ممنوع: فضائية عربية تبث من الأردن.. بحثا عن شباب عربي بلا خطوط حمراء

الرابط المختصر

يعطي اسم "ممنوع" لقناة تلفزيونية شعورا بأن هنالك قضايا ساخنة ستكشف، وأن سجالات ونقاشات حامية ستجرى على الهواء أمام الجمهور. لكن خبرا نقلته وكالات الأنباء في أن محطة تلفزيونية تحمل هذا الاسم، "ممنوع"، ستبدأ بثها ببرنامج رياضي أثار بلبلة: أين الممنوع في الرياضة؟محطة "ممنوع" محطة تلفزيونية فضائية تتخذ من الأردن مقرا لها، ستبدأ بثها التجريبي مطلع شهر حزيران القادم، ليبدأ بثها الرسمي بعد شهر من هذا التاريخ. وسيكون البدء مع برنامج "فريق الحلم العربي" الذي سيحتل مدة 7 ساعات من مجمل بث المحطة.



يقول رئيس مجلس إدارة المحطة، وليد الحديدي: "قناة ممنوع تحاول أن تظهر عين الحقيقة والممنوع في الوطن العربي. لفظ ممنوع يتكرر كثيرا في كثير من الأمور الحياتية والاجتماعية والسياسية والشبابية، ونحن نريد تسليط الضوء على هذه النقاط، ونقول إن هذا الأمر موجود مع الطبيعة ويجب أن نعيش معه ونلغي قضية الممنوع التي نعيش بها ومشاكل "الممنوع" بحد ذاتها التي نعيش فيها".



والمحطة في إزالتها للّبس الحاصل، إنما تعلن أنها محطة اجتماعية تهتم بالشباب بالدرجة الأولى، لأن الشباب هم لبنة العائلة الأساسية. لكن المحطة لن تنقل الخبر السياسي. يقول الحديدي: "ليست القضية كوني خائفا أن تصير المحطة موجهة. ما يهم الشباب ليس حدث العراق (..) الذي تنقله ستين محطة تلفزيونية. صحيح أن هذا الخبر يهمه من زاوية معينة، لكن عشرات المحطات تكرره. وأعتقد أن ما يهمه أكثر شيء آخر يهم الشباب إجمالا".

وتلك اللهجة المتفائلة التي يبديها الحديدي في حديثه لا تقتصر على تفاؤله بنجاح مهمته هو في المحطة مع مجمل طاقمه الذي يزيد لغاية الآن عن 30 شخصا، وإنما تتواصل بلهجة تفاؤل عن استقبال الجمهور للمحطة. "هدفنا إيصال رسالتنا للناس، بغض النظر إن كنا الرقم واحد أو الرقم اثنين. ما يهمنا هو عدد المشاهدين ومن يؤمن بفكرتنا، وأؤمن بأن هذا سيكون جيدا عندنا. ثم إن الفكر الذي تقوم عليه المحطة سيكون شيئا نحن نفتقده كثيرا في وطننا العربي ويهمنا جعل الشباب العربي متميزا".



طبعا لن يكون البث الذي ستبدأ به المحطة مقتصرا على الأردن، حيث ستبث من المدينة الإعلامية الحرة، وإنما هناك استوديوهات في مصر وإيطاليا ودبي وسواها، على أن يكون البث لاحقا من كل الوطن العربي. لكن لماذا تم اختيار الأردن تحديدا ليكون مركز المحطة، بخاصة وأن هناك دولا عربية كثيرة تعطي إمكانيات كبيرة لمدن إعلامية متخصصة، مثل دبي وبيروت والقاهرة؟ يقول الحديدي: "لا تنس أننا أردنيون". لكن هناك أردنيون كثر يخرجون إلى مدن إعلامية في الخارج لتوفر جو استثماري أو وضع قانوني أفضل.



يقول الحديدي: "القانون في المنطقة الإعلامية الحرة في الأردن متميز جدا حتى بين كل الدول العربية التي تملك مناطق إعلامية حرة. وهناك حرية كاملة ولا يوجد أي نوع من أنواع المساءلة. وبعد أن شاهدت بلاد أخرى، رأيت أن التسهيلات في الأردن ممتازة جدا".

والبرنامج الرياضي الذي ستبدأ به المحطة ليس كل شيء ستعتمد عليه "ممنوع" في بث برامجها. يقول الحديدي: "عندنا مجموعة برامج حوارية جريئة جدا ستعتمد على نهج جديد في الطرح لا يعتمد على الخبراء، وإنما على أصحاب الخبرة. فلو كانت لك أنت تجربة في حياتك، يمكنك أن تحكي عنها بنفسك. يعني لن يحكي طبيب نفسي عن المرض النفسي، لأن المريض سيتحدث عن مشكلته بكل أريحية وصراحة. وسيكون هناك برامج أخرى تحكي عن كيفية صناعة الرواد في الوطن العربي، وبرامج عن كيفية مساعدة الشباب وإعطاء الشباب الموهوب فرصة، ونتبنى مواهب شبابية، وسندعمها بالكامل لغاية خروجها إلى حيز الوجود".

لكن الحديث بصراحة، وإن عن مشاكل شبابية، قد يعني وجود حساسيات معينة وضغوطات قد تتعرض لها المحطة. فماذا تحضر "ممنوع" لهذا؟ يقول الحديدي: "أتوقع هجمات كثيرة على المحطة. ولكن عندي إيمان كامل بأن الحق يجب أن يظهر. ولا يمكن للضباب والغيم أن يحجب الشمس، ولو لفترة معينة، والحقيقة يجب أن تظهر على الساحة بكل حرية وكل شفافية".



ولأن المحطة شبابية، فإن غالبية العاملين فيها هم من الشباب. والهدف الذي تركز عليه المحطة هو الشباب. يقول الحديدي: "الشباب في الوطن العربي يشكلون 72 في المئة من مجمل المجتمع، وبالتالي فهم مشكلة أساسية تواجه الوطن العربي. والقضية هي أن برامجنا كلها ستكون من إعدادنا ومن قلب الحدث. وسنتحدث في مواضيع كثيرة جدا، بكل صراحة وبكل شفافية ولن يكون هناك ممنوع على الممنوع وسنتكلم بفلسفة الواقع".



وهذا الشعور بأن المحطة "عربية" بالكامل ربما يؤدي إلى صعوبة التعامل مع مزاجيات شباب مختلفة، على الأقل للبعد الجغرافي. وعن كيفية التأقلم مع هذا الوضع يؤكد الحديدي أن طاقم المحطة عربي في المجمل، ليس مقتصرا على جنسية معينة: "كل برامجنا ستتخذ طابعا عربيا شاملا. ستكون هناك حلقات من الأردن ومن سوريا ومصر وهكذا، لأننا نريد أن نصل إلى أننا على الرغم من البعد السياسي والتفريق الحدودي، واختلاف اللهجات إلا أننا عرب، ومشاكلنا واحدة وجوهرنا العائلي واحد ولو اختلفت القيم بنسب بسيطة، إلا أن الفكر واحد".



ماذا عن الكوادر التي ستنضم لاحقا إلى المحطة؟ الحديدي رفض التصريح عن أسماء، لأن هنالك مفاوضات تجري حاليا مع عدد من الإعلاميين البارزين على مستوى الوطن العربي ككل للانضمام إلى طاقم المحطة، فهناك من سينضم من الخليج أو المشرق العربي أو المغرب العربي، وهكذا.

ماذا عن الخطوط الحمراء؟ فهذا هو السؤال الذي يواجه كل محطة إعلامية. وهو بالنسبة للممنوع السؤال الأهم. فالاسم يوحي أن الخطوط الحمراء ملغية تماما، لكنها لن تتعاطى في الشأن السياسي. يقول الحديدي: "اخترنا الشعار باللون الأحمر.. حتى نقول أن لا شيء عندنا باللون الأحمر سوى الشعار. فكل شيء آخر باللون الأحمر لا نؤمن به لأننا نتحدث بالممنوع."



على كل، وحتى انطلاق المحطة رسميا مع بداية شهر تموز، سيظل الكلام حبرا على ورق. والتفاؤل الذي يتحدث به الحديدي عن محطته يزيد من حرارة الانتظار. والتفاؤل هذا يعطي انطباعا بأن القادم قد يكون مختلفا، وهو على كل حال ما تريده المحطة. فالمحطة تبحث عن المختلف للوصول إلى القمة، وليس عن المنافسة في ذات المجال.



لكننا نذكر في هذا المجال إخفاقات لأكثر من محطة شبابية، منها محطة "زين" التي صارت تبث في أيامها الأخيرة أغنيات فيديو كليب كغيرها من محطات الأغاني. لكن المفارقة أن محطة "ممنوع" لن تبث أغاني الفيديو كليب مطلقا. فهذا ليس هدفها.


أضف تعليقك