من صاحب محل إلى عامل بالقطعة.. الميكانيكيون بعد عام من كورونا؟

اضطر محمد حسين لإغلاق محله في المدينة الصناعية بإربد والعودة إلى عمله بمحل والده لبيع قطع السيارات وغيارها، كعامل بالقطعة الواحدة يتقاضى بين 5 – 15 ديناراً بعدما ما كان يتراوح دخله بين 15 – 30 ديناراً في اليوم الواحد.  

لم ترحم جائحة كورونا، العاملين في قطاع الميكانيك وتصليح السيارات، وإن كانت المركبات استمرت بسيرها الطبيعي في الشوارع، واستخداماتها بعد فترة الإغلاق بشكل طبيعي.

محمد هو أحد المتأثرين فعلاً من الجائحة، والذي اضطر لإغلاق محله والعمل بمحل والده الذي التقاه فيه "المرصد العمالي الأردني" واشتكى هو الآخر من انخفاض دخله بعد الجائحة. 

سلم محمد المحل لصاحبه في بدايات آذار الماضي، بعد أن أصبح غير قادر على دفع الكلف التشغيلية، بين إيجار شهري يبلغ 100 دينار، خاصة في أول ثلاثة أشهر للجائحة، وفواتير الكهرباء، وعدد لصيانة المركبات، بحسب قوله لـ"المرصد العمّالي".

لم تقف المشكلة عند تراكم الإيجار وحسب، فقد أدى انخفاض الحركة في المدينة الصناعية إلى انخفاض حركة تصليح السيارات التي يعمل بها، مبينا أنه "اللي سيارته فيها خراب صار يمشي فيها عادي، لأنّه أكل أولاده أولى من تصليح سيارته". خاصة وأنّه يعمل في مجال السيارات التي تعود إلى التسعينات وبداية الألفية الثالثة، ومعظم هذه الأنواع انتهى العمل فيها بعد قرارات السماح بشطبها واستبدالها بمركبات حديثة.

يؤكد محمد أنّ وضع الزبون أو صاحب المركبة اختلف عن قبل الجائحة "كان ييجي الزبون يقلي شو ما بدها السيارة قطع غيرلها، أما هسا بنغير له القطعة الخربانة وبقول خلص بمشي حالي".

ويضيف، أنّ تقليص ساعات التجوال كان له دور في انخفاض دخل الميكانيكية، على عكس ما يعتقده الناس أنّ أعمالهم تنتهي في الخامسة مساءً، ذلك لأنّ بعض الموظفين يقصدون المدينة الصناعية بعد انتهاء ساعات عملهم ما يحتم على الميكانيكي إصلاحها ربما لساعات متأخرة من الليل، أمّا الآن فالموظف محصور في وقت محدد، فضلأً عن ذلك لا يستطيع العامل إصلاح سيارة أو عطل بظرف ساعة قبل بدء الحظر الجزئي.

 

اشتكى محمد عدم تفهم صاحب المحل لمشكلة الجائحة في البداية، وأنه لم يخفض الإيجارات حتى خلال فترة الإغلاق الكامل، ما دعاه إلى تقسيط المبالغ المتراكمة عليه، "حتى الآن بدفع خمسين دينار كل شهر تقريباً". 

وحسب حديث محمد فلم يعد العمل في المحل مجدياً لتسديد أجرة منزله ومصاريف عائلته وابنه الوحيد، علماً أنّ النقابة لم تقدم لهم شيئاً سوى الحديث، شاكياً من عدم وجود أي خدمات تقدمها حتى خلال الجائحة.

"مش لحالي تأثرت بالجائحة، محلات خلت معلمين يتحولوا لشغيلة عند الناس"، مضيفا ان معاناة الميكانيكيين بدأت منذ سنوات عندما صدرت قرارات تسمح للمواطنين بشطب المركبات وتبديلها بأخرى هجينة.  

تقدم محمد لبرنامج تكافل لدعم عمال المياومة في بدايات الجائحة، واستفاد منه مرة واحدة بمبلغ 200 دينار في شهر حزيران الماضي، ورغم محاولة الحصول على الدعم مرة أخرى، إلا أنه لم يحصل على ذلك. 

أضف تعليقك