من يعلق الجرس؟
في الظل الظروف الاقتصادية الراهنة..يجد فيها الكثير من الناس ذريعة وحجة واهية للفساد والمحسوبية والرشوة، وذلك أمر أصبح يتفاقم ليدمي القلب وأنت تجد الترهل الإداري والمحسوبية والفساد ملاصقين للدوائر الحكومية والوزارات.
هذا ما جعل الحياة أصعب على أولئك الذين يسعون جاهدين ليكون رسولنا الحبيب محمد بن عبدالله- صلى الله عليه وسلم- قدوة لهم في الحياة الدنيا فيتحلون بالخلق الحسن ويرفضون الرشوة ويتصدون للفساد.
عشت سنوات طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية، داخل المجتمع الغربي، فلمست أسباب تقدمهم الواضح وخاصة على شعوب العالم الثالث – ونحن للأسف أحد هذه الشعوب-، فهم يتخذون شعار الرجل المناسب في المكان المناسب، ولذلك يعمل الموظف لديهم بأقصى طاقته في حين تجد الموظف في بلادنا يعمل بأقل طاقة لديه. وعندما تسأل أحدهم عن السبب، يجيبك قائلاً أنه يفقد حماسه للعمل وهو يشاهد من هم أقل منه شهادة علمية وخبرة وكذلك أقل كفاءة قد ترأسه وعلا في المراتب الإدارية لمجرد أنه ابن فلان أو على صلة بفلان الي لديه مركز مرموق في الدولة. وآخر تسأله عن سبب تقاعصه عن العمل فيجيب قائلاً: "أنا أعمل بقدر الراتب الزهيد الذي أتقاضاه"، في الحقيقة تجد كلامه يميل للصحة عندما تجد نفس الشخص في إحدى دول الخليج قد أعطى كل ما لديه من طاقة لعمله لمجرد أن راتبه يوفر له العيش الكريم.
وإذا أخذنا على سبيل المثال، مجلس النواب الموقر نجد أكبر دليل على الترهل الإداري فعدد موظفيه يفوق 360 موظفاً، في حين أن العمل ينجزه مئة موظف فقط ال غير!، ولكن ماذا تقول وأنت تجد اقتراب انتخابات رئاسة مجلس النواب قد فتح المجال لسعادة بعض النواب الكرام للسعي بجمع أكبر عدد من الأصوات داخل المجلس من خلال تعيين موظفين لم يكن العمل بحاجة لهم، لكن إكراماً لسعادة فلان وفلان..ولكسب ثقتهم يتم تعيين هؤلاء الموظفين وكل ذلك على حساب العمل!!.
نحن لسنا ضد فكرة التعيين وتأمين وظيفة لكل مواطن لتعينه على صعوبة الحياة..ولكنني مع فكرة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ذلك لتكون جودة العمل هي الأساس لنبني أساساً ترقى به وزاراتنا ومؤسساتنا ودوائرنا الحكومية.
والغريب أننا نعلم جميعاً أين موقع الخلل ولكن نغض البصر عنه..! لماذا؟ ألغايات شخصية لبعضنا؟؟ أم لإحباط يصيب بعضنا الآخر فيفقدون الأمل بالتغيير، أم ننتظر سيد البلاد ليعلق الجرس؟!.











































