مهرجان "الوحدة" في ذكرى النكبة

مهرجان "الوحدة" في ذكرى النكبة
الرابط المختصر

أقام حزب الوحدة الشعبية مهرجاناً جماهيرياً حاشداً إحياءً للذكرى 62 للنكبة ، حيث احتشد آلاف المواطنين في الساحة المقامة أمام الحزب لإحياء هذه المناسبة التي ألقيت فيها كلمات خطابية ، وفقرات شعرية ، وحفل فني وطني .

        وقد تحدث في هذا المهرجان الذي قدّم له الرفيق د. عصام الخواجا نائب الأمين العام للحزب وكل من المهندس هشام النجداوي بإسم لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة ، ود. أحمد العرموطي رئيس مجلس النقباء ، نقيب الأطباء ، والأستاذ عبد العزيز السيد أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية ، ود. سعيد ذياب الأمين العام للحزب .

        وألقى الشاعر الشعبي جميل رمزي وكل من الشاعر علاء أبو عواد ورامي ياسين مقتطفات شعرية ، تلتها وصلة غنائية وطنية للفنانة الملتزمة ميس شلش ، تبعها حفل غنائي وطني لفرقة الأرض للأغاني الوطنية الملتزمة بقيادة الفنان الملتزم علاء الهندي .

        ونوّه د. الخواجا إلى أن إحياءنا لذكرى النكبة ينبع من حاجتنا لإبقاء ذاكرتنا حية حتى انتزاع حقوقنا ، مشيراً في ذات السياق إلى أننا نلتقي في الذكرى 62 لاغتصاب الأرض ومرور المؤامرة المدبرة بحق الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية ، عن سبق إصرار وترصد ، وإلى تمسك شعب فلسطين بحقه في تحرير كامل التراب الفلسطيني .

        وقال م. هشام النجداوي في كلمته إن يوم النكبة هو يوم ليس ككل الأيام ، حيث أن 15 أيار يوم مختلف من أيام التاريخ العربي ، فنكبة فلسطين شكلت محطة فاصلة في تاريخنـا ، وأن هذه الذكرى قد بقيت على مدى 62 عاماً حاضرةً في الحياة العربية بشكل عام والأردنية بشكل خاص ، وهي لن تغادر ذاكرتنا حتى يعود الحق العربي وتعود فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر .

        وأكد النجداوي اعتزاز أحزاب المعارضة الأردنية بصمود الشعب الفلسطيني على أرضه ، وضرورة توفير كل أسباب الصمود لهذا الشعب ، لإفشال مشاريع التهجير ، كما أكد أن حق العودة يعتبر ضمن الحقوق المقدسة ، وأن أي جهة أو شخص لا يملك صلاحية التنازل عن هذا الحق التاريخي .

        ودعا إلى الوحدة الوطنية بوصفها لم تعد مطلباً فلسطينياً فحسب ، بل إنها تمثل مطلباً عربياً للدفاع عن المقاومة ، كما دعا إلى وضع برامج عمل حقيقية لدعم حركات المقاومة الباسلة في الوطن العربي ، لافتاً إلى أن أي انتصار تحققه هذه المقاومة إنما هو انتصار للأمة وهزيمة للمشروع الإمبريالي .

        وطالب النجداوي في ذكرى النكبة بإقامة مؤتمر شعبي واسع من أجل تمتين الوحدة الوطنية ، ووضع برامج للتصدي للمؤامرات الصهيونية . مطالباً في ذات السياق ، الحكومة بطرد السفير الصهيوني وإغلاق سفارة العدو وإلغاء معاهدة وادي عربة المشؤومة .

        ومن جهته أشار د. أحمد العرموطي إلى أن قيام الكيان الصهيوني كان بهدف منع تحقيق الوحدة العربية بعد أن قام الاستعمار بتقسيم الوطن العربي وزرع هذا الكيان كقاعدة عسكرية في المنطقة ، لافتاً إلى أن حرب حزيران في العام 1967 وحرب لبنان واحتلال العراق هي أمثلة على دور هذا الكيان الهادف إلى ضرب الأمة ومشروعها النهضوي .

        وشدد العرموطي على أن هذا العدو لا يعرف إلا لغة القوة ، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، وعلى أن فلسطين هي أرض عربية من البحر إلى النهر وستبقى عربية لا يجوز التنازل عن جزء منها ، وأن المقاومة بكل أشكالها هي خيار الأمة الوحيد لاسترداد الحقوق العربية .

        وأكد ان وهم التفاوض وتوقيع الاتفاقيات مع العدو لم تحقق إلا مزيداً من التنازل عن الحقوق العربية ، مشيراً إلى أن وحدة فصائل المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان هي الطريق الوحيد للتحرير وامتلاك القوة الحقيقية للانتصار على العدو الصهيوني .

        ونوه إلى أن ما يشهده الأردن هذه الأيام من الخطر المتمثل بتلويحات الوطن البديل هو خطر يتهدد القضية الفلسطينية في الوقت ذاته ، ولكن وحدة شعبنا في الأردن وفلسطين وقواه الحية والحقيقية هي التي ستفشل هذا المشروع الصهيوني ، وسترد عليه بالتمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الإقليمية والطائفية .

        وختم العرموطي بقوله " ونحن جميعاً في الأردن تجاه فلسطين وتحريرها فلسطينيـون ، ونحن من أجل حماية الأردن وأمنه واستقراره أردنيون ، فلا تناقض بين الهوية الفلسطينية النضالية وبين الهوية الأردنية ، وعلينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً لمحاربة كافة المشاريع الإقليمية والطائفية التي لا تخدم سوى العدو الصهيوني وأعوانه وعملائه " .

        أما الأستاذ عبدالعزيز السيد الذي أشاد بالحزب ودوره على المستوى الوطني وإحياءه للمناسبات الوطنية والقومية ، مبديا إعجابه بحضور ومشاركة عدد كبير من جيل الشباب ، موجهاً خطابه لهم قائلا : " إن الذي قامت به الصهيونية عام 1917 هو أنها جلبت الولايات المتحدة الأمريكية لتؤيد وعد بلفور ، فالولايات المتحدة ليست عدونا من اليوم فحسب ، وإنما هي حليف أساسي للعدو الذي أصدر وعد بلفور الذي أنتج بدوره نكبة العام 1948 ، لذا علينا أن ننظر دائماً للبوصلة الحقيقية التي توجهنا إلى عدونا " .

        وأضاف بقوله فيما يتعلق بالقرار العربي المستقل " يجب أن تعود فلسطين قضية عربية ، وطليعتها الشعب الفلسطيني ، فهل تقبلون أن يحرر آباؤكم حي الشيخ جراح ، ليسقط في أيامكم ؟ وهل تقبلون أن يعاد بناء كنيس الخراب في أيامكم ؟ هذا سؤال برهن المهمة والمسؤولية " .

        وتابع : " في فلسطين وحدة مشظاة نحتاج إليها ، فعلينا أن ندعو جميع إخواننا في الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية ، ولكن إذا بقينا نرفع هذا الشعار بعموميته لن نساهم في تحقيق ذلك ، ولن نكون غير مجاملين لرفع العتب فقط ، وإنما علينا أن ندعو إلى وحدة وطنية على قواعد ثوابت الأمة والقضية الفلسطينية ، والمقاومة ليست في فلسطين وحدها ، فالمقاومة في العراق ولبنان هي من أجل فلسطين ، والمقاومة في فلسطين هي من أجل الأمـة " .

        ومن جهته قال د. سعيد ذياب : " لا توجد سابقة في التاريخ أن قامت أقلية أجنبية بغزو الأغلبية الوطنية وطردهم من وطنهم بدعم وإسناد خارجي ، في ظل توصيف هذا الفعل كانتصار للحضارة وتجسيد الإرادة الإلهية ، هذا ما قامت به إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني قبل 62 عاماً ، فلم يسجل التاريخ قيام دولة على أنقاض 531 مدينة وقرية وطرد أهلها وتهجيرهم إلى كافة بقاع الأرض إلا ( إسرائيل ) ".

        وأضاف : " اليوم ونحن نحيي ذكرى النكبة ، فلا بد وأن نؤكد أن الخامس عشر من أيار عام 1948 لم يكن بداية النكبة ، بل كان مع التطور التاريخي حلقة من حلقات المشروع الصهيوني ، فبدايات الاستهداف للشعب الفلسطيني تجلت في بدايات القرن الماضي ، في العام 1916 ، حيث تم إبرام اتفاقية سايكس بيكو ، ووعد بلفور ، وقيام الانتداب البريطاني على فلسطين ، وخلال هذه السنين وحتى العام 1948 تشكلت مكونات المشروع ومؤسساته ، ولم يتبق على ذلك التشكيل إلا الإعلان عن قيام الكيان غداة انهاء بريطانيا انتدابها لفلسطين " .

        وتابع : " 62 عاماً مرت ولم تهدأ المواجهات مع هذا الكيان الغاصب ، فقد مورست خلال هذه الأعوام كل أشكال المواجهة ، واستعمل العدو كافة وسائلة ، سعياً منه لتثبيت وجوده وإضفاء لون من ألوان الشرعية عليه ، حيث توالت هجماته مستغلاً توقيع اتفاقية كامب ديفيد في العام 1979 ، وانهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية ثمانينات القرن الماضي ، بهدف إزالة كل المكتسبات التي حققها الشعب الفلسطيني ، فتوالت هجمات العدو متمثلة بمدريد وأوسلو ووادي عربة ، إلى موجة عارمة من التطبيع الرسمي العربي ، حيث تم استهداف الذاكرة الفلسطينية وتزوير التاريخ ".

        ونوه د. ذياب إلى أن النظام الرسمي العربي الذي وفّر الفرصة لاشتداد عود الكيان الصهيوني ، بسبب عجزه وتخاذله ، قد ولّى عهد استبداده وتخاذله ، فشرعية الأنظمة العربية باتت مهزوزة ، كونها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها الوطنية والقومية ، ولم يعد أمامها خيار سوى الاستجابة لإرادة الشعوب في الحرية والتغيير والتصدي لأعدائها .

        وأشار إلى حالة الحراك التي تعيشها الحركة الشعبية العربية ، وإلى تنامي مطالب الفئات الشعبية بحقوقها الديمقراطية ، ومشاركتها السياسية ، ورفضها لسياسات التوريث ، وإصرارها على رفض التبعية ، والتصدي للإمبريالية التي تقوم بتكريس تبعية الأمة ، لافتاً إلى أن هذا الحراك وهذا الإدراك لأهمية الربط بين النضال القطري والنضال القومي ، يضعنا بلا شك في الاتجاه الصحيح على طريق التحرر وبناء المجتمع العربي الديمقراطي الموحد .

        وشدد ذياب على أن إحياءنا لذكرى النكبة ليس من أجل البكاء والندب ، بل لشحذ الهمة والعزيمة ، والوعي بأن النكبة لن تزول إلا بالانتصار على المشروع الصهيوني ، مؤكداً أن الشعوب الحية ذات المعدن الأصيل كشعبنا ، لا تزيدها النكبات إلا صلابةً وإصراراً على الاستجابة للتحدي ، فثبات الحال من المحال ، والتغيير قادم في وطننا العربي ، تغيير تصنعه الجماهير ، وتحدد اتجاهاته وفق إرادتها وبما يعكس دورها وحجم مشاركتها .