من يوقف فوضى الافتاء؟ِ

من يوقف فوضى الافتاء؟ِ
الرابط المختصر

عديد من الفتاوى الغريبة طالعتنا في الفترة الأخيرة, كفتوى الداعية السعودي محمد المنجد "إهدار دم ميكي ماوس الشخصية الكرتونية"، وقبلها فتوى رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية الشيخ صالح بن محمد اللحيدان التي أجاز فيها "قتل أصحاب القنوات الفضائية المفسدة التي تدعو للفكاهة والضحك" .

هذه الفتاوى التي - أصبحت مادة خصبة تناقلتها وسائل الإعلام الغربية- يرى البعض أنها جزء من حالة فوضى تسود الإفتاء في العالم العربي والإسلامي بسبب تصدي العديد من المرجعيات والشخصيات لهذه المهمة.

الكاتب الصحفي سميح المعايطة يُحمل الإعلام المسؤولية في بعض الأحيان في "خلق إثارة من هذه الفتاوى التي تُفهم على عكس الوجه المطلوب بسبب عدم معرفة ناقل الفتوى بدلالة الكلمات". ويستشهد المعايطة بصدور تكذيب لهذه الفتاوى كما حصل في الفتوى السعودية " قتل ميكي ماوس"   ويقول المعايطة" نقل الفتاوى الشرعية أحينا يدخل فيها البحث عن الإثارة و تخرج عن نص الفتوى الحقيقية، كما ان نقل الفتوى يجب أن يكون من جهة تفهم المصطلحات ودلالة الكلمات لكي لا يقع بالخطأ".
 
محليا يرى الكاتب المعايطة أن " مشهد الإفتاء في الأردن كانت تسوده في السابق حالة من الفوضى " بسبب تصدي العديد من الأشخاص للإفتاء وتحديدا في القضايا الكبرى، لكن اليوم بدأ الأردن بخطوات ايجابية يمكن البناء عليها و كانت زيارة الملك لدائرة الإفتاء خير مثال على الاهتمام بهذا الجانب".
 
 
 
عضو مجلس الإفتاء الأردني الشيخ عبد الرحمن إبداح يبين خطورة أن يفتي الشخص بما لا يعلم، ويؤكد وجود ضوابط وشروط معينه للمفتي كان يكون "على علم ودراية بأصول الدين ومتقنا للغة العربية وتحتاج إلى تقوى الله فيما يقول وان  يكون المفتى ملما بالمذاهب الأخرى حتى لا يقلل من شأن الرأي الآخر، فربما يكون الرأي الآخر مبني على دليل وعلى حجة كون الشريعة الإسلامية تتقبل الحوار".
 
ولا يتفق ابداح مع بعض الفتاوى التي تصدر والتي يشوبها نوع من الغموض كفتوى قتل أصحاب القنوات الفضائية، ويقول ابداح "لا يقتل الشخص على رأيه أو كونه عرض شيء لا يروق لنا،  يجب أن نحاوره خير من أن نحكم عليه بالقتل، لان القتل قد يؤدي إلى ردة فعل عكسية لا تؤدي الغرض المطلوب من تحسين الأجواء".
 
ولا يرى أن إطلاق وصف "فوضى بالإفتاء " مناسبا لما يجري لان الفوضى تعني  أن الأمور اختلطت فيما بعضها، ويقول " ولم يعد هناك شعور بأننا مستقرين في هذا المجال، وكما هو معلوم أن الأصول في الشريعة الإسلامية هي ثابتة، وإذا وجد خلاف في الآراء الفقهية يكون عنوان ثراء الشريعة وسعتها وشمولها لمعالجة كل المواقف التي يمر بها الإنسان وعلى سبيل المثال الصيام له عديد من الاستثناءات أحيانا بعض الأشخاص يأخذون العنوان الرئيسي ويترك التفصيلات".  
 
ويؤيد ابداح توحيد مرجعيات الفتوى في العالم العربي والإسلامي لضمان عدم تعدد المرجعيات وتجنبا لحدوث الفوضى، ويؤكد ابداح على أهمية  وجود مجلس إفتاء عربي أو إسلامي موحد لتداول مستجدات والأمور المحدثة و للتنسيق بين الدول الإسلامية والعربية بخصوص فقه الواقع الذي تظهر فيه أمور تحتاج إلى مدارسة".
 
 
ولمواكبة هذه المستجدات يؤكد أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة قيام كليات الشريعة في الجامعات بتجديد خطتها الدراسية كل ثلاث سنوات لضمان مواكبة أمور الحياة الجديدة، إذ يدرس الطلبة وخاصة في تخصص الفقه الإسلامي وأصول الدين القضايا الفقهية الجديدة التي طرأت على حياة المسلم" .
 
 
ويحذر د.القضاة من " الإفتاء من دون معرفة" ويقول إن كثير من الناس يتصدرون للإفتاء وهم على غير علم بالفقه الإسلامي وهذا يشكل فوضى وبلبلة بحياة المسلم".