ملامح اولية لمرحلة جديدة
الشروع في عملية الاصلاح السياسي ومواجهة اخطار الوطن البديل اهم التحديات
بدأ الاردن في الاشهر الاخيرة يستجيب بشكل اسرع وافضل للمتغيرات الداخلية
والخارجية فمع تنامي الشعور بفشل عملية السلام وتعثر المشروع الامريكي في
المنطقة واخفاق السياسات النيوليبرالية في حل المشاكل الاقتصادية برزت
مؤشرات قوية على ان رحلة مراجعات السياسات العامة قد بدأت على اكثر من
صعيد لعل ابرزها عودة الاتصالات الاردنية مع حركة حماس والانفتاح على
الحركة الاسلامية. وفي موازاة ذلك بدأنا نشهد دورا اوسع للدولة في العملية
الاقتصادية بعد استفحال الازمة الاقتصادية, ترافق مع حضور قوي للسلطة
التنفيذية ممثلة بالحكومة في المشهد السياسي الداخلي والخارجي وجاء هذا
الحضور معززا بديناميكية رئيس الوزراء واستجابته العالية للتوجهات الملكية.
لكن عملية المراجعة كما قلنا في بدايتها وينتظر اتخاذ المزيد من الخطوات
في المستقبل القريب لتدور العجلة بكامل سرعتها لان مهمات كبيرة وعريضة
تنتظرنا ومواجهتها تتطلب فريقا متناغما ومنسجما يدرك حجم الاخطار
والتحديات والاهم من ذلك يملك تصورا شاملا للتعامل معها.
ربما نحن على اعتاب مرحلة جديدة في القادم من الايام تحمل معها متغيرات وتغييرات على اكثر من مستوى.
المهمة الاولى والملحة التي تنتصب امامنا هي ترميم الخراب الذي لحق
بالوحدة الوطنية والعلاقات الداخلية جراء عبث سياسيين واعلاميين سعوا
لتحقيق مكاسب شخصية على حساب ثوابت الدولة والمجتمع وينبغي ان تطال عملية
الترميم علاقة المواطن بمؤسسات الدولة واحياء قيم المواطنة كأساس متين
لهذه العلاقة.
على المستوى الوطني علينا ان لا ننسى لحظة واحدة ان مواجهة مخاطر الوطن
البديل بكل طبعاتها هي مهمة مقدسة لكل الاردنيين ستتصدر الاهتمام في
المرحلة المقبلة بعد انهيار عملية السلام وحالة الانقسام الفلسطيني وتنكر
القوى الدولية وفي المقدمة امريكا لمسؤوليتها تجاه المنطقة.
اما على المستوى السياسي الداخلي فان قضية الاصلاح السياسي ستحتل موقعا
متقدما على الاجندة الوطنية فبعد سنوات من المماطلة والتسويف اتضح للجميع
ان ثمن التأجيل كان باهظا على الدولة والمجتمع وتأكد لاهل الحكم قبل
المعارضة ان ضعف المؤسسات وانكفاء القوى الاجتماعية والسياسية عن المشاركة
في الحياة الحزبية عززا سلطة الافراد ونفوذهم أغريا اصحاب الاجندات الخاصة
ودعاة التفكيك على السير في مشاريعهم بدون مقاومة من المؤسسات التشريعية
والسياسية.
ينبغي العمل بسرعة وباقصى طاقة ممكنة لتجاوز الاوضاع
السابقة والتأسيس لانطلاقة جديدة فيشعر معها كل مواطن انه شريك في هذا
الوطن ومستقبله, فالاوضاع من حولنا لا تحتمل البقاء في منتصف الطريق لاننا
سنفشل في اكمال الرحلة.











































