مهرجان لإحياء الشعر في زمن الغربة

الرابط المختصر

سكون في المكان، دخان
سجائر متطاير لامس سطح الغرفة، وآذان صاغية لا تسمع سوا همسات صوت شاعر أخذ يلقي
ما حصدته ذاكرته منذ سنين.هذا الشاعر يلقي ما
دونته أنامله في كتاب صنع عنوانه من جوف الحياة، حتى اتاح له يوم الشعر العالمي
فرصة الالتقاء بعدد من شعراء العرب لكي يتبادلون الشعر سوياً.


فعلى مدار يومين اقيم
في رابطة الفنانين الاردنيين يوم الشعر العالمي قدم المشاركون فيه قراءات شعرية
استحوذت على اهتمام نخبةمن المتابعين للحدث الثقافي.


الشعر ومساحة
الحرية

حفل الافتتاح كان الأكثر
إقبالا وهو الذي حاضر فيه كل من الناقد
فخري صالح –نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين- وبإدارة الشاعر يوسف عبد العزيز، ووصف
صالح الشعر بأنه "مساحة للحرية وممارسة خلاقة في أرضها ، من هنا تميزه على
انواع الكتابة الاخرى، وإحتلاله مكانة خاصة في قلوب البشر منذ عرفت الكتابة، أو
باللأحرى منذ بدأ البشر باستعمال اللغة، ونحن نتعامل الآن مع نصوص شعراء الجاهلية
والمعلقات واشعار البابليين، ونشيد الأنشاد، وإلياذة هوميروس، بافتنان يزداد بمرور
الزمن، لأن قدرة هذه النصوص الشعرية على إختراق العصور والوصول الى قلوب البشر نابعة
من فرادتها وانبثاقها من اعماق الوعي البشري، ومن تجربة الوجود الفعلية".


نحتاج إلى الشعر

الشاعرة السورية رشا
عمران تأتي مشاركتها هذه بعد عدة مشاركات في الأردن، وتتحدث عن أهمية المهرجان،
وتقول: "مهرجان لاشعر العالي له أهمية ويعني لي الكثيراذ يحتفي بالشعر ويعطي
فرصة للشعراء لإلقاء شعرهم، فضلا عن اننا نحتاج لمثل هذا اليوم في ظل هذه الأوضاع
التي تحيطنا من دمار وقتل ليعطينا يوم
الشعر مساحة لو انها صغيرة لنعبر من خلالها بالشعر".


"جمهور الشعر
كان جيدا نسبيا وكانت هناك نخبة مميزة ممن يتذوقون الشعر ويتتحسسون للقصيدة
الجميلة والنص الجيد ويصغون بجدارة"، هذا ما تتحدث عنه عمران، وتضيف "لا
انكر بان جمهور الشعر قد قل ولكن ليست اسبابه تراجع الشعر بل ساهمت العديد من
الأسباب".


والأسباب كما تعددها
الشاعرة السورية "الفضائيات والإنترنت وثورة الاتصالات الحديثة التي غزتنا في
الأونة الأخيرة جذبت الكثيرين إليها"، ورغم ذلك ترى عمران "أن الشاعر يطمح
دوما وفي أي أمسية كانت بأن يرى جمهورا كبيرا ومميزا".


وتصف رشا الشعر بأنه
"تقديم للمتعة والجمال ليس اكثر"، وما كانت تسمعه رشا عن الشعر "ما هي إلا شعارات
واقوال وبان الشعر سوف يحرر العالم، فهذه شعارات لا دور لها، وما يبقى هو دور
الشاعر وما يضيفه على القصيدة ودور
المتذوق".


..وقلة الجمهور

والشاعرة الأردنية
مها العتوم تلخص ما يقدمه المهرجان لها.."المهرجان يقدم لي فرصة للالتقاء
والتعرف بشعراء من دول عربية من سوريا وفلسطين ولبنان وسعدنا كثيرا بلقائهم".


كعادتها عمان تحتضن
الشعر والشعراء من كل انحاء الوطن العربي، وتضيف مها أنها "استمعت إلى قراءات
جميلة وراقية وعاليه وضافت لنا الكثير".


وتختم حديثها "نعاني
من قلة الجمهور، ولكن سعدنا بهذا العدد من الحضور لفعاليات المهرجان".


المهرجان وفرصة
الالتقاء بفلسطين

وعبر رئيس بيت الشعر
الفلسطيني مراد السوداني عن سعادته بحضوره لعمان ومشاركته بيوم الشعر العالمي .."شكلت
هذه الإلتفاتة من رابطة الكتاب الأردنين والأصدقاء الشعراء مساحة كبيرة لإيصال صوت
الشعراء الجدد في فلسطين الى مساحات يستحق بها هذا الشعر ان يصل اليها معّرفا ببطاقته
وقدرته على الحياة، في ظل هذه اللأوضاع الصعبة التي تعصف في فلسطين، وبالتالي تمثل
هذه المشاركة فرصة للإلتقاء بعدد من الشعراء في الأردن والوطن العربي لتوسيع دائرة
المشاركة وتحقيق التواصل في لقاءات تستمرعبر المؤسسات الثقافية في فلسطين والأردن
وكافة الأماكن في الوطن العربي .


دعوة لانقاذ الشعر

اما الشاعرة الاردنية
منى عبد المهدي فترى أن قراءات الشعراء في المهرجان متنوعة في أساليبها، وتقول: "هذا
اليوم اعتبره مميزا ومختلفا حيث اتسمت القراءات بتنوعها بين الشعر والروايات القصيرة وكانت القصائد
التي القيت متفاوتة بين الشعر الحر الحديث وشعر التفعيلة فضلا عن الأساليب
المتنوعة التي تاثر بها الشاعر بين القديم والصورة الحديثة للقصيدة، في الحقيقة
كان شيئا جميلا ورائعا وعمل على ادخال
السرور الى قلوبنا".


"وتعتبر دعوتنا
لهذا المهرجان بمثابة اهتمام وتقدير للشاعر الذي يكاد يفقد هويته في ظل هذا الإنتشار
الواسع من فضائيات والركض وراء المسلسلات والأفلام والغناء وعلى الصعيد السياسي
الركض وراء البيانات والمحاضرات والمؤتمرات".


وتتابع منى "علما
ان الشعر يكاد لا يجد ذاك الإهتمام الذي يستحقه والحيز الواسع على مدار
تلك الفترة الزمنية فالشعر كما نعرف انه تاريخا للعرب والمسلمين، ولكننا نأمل من الجهات
المسؤولة ان تكثف اهتمامها بالشعر والشعراء".


يشار إلى أن الشاعر
طارق مكاوي قد انسحب من المهرجان والذي كان مخصصا له كي يقرأ، وقال قبل الانسحاب
"شكرا لكم ولاستضافتكم لي، ولكنني لن أقرأ"..باديا امتعاضه وهو يتحدث،
الأمر الذي فسره العديد من المشاركين لتأخير قراءته ولعدم رضاه من بعض الشعراء
المشاركين في قرائتهم.


ومن الشعراء المشاركين
في اليوم الاول: من سورية رشا عمران ومن
فلسطين مراد السوداني ومن الاردن الشاعر
حسين جلعاد ، نادر هدى، سلطان الزغول ، عبدالكريم
أبو الشيخ ، والشاعرة سناء الجريري. وفي اليوم الثاني الشاعر جهاد هديب والشاعرة
مها العتوم ومنى خليل عبد الهادي.

أضف تعليقك