مصر والامارات أمام تحديات قمتي المناخ المقبلتين بعد قمة غلاسكو

الرابط المختصر

 يعول العديد من االخبراء والقادة البيئيين على القمتين القادمتين في مصر 2022، والإمارات العربية المتحدة 2023، لمعالجة الجوانب التي لم تتصدى لها قمة المناخ في مدينة غلاسكو الاسكتلندية.

ويرى البعض ان اختيار بلدين عربيين لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 26” هو "نقطة تحول جديدة مهمّة" وتشكل "خطوة إلى الأمام" لكنها مصحوبة بالعديد من التحديات.

عبدالمنعم السعيد في صحيفة الأهرام المصرية يوضح أن انعقاد المؤتمر في شرم الشيخ المصرية العام المقبل سوف يتحمل مسؤولية الإجابة عن أسئلة منها "كيف يمكن التصرف بعدالة في الحفاظ على الكوكب، مع إعطاء فرصة كبيرة لتنمية مناطق كثيرة في جنوب العالم؟"

ويضيف يبقى التحدي الأكبر لجميع القمم هو التنفيذ والالتزام بالتطبيق وفقًا للتواريخ والمدد الزمنية المحددة.

 

فرصة لتسليط الضوء على دمار التغير المناخي بالمنطقة على ارض الواقع

نبيل فرج الكاتب المصري المتخصص في التغير المناخي يقول ان التغير المناخي في مصر حقيقة واقعة، مشيرا الى ان ما يمر به قطاع الزراعة في مصر واقع مؤلم .

الشابة الاردنية زهرة أبو طه، التي شاركت في قمة جلاسكو كمتحدثة وممثلة عن فئة الشباب ترى  ان مخرجات القمة ليست ضمن مستوى طموح الشباب العربي، وذلك لأن المفاوضات التي دارات على مدار14 يوما حول قضية التغيرات المناخية، وإجراءات التخفيف، لا تأخذ بعين الاعتبار حق البلدان العربية بالتنمية ، وان استضافة دول عربية للقمم المقبلة هو فرصة يجب استثمارها بشكل كبير.

وشددت ان هنالك حاجة ملحة لأن تعمل كل الأطراف من أجل حماية الأرض، والمناخ، ولكن دون إغفال حقيقة تأثر الدول العربية من التغيرات المناخية، أكثر من غيرها، ومن هنا تنبثق تحديات كبيرة امام الشباب الاردني والعربي بشكل عام لان يوصوا الرسالة في القمتين المقبلتين في مصر والامارات.

 

كفاءات شبابية تجعل العالم ينصتون الى الأصوات الشبابية

ودعت الشباب العربي الى ضرورة الاستفادة من اقامة القمتين المقبلتين في دول عربية التوجه نحو إيجاد حلول واقعية للتصدي لتغير المناخ، وتعزيز نهج المدن المستدامة، والاقتصاد الأخضر، والتحول الطاقي، والذي سينعكس ايجابا على الشباب، عبر خلق المزيد من فرص العمل في ظل ارتفاع معدلات البطالة التي يشهدها الوطن العربي.

واضافت انه المطلوب الآن تجهيز كفاءات شبابية قادرة على تفاوض دول العالم وجعلهم يستمعون وبإنصات الى الأصوات الشبابية، باعتبار أنهم الفئة التي ستدفع ضريبة ما يحدث لكوكبنا، بفعل الأنشطة التي مارستها الدول المتقدمة والاجيال السابقة، وساهمت في تدميره.

 الناشطة البيئية الشابة هالة الحموي عبرت عن تفاؤلها ان تستضيف دول عربية قمة المناخ لسنتين مقبلتين، وخاصة اننا في الدول النامية متأثرين في الغالب لتغير المناخ ولسنا مؤثرين فيه.

واضافت ان انه الان هنالك ضرورة  لإدماج الشباب في كافة السياسات، فهم من يمتلكون المعرفة، وهم قادرون على تخطيط، وتنفيذ، ومراقبة العمل المناخي.

تأثير التغير المناخي على الطفل العربي هو الاهم

الناشطة المصرية دينا عمارة إن "حياة الأطفال ومستقبلهم سيكونان الأكثر اضطرابا... وسيتحمل الأطفال العبء الأكبر من الجوع وسوء التغذية" في ضوء تفاقم حالات الجفاف والفيضانات التي تؤدى إلى تدهور إنتاج الغذاء، وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب ندرة المياه وتلوث الهواء وخاصة في الدول النامية والتي تشكل الدول العربية جزء كبير منها.

لذا ترى عمارة ان استضافة مصر ل كوب 27 فرصة لاظهار اثار التغير المناخي على الطفل العربي ومستقبله المضطرب في ظل هذه المعطيات المؤلمة.

وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية، قالت في كلمتها بمؤتمر جلاسكو ان مصر سوف تعمل على جمع جهود العالم لمواجهة تحدي تغير المناخ، الذي لا يفرق في تأثيراته بين الدول، ويتطلب إجراءات متعددة الأطراف نشطة وديناميكية وتعاونية بين الجميع.

وأكدت فؤاد ان مؤتمر كوب 27 سيكون مؤتمرًا أفريقيًا حقيقيًا، متأملة أن يحقق تقدمًا في مجالات الأولويات مثل تمويل المناخ والتكيف والخسارة والأضرار، لمواكبة التقدم الذي يأمل العالم أن يحققه في جهود التخفيف والوصول إلى الحياد الكربوني.

الامارات جاهزون لاستضافة كوب 28

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، قال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر بمناسبة اختيار الامارات كدولة مستضيفة لمؤتمر المناخ  إن "الإمارات بلد الفرص والتعاون والعمل الإيجابي، ونحن جاهزون لاستضافة أكبر مؤتمر وتجمع دولي لإيجاد حلول للتحديات المناخية التي يواجهها كوكب الأرض".

ويُعد استخدام الطاقة المتجددة ركيزة أساسية في استراتيجية الإمارات لتقليل الانبعاثات الكربونية ودرء أسوأ تداعيات الاحتباس الحراري.

وتشمل هذه المبادرات مشاريع الطاقة الشمسية، والتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، واستخدام الهيدروجين كوقود نظيف.

واستثمرت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة ما يقارب 17 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة النظيفة في 70 دولة مع التركيز بصورة خاصة على الدول النامية.

 

وفي عام 2021، استضافت دولة الإمارات الحوار الإقليمي للتغير المناخي، وشاركت في قمة المناخ على مستوى القادة حيث عززت التزامها بالزراعة المستدامة. ونظراً لكون النظم الغذائية مسؤولة عن نحو ربع الانبعاثات الكربونية العالمية، أطلقت الإمارات بالتعاون مع 39 دولة أخرى "مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ".

·        بالتعاون والشراكة مع مؤسسة فريدريش  إيبرت

أضف تعليقك