مواطنون يلجأون الى استخدام تدفئة الغاز لضمان ثبات سعرها من قبل الحكومة
مع بداية فصل الشتاء من كل عام، يلجأ المواطنون إلى اتخاذ إجراءات لتوفير وسيلة التدفئة المناسبة لهم، بحيث تكون الأقل تكلفة للحد من نفقاتهم و تتناسب مع دخولهم الشهري، في وقت يعاني فيه البعض من تراجع كبير لأوضاعهم الاقتصادية لما خلفته تداعيات جائحة كورونا من جهة وارتفاع أسعار المحروقات من جهة أخرى.
وأجمع عدد من المواطنين ضمن استطلاع لرأي الشارع أعده "عمان نت"، على أنهم يستخدمون التدفئة على اسطوانة الغاز كونها لضمان ثبات أسعارها من قبل الحكومة، باعتبارها الوسيلة الأقل تكلفة والأكثر امانا بين وسائل التدفئة الأخرى.
تشير نتائج مسح دخل ونفقات الأسرة لدائرة الاحصاءات العامة الأخير إلى أن مصدر التدفئة الرئيسي هو الغاز بنسبة 47.6 % يليه الكاز بنسبة تصل إلى حوالي 32 % ، ثم الحطب والفحم والجفت بنسبة 7.5 % ، ثم الكهرباء بنسبة 6 % وأخيرا التدفئة المركزية بنسبة 3.7 %..
الخبير الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش يؤكد أن الارتفاع المتكرر لأسعار المشتقات النفطية، أصبحت تؤثر على سلم اولويات الانفاق لدى بعض الأسر، كي تتواءم مع ظروفهم الاقتصادية.
ويشير عايش إلى أن خلال فصل الشتاء تزداد تكاليف بعض الأسر، نظرا لإنفاقها على وسائل التدفئة مما يؤثر على على قيمة مصاريفهم على المواد الأساسية.
تشير نتائج نفس الإحصائيات أن 40.5 % من إنفاق الأسر الأردنية يذهب للسكن والمياه والكهرباء والغاز والنقل بشقيه العام والخاص.
ويعتبر أن قضية اقتصاديات الشتاء يفترض أن تكون ضمن اهتمامات الجهات الحكومية، من خلال تخفيض أسعار الضرائب على المحروقات، وتعريف المواطنين بوسائل التدفئة الأقل تكلفة لتعرف دون تحميلهم أعباء مالية اضافية.
ومن الحلول البديلة عن وسائل التدفئة التقليدية هو ادخال انظمة الطاقة المتجددة التي تساهم بتخفيض التكاليف الاجمالية لدى الأسر بحسب عايش.
الخبير في الشؤون النفطية هاشم عقل يوضح أن من أكثر وسائل التدفئة استخداما خلال فصل الشتاء هي التي تعمل على اسطوانة الغاز، نظرا لثبات اسعارها من قبل الحكومة، وأقل تكلفة من غيرها وأكثر أمانا.
ويقدر عقل كمية استهلاك المواطنين لاسطوانات الغاز نحو 150 ألف اسطوانة يوميا، أما خلال العواصف الثلجية تصل نسبة استهلاك اسطوانات الغاز نحو 200 ألف اسطوانة، اما المجموع الكلي خلال العام تصل نحو 300 مليون اسطوانة.
وتلجأ بعض العائلات إلى استخدام وسيلة التدفئة التي تعمل على مادة الكاز، باعتبارها أكثر دفئا، ويمكن استخدامها في مجالات أخرى كالطهي، رغم أن أسعار الكاز أكثر تكلفة من سعر مادة الغاز بحسب عقل.
كما يتجه البعض من المواطنين إلى استخدام وسيلة التدفئة الكهربائية باعتبارها أكثر امانا، ويمكن استخدامها بسهولة في أي وقت ومكان، رغم ارتفاع أسعارها اضعاف الاسعار الاخرى.
من جانبها تستعد كافة محطات المحروقات بتوفير مستلزمات المشتقات النفطية للمواطنين خلال الموسم المطري باعلى المستويات لتجنب انقطاعها وتوفيرها للمواطنين خلال فصل الشتاء وفق نقيب أصحاب محطات المحروقات.
وللحد من تلاعب اسطوانات الغاز من قبل بعض المحطات يدعو سعيدات المستهلكين إلى شرائها من الموزعين في مناطقهم، مناشدا الجهات المعنية بملاحقة موزعي الغاز غير المرخصين.
هذا وكانت الحكومة قد اكتفت وفق تسعيرة المحروقات الأخيرة برفع ما نسبته 10 فلسات للبنزين بنوعيه، وتثبيت أسعار السولار والكاز، بالإضافة إلى تثبيت سعر اسطوانة الغاز التي تبلغ 7 دنانير، وذلك بعد 6 ارتفاعات متتالية لأسعار المحروقات منذ بداية العام الحالي نظرا لارتفاع اسعار النفط عالميا.