منذ 23 عاما و"الداخلية" يزداد ازدحاما
يزداد "الدوار" تعقيدا وازدحاما سنة وراء سنة، ولا تبدو أن المؤشرات تتجه نحو الحلول لطالما أن القيمّين يدركون أن الازدحامات المرورية واقع ويجب التكيف معه..ميدان جمال عبد الناصر أو ما يطلق عليه دوار الداخلية والذي أنُشأ عام 1983 جاء ليخفف الازدحامات المرورية على منطقة تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين حيث يتقاطع الدوار مع مناطق حيوية مثل جبل الحسين، الشميساني وشارع الجامعة والاستقلال.
وحل الازدحامات على الدوار يحتاج إلى "فزعة" حكومية تتداعى إليها أيضا جهات خاصة، وها هي أمانة عمان الكبرى والتي قامت قبل سبع سنوات بإقامة جسر من شارع المدينة الرياضية حتى جبل حسين لأجل تخفيف وطأة الازدحامات ولكن يبدو أن طفرة السيارات التي شهدتها المملكة وتحديدا العاصمة عمان ساهم في زيادة الأعباء على هذه المنطقة..
وإدارة السير، الجهة المنفذة لضبط وتنظيم السير، بدأت بتعزيز تواجد شرطة السير في المنطقة منذ سنوات وعبر وضع شرطي أو اثنين على المسارب المغذية للدوار، في محاولة لتنظيم السير وعبر أخذ مهام الإشارة المرورية.. "لا يستطيعوا السيطرة في بعض الأحيان على بعض المسارب"..لتعود الأزمة كما يصطلح عليها شعبيا بالعودة من جديد ويعود المواطن إلى المعاناة اليومية من الدوار.
والجديد الطارئ على منطقة "الدوار" هو الازدحامات بين المواطنين الذين يتواجدون على أطراف الدوار انتظاراً لأي وسيلة نقل عمومية تقف لهم، ومع نقل مجمع العبدلي إلى منطقة طبربور "مجمع سفريات الشمال" زاد الأمر صعوبة عليهم.
ورغم ذلك، فإدارة السير لا تعتقد أن نقل المجمع زاد من وطأة الازدحامات إذ تم تحويل معظم الخطوط إلى شارع الأردن وبالتالي فإن العديد من الخطوط لا تصل إلى دوار الداخلية، "ولا مبرر للازدحامات المرورية خارج الأوقات الثلاث المعتادة وهي: الصباح، الظهيرة، المساء..أوقات دوام ورواح الموظفين"، وفق مدير إدارة السير العميد حمدان السرحان.
أما هيئة تنظيم قطاع النقل العام، فترى أن نقل المجمع أثر إيجابا على الواقع المروري في شارع الملكة رانيا العبدالله وبالتالي ينسحب الأمر على دوار الداخلية، ولم يخفف مديرها العام د. هاشم المساعيد من انعكاس سلبي مباشر على المواطنين من نقل المجمع، قائلا: "ازدادت المسافة على المواطنين وبالتالي الأجرة، نحن ندرك ذلك، ولكن هذا أمر واقعي ويجب أن يتكيف عليه المواطن الأردني".
وواحدة من الأسباب التي دعت الأمانة إلى نقل المجمع هو للتسهيل على مستثمري "مشروع العبدلي" لكي ينجزوا المشروع الأضخم في عمان، ورغم ذلك أكد حمدان السرحان أنه جاء بعد دراسة الموقع الجديد في طبربور..
ودراسة احتياجات المواقع مرة أخرى.. هي مطالب خبير الطرق م. نزار العابدي الذي تمنى على أمانة عمان أن تعيد النظر بمنطقة ميدان جمال عبد الناصر عبر حلول جذرية.."التعرف على ذهاب وإياب السيارات ودراسة احتياجات المنطقة جدياً"..
"طالما أن هناك ازدحام مروري على منطقة الدوار فبالتالي لا داعي للدوار، والحل هو بالتقاطعات المرورية أو إقامة جسور وأنفاق إضافية"..هذا ما قاله العابدي.
ودعا السائق محمد أبو صفية الأمانة باتخاذ خطوة جريئة وعبر استملاك الأراضي المجاورة لمنطقة الدوار لأجل إقامة تحويلات وطرق فرعية تساهم بتخفيف حجم الضغط المروري، في حين ومن باب الالتزام بالمسارب فيطالب السائق أبو أمين بتشديد الرقابة على السيارات التي تكون في الدوار "مخالفة صريحة لكل سيارة تأخذ أقصى اليمين أو الشمال فجأة" وباعتقاده أنها ستكون ناجعة ضاربا مثل "حزام الأمان الذي أثبت نجاعته عند السائقين حينما شددت الرقابة ومخالفة كل من لا يضعه".
هاشم المساعيد، يذكّر أن هناك 15 حافلة نقل بين المجمع الجديد والقديم "بغية التخفيف على المواطنين" بالإضافة إلى ما يتجاوز عن الـ 120 سيارة سرفيس لتقل المواطنين إلى العبدلي.
إستمع الآن











































