من لديه الحق أن يقرّر شاعر الأردن؟

من لديه الحق أن يقرّر شاعر الأردن؟
الرابط المختصر

يبدو أن النسخة الأردنية من مسابقة الشعر البدوي لم يحالفها الحظ كثيرا، فبالرغم من انها تلاقي إقبالا من الجماهير إلا انها تثير استياء كثير من المثقفين.المسابقة هي برنامج تلفزيوني يسمى (شاعر الأردن) وهو نسخة محلية للمسابقة العربية التي تبث على إحدى المحطات الفضائية بعنوان (شاعر المليون)، وقد انطلقت قبل أربعة أشهر، ودخلت الآن في المرحلة الثانية من التصفيات والتي أبقت على 70 مشاركاً يمثلون الشعر النبطي أو البدوي من محافظات الأردن المختلفة.

وتبلغ قيمة الجائزة الأولى 30 ألف دينار، والثانية 20 ألف دينار، في حين الثالثة مقدارها 10 آلاف دينار.
 
الشعراء المشاركون معظمهم ممن يكتبون الشعر المحكي والذي يسمى بالشعر النبطي أو الشعر البدوي، ويعتمد التقييم على تحكيم 50% للجنة البرنامج، و50% لتصويت المشاهدين.
 
وتحفظ الشاعر الشعبي الأردني موسى الأزرعي على تسمية المسابقة، وبرر ذلك بـ "كون فوز أي شاعر بمسابقة لا يعني أنه أصبح شاعر الأردن".
 
واعترض الازرعي على على طريقة التصويت التي يتم بها اختيار الشاعر الفائز، فهي بنظره "ليست مقياسا، لأن المسألة هي حشد أصوات ويتحكم بهذا الحشد العلاقات العامة والخاصة، وبالتالي المقياس مختل سلفاً".
 
وعقب شارحاً "رواج تقاليع المسابقات الفنية والشعرية هي بالدرجة الأولى مشروع تجاري، تلجأ إليه العديد من الفضائيات للحصول على النسبة المتحققة عن الاتصال وهذه البرامج أخذت وجها شعبياً في بداياتها يستقطب الإعلام من خلالها المشاهدين، فالمشروع تجاري وليس فني او ثقافي من حيث المبدأ".
 
واقترح الأزرعي "تغيير اسم المسابقة الى شاعر العام مثلا شاعر 2007 أو 2208 وهكذا، أما شاعر الأردن هذا القلب لم يحصل عليه بجدارة إلا مصطفى وهبي التل عرار ولم يزاحمه على هذا اللقب احد من الشعراء".
 
ودعا أن تتسم المسابقة بالموضوعية والحيادية، لان المسابقة لا تتسم بالحيادية التامة، وقال "نحن بشر ولنا ميولنا التي لا يمكن أن نتحكم بها دائما، أنا لا أتهم أحدا ولن لا أثق بان الحيادية قائمة".
 
اما قضية الشعر البدوي فاعترض الأزرعي على ذلك لأن المسابقة للشعر المكتوب باللغة المحكية بصرف النظر عن أي مسمى آخر، وبحسبه فإن "هناك فرق شاسع بين الشعر الشعبي والعامي والنبطي، ليس لهذه التسميات أن نطلقها على شعر من نمط واحد، لأن كل تسمية تعني لوناً من الشعر فمثلاً الشعر النبطي لتسمية خليجية جاءت إلينا وأنا ارفضها تماما، حتى في التاريخ ليس للأنباط كما يعتقد البعض أي علاقة لهذا الشعر"
 
 
 
 
أما بالنسبة له فقد رأى مدير البرنامج ومدير بيت الشعر الأردني حبيب الزيودي أن البرنامج له جماهيرية كبيرة حتى الآن " منذ بدء المسابقة قبل شهر والقاعة التي يبث منها البرنامج دائما ممتلئة بالحضور، والجمهور المتابع من كل بلدان الوطن العربي وذلك بحسب الاتصالات التي تردنا".
 
الشاعر نايف أبو عبيد اعترض على الآلية التي تتم فيها اختيار الشعراء وقال "أنا أرفض هذه المسابقة لأن الشعر لا يقيم فقط بالفزعة الشعبية، لكن الشعر له خصائص فنية وجمالية لا يعرفها سوى الراسخون فيه".
 
وبرأيه فيجب ان لا يحكم على جودة الشعر فقط من خلال إلقائه أمام الجمهور واللجنة "فمن يقوم بمنح اللقب يجب ان يكون ضمن لجنة مختصة تعرف حقيقة خصائصه وتستطيع ان تكتشف عيوب هذا الشعر من خلال استماعه للنصوص التي تلقى كما انها يجب ان تقدم للجنة فقبل أن تلقى على التلفزيون وذلك لتمييز شاعر عن شاعر، أنا ضد أن يلقي الشاعر قصيدته ثم يلقى الحكم عليها".
 
ورداً على اعتراض بعض المثقفين على هذه المسابقة بقوله أنها ترويج للشاعر الأردني "أيا كان شكل هذه المسابقات إلا أن لها جماهيرية عالية وفيها فرصة لتقديم الشاعر الأردني، ونحن نحاول أن نتوخى أقصى درجة من درجات الدقة وإعطاء صاحب اللقب حقه، لكن هذه المسابقة ستجري كل سنة وليست حكرا على شاعر بعينه وأمام الشعراء فرصة للتنافس والهدف هو تقديم الشعر الأردني وترويجه".
 
وهدف البرنامج الأساسي كما يقول الزيودي أن غالبية الشعراء وخاصة شعراء البادية ما يزالون غير معروفين ولذلك فـ "هدفنا في البرنامج الترويج لهم".
 
يذكر أن اجتماع "شاعر الأردن" الذي ضمّ المشاركين وإدارة البرنامج وأعضاء لجنة التحكيم في بيت الشعر شهد مشادات كلامية وتبادل لاتهامات بالتزوير في النتائج وانسحاب لمشاركين في البرنامج على إثر اعتراضات على النتائج. وواصفينه بالمؤامرة التي تحاك تحت عنوان مسابقة ثقافية.
 
وكان اتهم المشاركون خلال النقاش الذي دار بينهم والزيودي إدارة البرنامج بعدم النزاهة ونيتها التلاعب في سير نتائج المسابقة من خلال لجنة التحكيم والتصويت.
 
ويشار الى ان البرنامج يقام برعاية أمانة عمّان ووزارة الثقافة والمجلس الأعلى للشباب وتديره شركة الأوائل للإعلام منتجة برنامج "شاعر الأردن" والناقل الرسمي له.

أضف تعليقك