مهرجان الاردن مهاجم قبل ان يرى النور
لم يكد مهرجان الاردن يرى النور حتى انهالت عليه الاتهامات والاحتجاجات من جهات حزبية ونقابية وثقافية بسبب وجود " شبهة تطبيع" كون مدير الشركة الفرنسية المنظمة للمهرجان يهودي وقام بتنسيق الاحتفالات الستين لقيام إسرائيل.
فبعد بيان للجنة مقاومة التطبيع النقابية -التي طالبت الفنانين العرب والجمهور على حد سواء بمقاطعة المهرجان- دخلت جماعة الاخوان المسلمين على الساحة لتصدر بيانا اشد سخونه حول المهرجان، وطالبت الحكومة "بإلغاء المهرجان وطرد الهيئة المنظمة له وهى شركة الدعاية الفرنسية "مجموعة ببليسي" التى نظمت الشهر الماضى احتفالات الذكرى الستين لقيام إسرائيل, وكذلك طرد مدير الشركة اليهودى موريس ليفى, وتوفير نفقات المهرجان لإنفاقها على فاتورة الوقود والكهرباء وحليب الأطفال"، مطالبة بمحاسبة المسئولين عن هذا العبث بأخلاق الأردن وأموال شعبه".
كما وجه رئيس جمعية مناهضة العنصرية ليث شبيلات رسالة لرئيس الوزراء نادر الذهبي حول عدة امور من بينها مهرجان الاردن جاء فيها " تم تغيير مهرجان سمي باسم عريق بدأ ثقافياً قبل أن يتغير أكثر واكثر نحو الترفيه لا ليعاد تصحيح رسالته بل لمحوه من الذاكرة وتسمية البديل بمهرجان الأردن وكان جرش قد خاصمت الأردن في هويته التي تحتاج الى إنقاذ ( لا يوجد مهرجان على وجه الأرض غير منسوب التسمية للمدينة التي يقام فيها). فننقذه من حضن جرش لا لحضن الأردن كما اكتشفنا بل لحضن صهيوني ينظم لثقافة أردن "عجز" كما يقول لسان حال مسؤوليه عن النجاح في أبسط المهمات الوطنية (تنظيم مهرجان ثقافي) لكي يستعين بأجنبي وأي اجنبي: صهيوني يفتخر بتوليه مسؤولية تنظيم الاحتفالات بستين عاماً على اغتصاب فلسطين وإقامة دولة العدوان، والتوسع الصهيوني فيكافأ بان ترتمي الشقيقة الأردنية للضحية المغتصبة والتي هي الضحية القادمة في أحضانه".
ولم يقتصر الهجوم على المهرجان الذي باتت اعلاناته تنتشر في شوارع العاصمة عمان ومعظم المدن الاردنية على الجهات النقابية والحزبية بل شمل صفحات الانترنت و على راسها موقع التعارف الشهير " الفيس بوك" حيث اطلق جروب بعنوان " ليس باسم الاردن" يهاجم به المهرجان الذي وصفه بانه جاء على انقاض مهرجان جرش، واعتبر " الجروب" الذي يشترك بعضويتهم قرابة الالف شخص ان المهرجان " فضيحة وعار على كل الأردنيين! وو فيه تحد سافر لمشاعرالعرب كون الشركة التي تنظم المهرجان نظمت احتفالات قيام الكيان الصهيوني".
وزيرة اللثقافة: المهرجان مظلة لباقي المهرجانات
من جهتها اعتبرت الحكومة المهرجان مظلة لباقي المهرجانات التي ستقام في المدن الاردنية ومن بينها مدينة جرش الذي "الغي مهرجانها لكن بشكل غير رسمي حسب مصدر في وزارة الثقافة".
وفي تصريحات لها في 09 حزيران 2008 ، اكدت وزيرة الثقافة نانسي باكير ان مهرجان الاردن سيكون بمثابة مظلة لباقي المهرجانات التي ستقام في المدن الاردنية.
وقالت باكير خلال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ناصر جودة ان قرار مجلس الوزراء باقامة مهرجان الاردن جاء لتنظيم المهرجانات الثقافية التي كانت وما تزال تقام منذ سنوات في مختلف المدن الاردنية.
وبينت ان هذا القرار جاء بسبب المستوى المنخفض الذي وصل اليه مهرجان جرش منذ عام 2003، واوضحت" المهرجان الجديد سيقوم على فلسفة جديدة توزع نشاطاتة الثقافية على مختلف المدن الاردنية من ضمنها جرش".
ولقي قرار الغاء مهرجان جرش الذي تاسس عام 1981 حفيظة الكثير من الكتاب والنقاد والفنانيين لما اكتسبه هذا المهرجان من اهمية على الصعيد المحلي والعربي.
وكان "جرش" للثقافة والفنون انطلق في العام 1981 بمبادرة من الملكة نور الحسين رئيسة اللجنة الوطنية العليا للمهرجان آنذاك، ليكون مؤسسة ثقافية فنية غير ربحية تسعى إلى خلق وتنمية الإبداعات الوطنية وتبنيها ومنحها فرصة الاحتكاك بالإبداع العربي والعالمي، إضافة إلى اختيار فعاليات ثقافية وفنية من أرقى الفنون العالمية لإتاحة الفرصة للمواطن الأردني للإطلال على الثقافة العالمية. ولم يتوقف المهرجان إلا مرتين تتصلان بلبنان، الأولى أثناء الغزو الإسرائيلي لبيروت 1982، والثانية في 1996 أثناء حرب تموز العدوانية التي شنتها إسرائيل ضد حزب الله.
وزيرة السياحة: الشركة الفرنسية مهمتها فقط التعاقد مع الفنانين
من جهتها، اوضحت وزيرة السياحة مها الخطيب في ذات المؤتمر ان الهئية قامت من خلال لجنة عليا برئاسة وزيرة الثقافة نانسي باكير بالاعداد والتحضير للفعاليات التي سيتضمنها مهرجان العام الحالي والذي ياتي بمثابة مرحلة انتقالية لغاية بدء مهرجان الاردن في جرش وعجلون والبحر الميت.
وبينت الخطيب انه تم التعاون مع شركة فرنسية تدعى les visiteurs du soir"" " زوار المساء" سنتدرج مهامها بالاتصال والتعاقد مع كبار الفنانين العالميين والعرب الذين يصعب على هيئة تنشيط السياحة الوصول إليهم، ضمن الوقت المحدد، لإنجاح فعاليات مهرجان هذا العام.
واشارت الى ان اعداد المجموعات السياحية منذ بداية العام الحالي وصلت الى ما يعادل 65%، مبينه انه في اليوم الواحد يزور مدينة البتراء ما يقارب 4 الاف زائر يومي.
وفي ردها على سؤال خلال المؤتمر، عن شكوى الاردنيين من التكلفة الباهظة للسياحة الداخلية، قالت الوزيرة:" الاردن لديه حوالي 28 الف غرفة فندقية ومع الطلب المتزايد للسياح القادمين من الخارج هذا يؤدي الى رفع الاسعار والسبب يعود الى محدودية الغرف في الفنادق".
وختاما، اشارت الى ان الاردن سوف يشهد نقلة نوعية خلال العامين المقبلين في الغرف الفندقية سواء في العقبة او بحر الميت " هذه النقلة ستؤدي الى تخفيض الاسعار بسبب ان التنافس سيكون على اشده حيث اننا بصدد العمل على جلب استثمارات لانشاء فنادق في جرش وعجلون وام قيس والكرك، حتى نجعل كل اردني يستمتع في السياحة الداخلية في بلده".
مشاركة كبيرة لفنانين عرب واجانب..
وأعلنت هيئة تنشيط السياحة عن انطلاق فعاليات مهرجان الأردن 2008 في الفترة بين 8 تموز و 9 آب. وتتضمن فعاليات المهرجان عروضا وحفلات موسيقية يشارك فيها عدد من النجوم الأردنيين والعرب والعالميين في تظاهرة فنية كبيرة ستترك قيمة مضافة على التجربة السياحية الأردنية لزوار المملكة وستشكل عاملا هاما لقضاء صيف ممتع للمواطنين والمقيمين.
وتتمثل المشاركة الأردنية في المهرجان من خلال حفلات لنجوم الأردن عمر العبداللات ، وديانا كرزون ، وهيثم الشوملي ، وحسين السلمان ، وزياد صالح ، وطوني قطان.
كما ستشهد فعاليات المهرجان مشاركة كل من عمرو دياب ، وعبد الله الرويشد ، وراغب علامة ، وجورج وسوف ، واليسا ، وفضل شاكر ، وعاصي الحلاني ، ومحمد حماقي ، بالإضافة إلى ليلة جزائرية للفنانين فاضل ، وبيونة، والشاب خالد.
وستكون قمة المشاركة العالمية في فعاليات صيف 2008 من خلال الحفلة التي يحييها مغني الأوبرا العالمي بلاسيدو دومينغو وجوليا ميغينيس ، بالإضافة إلى حفلة لمطربة موسيقى الجاز العالمية ديانا كرال ، ومطرب البوب ميكا. وستتوزع فعاليات الصيف بين عمان وجرش والبتراء والبحر الميت وستشتمل على معارض فنية لعدد من الفنانين والمصورين الأردنيين والعالميين مثل ديفيد لينش وستيف مكاري وبيت سترولي.
وأكد مدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف حميدي الفايز أهمية الجهد المبذول لإنجاح فعاليات المهرجان التي تهدف بمجملها إلى تشكيل عامل جذب إضافيا للزوار العرب والأجانب خلال موسم الصيف. وأضاف أن "الهيئة من خلال إشرافها على تنفيذ فعاليات مهرجان الأردن والترويج لها وتسخير كافة الإمكانيات لإنجاحها ، تجسد أهدافها المتمثلة بتنشيط السياحة إلى الأردن ، خاصة من الدول العربية." وقال الفايز إن جميع النشاطات التي يتم الإعداد لها خلال فصل الصيف ستترك قيمة مضافة هامة للتجربة السياحية في المملكة ، خاصة بالنسبة للعائلات العربية التي تطمح لقضاء عطلة صيفية مميزة تستمتع خلالها بثراء التنوع السياحي في المملكة وملاءمتها لاحتياجاتهم العائلية ، بالإضافة إلى الجو المعتدل ، وتقارب القيم والعادات والتقاليد ، وحسن الضيافة والكرم الأردني الأصيل ، وتعدد الفعاليات والنشاطات الترفيهية.
وكان مجلس الوزراء كلف هيئة تنشيط السياحة باقامة نشاطات وفعاليات في عام 2008، كي تكون كمرحلة انتقالية واستعدادا لمهرجان الاردن الذي سوف ينطلق عام 2009.