الإخبارية أظهرت دراسة قام بها مركز "إبسوس ستات" للدراسات أواخر العام 2007، أن 2.3% من بين 2000 شخصية ممن استطلعت آراؤهم عبر الهاتف يتصفحون المواقع الالكترونية الإخبارية.
 
فيما بينت دراسة أعدها مركز إستراتيجية لصالح برنامج تدعيم وسائل الإعلام الأردنية التابع للوكالة الأميركية للإنماء، ونشرت في 10 آذار 2008 ان نسبة قراء الصحف المحلية على الانترنت (لقراء الجريدة ذاتها) هي20% من قراء صحيفة الجوردان تايمز، تلتها صحيفة العرب اليوم بنسبة 14.5%، ثم صحيفة الغد بنسبة 12.2%، ثم الرأي بنسبة 7.5% والدستور بنسبة 4.8%.
 
ويوجد في الأردن الآن ما يقارب 32 موقعا إخباريا انطلقت خلال اقل من عامين، وتحظى هذه المواقع الإخبارية بمتابعة من خارج الأردن وداخله.