معاصر زيتون تحول اراض ٍ في عجلون وجرش إلى مناطق خطرة بيئيا

معاصر زيتون تحول اراض ٍ في عجلون وجرش إلى مناطق خطرة بيئيا
الرابط المختصر

لم يمض شهرُ او اكثر على انتهاء موسم عصر الزيتون ، والذي يشكل جزءا ًكبيرا ًمن القطاع الزراعي في الاردن ؛ حتى بدأت الآثار البيئية تظهر في تلك المناطق ، حيث ان بعض معاصر الزيتون لم تتخلص من مخلفاتها الناتجة عن عملية العصر حتى الان بل بقيت متراكمة بالقرب منها والقاءها في اماكن عشوائية .

المشهد في عجلون لم يختلف كثيراً عن المشهد في جرش والتي تهتم بصناعة عصر الزيتون هي الاخرى ، مياه "الزيبار" السوداء تتدفق من تلك المعاصر وتتحول الى مياه عادمة بمجرد اختلاطها بمياه الشرب فتصبح مضرة بالبيئة والانسان ، تصل الى المساحات الزراعية فتضر بالتربة والمزروعات وتجمع اصنافا من الحشرات وتنشر روائح كريهة بين السكان .

مياه "الزيبار" العادمة والسوداء اللون والتي تنتج من عملية عصر الزيتون ، هي مادة سائلة تحدث ضرراً بيئيا ً واقتصاديا ً ، حيث ارتفعت مخلفاتها الى (300) الف متر مكعب منذ بداية الموسم ، وتحتوي هذه المياه على نسبة عالية من المواد الخطرة على حياة الانسان اهمها الفينول والاكسجين الكيميائي ، ولم يقتصر الضرر على الانسان بل امتد لافساد البيئة وهي الضحية الاكبر حيث تؤثر المياه الجوفية والاراضي الزراعية ؛ حيث تقوم بعملية "تبييس" الاشجار والنباتات وقتلها والتي تؤدي بدورها الى خفض درجات الحرارة وتلوث الهواء بالغازات السامة .

الحاج ابو ياسر والذي يقطن بجوار معصرة راس منيف في عجلون يشتكي من ابقاء معصرة الزيتون على مادة "الجفت" لفترات طويلة والتي يتسرب منها سائل الزيبار ويتسبب بموت عدد من مزروعات حديقته الممتدة على طول الطريق عدا عن الروائح الكريهة والاوساخ التي تجبرهم على اغلاق اماكن التهوية بأستمرار .

ووفقا ً لأخر احصائية اصدرتها وزراة البيئة تبين ان الاردن يحتوي على (112)معصرة مرخصة وموزعة (38) في اربد (13) في جرش (15) في عجلون ، ويتوزع الباقي في مناطق اخرى من المملكة ، (70%) منها تقوم بإلقاء مادة الجفت كنفايات او يتم تخزينها وإهمالها .

كما ان (30)الف طن من مادة الزيتون تخلف نحو (12)الف طن من الجفت الذي يتم اهماله وإلقاؤه في مياه السيول والانهار او تستخدم وقودا ً للمدافىء .

وتقوم العديد من المعاصر بتجميع جفت الزيتون وهو المادة الصلبة الناتجة عن عصره وتشكل (40%) من ثمر الزيتون ويتم تجفيفه من السوائل ومن يثم بيعه ؛ حيث يتجاوز سعر الطن الواحد (100) دينار ويصل الى اكثر من ذلك حسب الطلب عليه ، وفق بسام الطوالبة والذي يعمل في احدى معاصر محافظة جرش .

ويقول الطوالبة : " بأنه على الرغم من الشكاوي الكثيرة التي يقدمها سكان المنطقة وانزعاجهم من المعصرة الأ اننا نستغل فصل الشتاء وهطول الامطار لافلات الزيبار الى الشارع تجنباً لاحتجاجاتهم ؛ عدا عن قيامهم بسحب المخلفات والسوائل في صهاريج وتصريفها في مناطق مليئة بالمياة او بالاودية بدلا ًمن دفع مبالغ لاكثر من حمولة الى مكان ابعد " .

نقيب اصحاب معاصر الزيتون عناد الفايز يؤكد على وجود لجنة مختصة بتفقد المعاصر والتأكد من ترخيصها وتطبيق شروط النظافة ، وهي مؤلفة من وزراة البيئة ووزارة الزراعة وعضو من نقابة اصحاب المعاصر كما تركز على جانب من التوعية الى جانب الرقابة .

وللتخلص من مادة الجفت وتلوثها البيئي قام عدد من مواطنين منطقة عجلون بإنشاء مصنع للجفت ، حيث تعتمد الكثير من العائلات من ذوي الدخل المحدود على الجفت للتدفئة شتاءا ً ، الأ ان حجم الضرر البيئي الناتج عن حرق الجفت اكثر بكثير مما كان عليه بالسابق .

مدير إدارة النفايات والمواد الخطرة في وزارة البيئة محمد خشاشبة اكد على اتخاذ الاجراءات القانونية الحازمة بحق أاصحاب معاصر الزيتون المخالفين ، من خلال مراحل ؛ الاولى تتم في حال كشف ممارسات خاطئة يتم إيقافها مباشرة اذا كان لا يعلم مالك المعصرة بما يحصل وخصوصا ً بأن بعضهم لا يملك المعرفة الكافية حول آلية العصر والتعامل معها بيئيا ً وصحيا ً ، والمرحلة الثانية يعطى انذار بتصويب وضعه وأنشاء خزانات اسمنتية مناسبة ونقل الزيبار الى الاماكن المخصصة ومنها مكب الاكيدر .

ويتابع خشاشبة بأن المرحلة الثالثة تأتي في حال عدم استجابة مالك المعصرة بتصويب اوضاعه وبالتالي اغلاق المعصرة وبشكل نهائي وتغريمة مخالفة تتراوح ما بين (500-1000) دينار ويحق للقاضي مضاعفة الغرامة .

هذا وقد بينت الدراسات البيئية أن مساحة اشجار الزيتون في محافظة عجلون بلغت حوالي (77) الف دونم فيها ما يزيد عن (800.000) شجرة ما بين معمرة واشجار يتراوح عمرها ما بين (50-60) عام .

وتبلغ كميات المخلفات السائلة الناجمة عن معاصر الزيتون نحو (220) الف م3 خلال الموسم منها (30) الف م3 في المحافظة ذاتها ، وتشكل هذه المخلفات خطرا ً على البيئة وعلى المياة الجوفية ، إذ انها تحتوي على عدد كبير من المركبات العضوية والكيميائية مثل الاحماض الذهنية وغيرها من البكتيريا التي تؤثر على الانسان وتفسد البيئة وتساهم في التغيير المناخي .

أضف تعليقك