مظاهرة إسلامية مسيحية احتجاجا على هدم مقابر "مأمن الله" في القدس

مظاهرة إسلامية مسيحية احتجاجا على هدم مقابر "مأمن الله" في القدس
الرابط المختصر

شارك المئات من المقدسين صباح اليوم الاربعاء في تظاهرة داخل مقبرة مأمن الله دعت إليها قوى وفصائل العمل الوطني ومؤسسات المجتمع المدني في مدينة القدس المحتلة احتجاجا على قيام الاحتلال الاسرائيلي بهدم وتجريف المئات من القبور في مقبرة مأمن الله التاريخية، وفقا لما نقلته وكالة "معا" الفلسطينية.

وتقدم التظاهرة حشد من القيادات الدينية والوطنية الإسلامية والمسيحية من القدس والداخل الفلسطيني، برز منهم الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني والشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك والشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، والمطران عطا الله رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس- القدس، وحاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، وعدد كبير من أبناء وقيادات الحركة الإسلامية ومناصريها في الداخل الفلسطيني، وعدد من القيادات الوطنية والإسلامية من القدس.

وهتف المشاركون ضد الاحتلال وممارساته ورفعوا أعلام فلسطين والفصائل الفلسطينية وشعارات الإدانة بالاحتلال وممارساته، وهتفوا للقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية وللثورة الفلسطينية سبيل المشروع الوطني الفلسطيني.

وحاصرت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية المتظاهرين في محاولة لردعهم ومنع توجه المزيد من ابناء الحركة الوطنية والمتضامنين الأجانب الى موقع المقبرة.

وأكد المفتي محمد حسين على وجوب احترام حرمة الموتى، مشيراً إلى أن المقبرة تحتوي على عدد أضرحة عدد من الصحابة والعلماء والفقهاء وأنها أحد أبرز المعالم الحضارية العربية الإسلامية في القدس.

وأضاف أن الاحتلال الاسرائيلي يمارس التهويد على الأحياء والأموات منافياً بذلك تعاليم الأديان السماوية الثلاثة خاصة فيما يتعلّق بانتهاكاته بحق الموتى.

وقال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح: "أتينا اليوم متظاهرين في أرض مقبرة مأمن الله تلبية لنداء الإنسانية والوطن والحضارة والتاريخ لنفضح المُحتل الذي يمعن في انتهاك أبسط القيم الانسانية ونعلي صوتنا في وجه الاستهداف المتعمّد من قبل الاحتلال للحقوق الأخلاقية والقانونية الفلسطينية في المدينة المحتلة خدمةً لسياسة "أسرلة" القدس التي تنتهجها دولة الاحتلال".

وأضاف دلياني أن مقبرة مأمن الله التي تبعد أقل من كيلو متر واحد إلى الغرب من سور القدس القديمة تعد من أقدم مقابر القدس وأكبرها حجماً حيث تشير سجلات دائرة الأراضي في عام 1938 الى أن مساحتها تبلغ حوالي 135 الف متر مربع و دفن فيها على مر العصور و لغاية عام 1927 الآلاف من الشهداء والصحابة والعلماء والأدباء والأعيان والحكام الذين ارتبطوا بتاريخ القدس العربية.

وأشار دلياني أن عملية انتهاك القبور في مقبرة مأمن الله بدأت عام 1933 في زمن الانتداب البريطاني حين كان المستوطنون المستعمرون الصهاينة يلقون بمخلفات عملية بناء مستوطناتهم فيها وأن عملية انتهاك القبور والموتى مستمرة إلى يومنا هذا حيث قام المحتلون بجرف وإزالة حوالي 200 قبر قبل 12 يوماً.

وتقول إسرائيل إنها تريد إقامة متحف للتسامح على أرض المقبرة، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون بقوة.

وتقع مقبرة "مأمن الله" والتي يسميها البعض "ماملا" - بمعنى ماء من الله أو بركة من الله – غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد كيلومترين من باب الخليل، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقدر مساحتها بـ200 دونم، بينما قدرها المهندسون بتاريخ 16/4/1929 بـِ ( 137.450.29م2) أي بنحو 137 دونما ونصف، علما أنه استثنى منها بناية الأوقاف التي كانت مبنية على جزء من أرض وقفها، ومقبرة الجبالية التي كانت على القندرية، والتي يفصلها عن المقبرة الشارع، وعندما سجلت المقبرة في سجلات دائرة الأراضي – الطابو- بتاريخ 22/3/1938 سجلت مساحتها (134.560) من الدونمات واستصدر بها وثيقة تسجيل أراضي " كوشان طابو " ضمن أراضي الوقف الإسلامي.