(منقوع) التماسيح

الرابط المختصر


قبل أيّام كتب الزميل والصديق د.حسين محادين مقالاً مهمّاً عن تعزيز ثقافة الاستقالة في عقلية المسؤول في بلدنا..والتي - وبكل أسف - ما تزال غائبة وخجولة و''فضيحة'' في نظر الكثيرين منهم..

لقد فتح لي مقال الزميل محادين جراب الأسئلة الكبيرة..فما فائدة ''الكرسي'' ان لم أجلس عليه بكرامة، لماذا لا يستقيل كل من يشعر انه قصّر في علاج قضية ما، أو فشل في تنفيذ سياسة ما؟ أو طالته تهمة ما؟ متّخذاً منها أسهل وأسلم طريقة للتعبير عن الاعتراف بالخطأ..و لماذا لا يستقيل كل من وقف على ظلم أو شاهد ''منكراً وطنياً، أو لاحظ ما يضر بمصلحة الوطن والمواطن، كأسهل وأسلم طريقة أيضا للتعبير عن الاحتجاج الناعم وإراحة الضمير وخدمة الوطن.

منذ ايام.. تلوّث نهر اليرموك، بعد أن دلق الجانب (الإسرائيلي) مياه وفضلات بحيرات تربية الأسماك والتماسيح في مياه شربنا..وكالعادة نقاط الرقابة المتطورة، وأجهزة الإنذار الفريدة في دول الشرق الأوسط، وماكينات الكشف المبكّر..كانت معطلة في لحظة التلوّث، ولولا حاسة الشم القوية التي يتمتع بها موظفو سلطة وادي الأردن.. لشرب أهل عمّان ''منقوع التماسيح''..و''مياه مصارف'' المزارع الإسرائيلية!!..علماً انه الى هذه اللحظة هناك سجالات ''نفي وتأكيد''..واختلاف بين الخبراء حول الأماكن التي وصل اليها التلوث وهل تمّت السيطرة عليه أم لا؟.

طيب، لماذا لا يستقيل المسؤول عن نقاط الرقابة المتطورة، وتعطّل أجهزة الانذار الفريدة، و''تلبّك'' أدوات الكشف المبكّر..التي تواطأت جميعها مع التلوّث؟..

استقيلوا؛ فبعض ضروب ''الاستقالة''..''استقامة''.