مطالبات بمقعد للمرأة المسيحية في مجلس النواب
طالبت مجموعة من الناشطات السياسيات بضرورة تخصيص مقعد للنساء المسيحيات في مجلس النواب وذلك لعدم نجاح أي امرأة مسيحية بالوصول إلى قبة البرلمان سابقًا إلا مرةً واحدة ً في البرلمان السادس عشر على مقعد الكوتا النسائية لمحافظة عجلون.
جاءت هذه المطالب ضمن جلسات التحضير للانتخابات البلدية ولقاء مجموعة من المُرشحات لانتخابات مجالس الإدارة المحلية واللواتي طرحن هذا المطلب وسط تغييب للمرأة المسيحية في مجلس النواب وتهميش هذه المطالب ضمن توصيات لجنة الاصلاح الملكي التي أصدرت توصياتها بما يخص تعديل الحياة التشريعية في الاردن دون التطرق لهذا الموضوع حسب ما طرحت مجموعة من النساء.
رانيا حدادين
وتحدثت الناشطة السياسية والحقوقية رانيا حدادين للمغطس قائلة ” إن قانون الانتخاب الصادر 2017 يمنع المرأة المسيحية من الترشح إلا في الدوائر المخصص فيها مقاعد للمسيحيين، أو تنافس في كوتا المرأة، كما أن تحديد مكان الكوتا على سبيل المثال في مدينة عمان والتي تمثل أكبر كثافة سكانية فهي مقعد واحد ويكون بعيد عن أماكن تواجد الناخبين المسيحيين المنتشرين بكل أرجاء عمّان، وكنت قد قدمت سابقاً اقتراحاً أن تكون الكوتا المسيحية مقعد مفتوح بعمان بحيث يحق للمسيحي الترشح بكل الدوائر ويعامل معاملة الكوتا والنجاح يسطر لأعلى الأصوات”.
وقالت حدادين إن مستقبل المرأة بشكل عام والمسيحية بشكل خاص في الحياة السياسية في الأردن مرهون بالإرادة الحقيقية من الدولة عن طريق تحديث القوانين المُلزمة أي قانون “عدالة اجتماعية خالي من التميز للرجل في التعين والتدخل ومواقع صنع القرار وطرق التعليم والضمان..الخ عندها المرأة تبدأ بالنضال لتنال موقع مميز بالأحزاب والحياة السياسية والبرلمانية”.
مظاهرة نسائية حزبية في عمان-الاردن اثناء حرب الاستنزاف في عام ١٩٦٨
العين جميل النمري تحدث للمغطس عن الأسباب التي تمنع النساء المسيحيات من المنافسة ضمن الكوتا ” إن النساء المسيحيات لديهن فرصة مزدوجة ضمن الكوتا المسيحية والمرأة مثل الرجل تستطيع أن تترشح وتشارك ضمن هذه الكوتا لأنها على خلفية دينية وبالتالي هي لا تميز بين الرجل والمرأة ثم هناك الكوتا النسائية، وأضاف أنه على المرأة أن تحدد على أي مقعد تريد المنافسة وبالتالي لا مانع من ترشحها ولكن عليها أن تحدد على أي مقعد تريد أن تنافس”.
العين جميل النمري
وقال النمري للمغطس إن السبب وراء عدم تواجد وجوه نسائية مسيحية تحت قبة البرلمان هو أن المرأة المسيحية إذا أرادت أن تنافس على الكوتا النسائية فهي تملك فرصة ضعيفة لأن المنافسة العددية محدودة ونحن ما زلنا نعيش في مجتمع ينتخب بناءً على الخلفية العشائرية ومناطقية، ونحن بالأساس من النادر أن نرى شخص مسيحي ينافس على المقاعد العامة أي خارج الكوتا”.
حدادين: النساء المسيحيات هن من بتصدرنا المشهد الحزبي والسياسي منذ ستينيات القرن
وقالت الناشطة رانيا حدادين للمغطس إن التمثيل الحزبي للمرأة في المجمل هو ضعيف لأن المشاركة بالأصل تكاد تكون معدومة لها في المناطق البعيدة عن العاصمة، وأضافت أنه قد يغيب عن المتابع أن التنمية المستدامة أحد ركائزها العمل الحزبي الذي يؤدي إلى مرتكز صنع القرار والإصلاح السياسي والاقتصادي، فالمرأة أكثر أمان على الصالح العام وأكثر دقة، وأضافت أنه على الأحزاب أن تدرك أهمية تقلّد المرأة للمواقع القيادية، وأضافت حدادين للمغطس أن النساء المسيحيات هن من تصدرن المشهد الحزبي والسياسي منذ بداية العمل الحزبي من ستينيات القرن.
وتابعت للمغطس “انا برأيي الشخصي ضد الكوتا لأن استخدامها كان بطريقة خاطئة، لكن بناءً على الواقع الحالي أعتقد أننا نحتاج اليها وإلا لن نرى سيدة بمجلس الأمة”.
وفي الحديث حول قانونية المطالب النسائية للوصول إلى قبة البرلمان قال النمري للمغطس “إن هذا المطلب هو قانوني لأن مبدأ الكوتا هو قانوني وهو موجود منذ نشأة المملكة ولكن ما هيّة الكوتا التي توضع هو قرار سياسي وفق الاحتياجات والضرورات ولا يوجد هناك أي مشكلة قانونية لإنشاء أي كوتا إضافية”. وقال النمري إنه وباعتقاده أن إضافة كوتا للمرأة المسيحية قد يواجه مشكلة إنهاء العمل بالكوتات مستقبلًا إضافة إلى أنه ليس مألوفًا ولا مرغوبًا صناعة كوتات داخل كوتات”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ ايضا: قانون أصول التّقاضي وإجراءاته” أول قانون لبطريركية الروم الأرثوذكس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال العين جميل النمري “للمغطس ” إن مطلب النساء الحقوقيات بضرورة إيصال المرأة المسيحية لقبة البرلمان هو مطلب محق ولكن المشكلة تكمن في أننا لا نستطيع أن نعطي كوتا داخل كوتا بمعنى أن نقول أن الكوتا المسيحية تُجزّء ليصبح داخلها كوتا للمرأة المسيحية، وأضاف أن هذا الأمر يمكن وصفه بالمُعقّد فقد يصبح هناك مطالبات بتخصيص كوتا للمرأة الشركسية والبدوية على غرار ذلك وهذا أمر غير واقعي لأنه لا يوجد هناك مقاعد كافية .
وأوضح النمري للمغطس أنه وضمن عمل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية تم طرح تفاصيل الكوتا، وأضاف أن التوجه لزيادة أنواع الكوتات بشكل عام قد قوبل بعدم القبول فقد كان هناك انتقادات بأنه من غير السليم أن يتحول نظام الانتخاب إلى كوتات .موضحا أن هذا الأمر سيكون مرفوض إجتماعيًا وسياسيًا.
النمري : على المرأة المسيحية أن تتجرأ أكثر للترشح لمجلس النواب
وأوضح العين جميل النمري للمغطس أنه وفي كل مجلس أعيان نجد إمرأة مسيحية ولكن في مجلس النواب يجب أن نعمل على البُعد الثقافي المجتمعي، وعلى النساء أن تتجرأ أكثر للمنافسة على الوصول لقبة البرلمان على الرغم من أن الأسباب التي قد تمنعها هي قلة المقاعد المخصصة للمسيحيين في المحافظات، ويجب أن تحظى المرأة المسيحية على دعم وتشجيع من المنظمات النسائية لتشجيعها على الترشح”.
يذكر أن أول إمرأة أردنية نجحت في الوصول لمجلس النواب كانت توجان فيصل والتي نجحت ضمن التنافس وليس على الكوتا.
وشمل تعديل قانون الانتخاب رقم 9 لعام 2010 زيادة عدد الكوتا النسائية إلى 12 مقعداً، وفي آخر تعديل عام 2016 زاد عدد مقاعد الكوتا إلى 15 مقعداً؛ ويعد هذا من أهم التعديلات التي شملت قانون الانتخاب في السنوات الأخيرة إذ أن هذا التعديل قد سلط الضوء على القضايا التي تخص النساء في المجتمع بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم أهمية مشاركة النساء في صناعة القرار في الدولة الأردنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر مجلة المغطس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ