مصممة أزياء: الأثواب التراثية تمثل وجودية وهوية كل مجتمع

الرابط المختصر

بدأت مصممة الأزياء أسماء بني عيسى تتعلق بالأزياء التراثية منذ صغرها، حيث أنها كانت ناشطة في النشاطات اللامنهجية في المدرسة وعلى مستوى اللواء والمحافظة والمملكة، بسبب تميزها بالخطابة والشعر والمطالعة، فعندما كانت تمثل جهة معينة أو عريفة حفل كانت ترتدي اللباس التراثي مع الشماغ على طريقة الأجداد قديما.

وقالت في حديث لـ راديو البلد أن سبب اهتمامها بالموضوع قرائتها مقال في جريدة عكاظ السعودية الذي كان مضمونه أن ملايين من الدولارات تنفق سنويا لإستيراد الأزياء التراثية من خارج المملكة، وذلك يدل على حاجة الشعوب العربية إلى الاعتزاز بالهوية العربية، فكان التحول في هذا الجانب أنها أصبحت تريد الاستثمار في الأزياء المستوحاة من الهوية العربية والأردنية، موضحة أن اللباس التراثي لا يتم التلاعب في عناصره لأنه يفقد هويته أما التصاميم المستوحاة من التراث فيجب تطويرها. 

وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة عمان أسعد القواسمي أن دخول التطوير على الأثواب التراثية جعلها أجمل فأصبح هناك إقبال ورغبة من جميع الفئات العمرية بارتدائها، مضيفا بأن للمواسم دور كبير في زيادة إقبال الناس على شرائها كمواسم رمضان والأفراح. 

وتابعت بني عيسى بأنه أصبح هنالك تطور كبير شهدته صناعة الأزياء التراثية في عالم التصاميم المستوحاة من التراث، وظهور العديد من الأسماء اللامعة على مستوى العالم العربي، حيث وصلت الأردن إلى مرحلة تصدير التصاميم التراثية الأردنية لكنه لم يصل إلى التنافسية التي وصل لها القفطان المغربي والساري الهندي. 

وتحدث القواسمي عن إمكانية زيادة التصدير إلى الخارج بأن الصناعة تحتاج إلى عناية ودعم، ولكن عملية التحديث والتطوير على هذه الأثواب من الممكن أن يزيد من عملية تصديرها للخارج.

وقالت بني عيسى بإن هناك دور على الوزارات كوزارة الثقافة ووزارة الخارجية تحديدا من خلال سفاراتها ليتم تصدير التراث الأردني إلى الخارج، متمنية من كل من يشغل منصبا أن يحمل الأردن في قلبه وفكره لأنه بذلك يسوق لبلده اقتصاديا واجتماعيا.

وأشارت بني عيسى إلى أن الاقتصاد يقوى بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة أكثر من المشاريع الكبيرة، تحديدا المشاريع التي تعتمد على الأيدي العاملة المحلية بدلا من الإستيراد من الخارج، وأن النجاح الفعلي عندما يكون المنتج مصنوع بأيدي أردنية. 

وذكرت المصممة أسماء خلال حديثها أنه كان لمواقع التواصل الاجتماعي إسهام كبير، حيث أن الناس أصبحت تريد عكس هوية بلدها عن طريق هذه الملابس وتسويقها بطريقة راقية، وكان الانفتاح الأكبر في هذا العام تحديدا من خلال حنة الأميرة إيمان واعتبار هذه الحركة ذكية لفتحها أبواب كثيرة وزيادتها لحجم الطلب من الخليج العربي وأميركا وكندا. 

وأضافت بني عيسى بأن التراث يشكل البعد الوجودي لأي مجتمع مهما كانت المجتمعات متقاربة من بعضها البعض فهناك خصوصية تمثل وجودية وهوية كل مجتمع بشكل متفرد.

وختمت بأنها تتمنى من وزارة الثقافة إقامة مهرجان سنوي لعرض تصاميم مصممات أردنيات من شمال الأردن إلى جنوبها، بحيث يكون هذا المهرجان تسويقي فهذه التصاميم يجب أن تصل إلى العالمية، وأن لا يكون الموضوع بناء على المعرفة الشخصية بالمصمم وإنما بناء على دراسات مهنية وأن يكون هناك تنافسية شريفة في التمثيل والحضور.