يرسمون الفرحة على وجوه طلبة المدارس الأقل حظا في المناطق الفقيرة، وذلك بتقديم وجبات إفطار لم يجدوها سابقا، ويخففون آلام الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة، وذلك بتأمين مواصلات لا يستطيعون تأمينها للوصول للمستشفيات.
وبين إفطار صباحي ومواصلات لمريض، ينفذ المتطوعون القائمون على "مبادرة فرحة" جملة من المشاريع الخيرية المتنوعة، منها زيارات لدور رعاية كبار السن بعدما نسيهم أبناؤهم، ومستشفيات لأصحاب الأمراض النفسية قلّ من يزورهم، والكراسي المتحركة لطلبة يعانون من الإعاقة الجسدية وغيرها.
متطوعات يجهزن الطعام لتوزيعه من خلال فعاليات "مبادرة فرحة"
مساواة معيشية
ينشط فريق من الشباب المتطوعين المنتشرين في جميع محافظات المملكة لنشر الفرحة بين فاقديها بسبب ظروف حياتهم، وتحفيز الشباب والراغبين في العمل التطوعي، لتقديم يد العون لمحتاجيها.
أسست المتطوعة شهرزاد ساونده مبادرة فرحة عام 2017 مع صديقتين، من خلال صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت بمشاريع خيرية صغيرة، ويوما بعد يوم بدأت المبادرة تكبر وتبحث عن أبواب خير جديدة وريادية وغير مطروقة.
ألعاب وحفلات تنظمها المبادرة للطلبة الأقل حظا
وتضيف ساونده للجزيرة نت أن مبادرة فرحة "تتلمس حاجة الطلبة والعائلات الأقل حظا لتأمينها، وتحقيق حالة من المساواة بينهم وبين أقرانهم، وتأمين أبسط متطلبات الحياة التي يفتقدونها من غذاء وكساء".
وتابعت أن المبادرة -التي بدأت بـ3 متطوعات- يعمل فيها الآن 33 متطوعا من طلبة جامعات وموظفين ومتقاعدين، حتى باتت لدينا عائلات من المتطوعين تتشارك العائلة صغارا وكبار في توزيع التبرعات، وتأمين الأغذية والمأكولات، وتفتح مشاريع خيرية رائدة".
شهرزاد ساونده مؤسسة المبادرة في حملة تطوعية بإحدى دور المسنين في عمان (الجزيرة)
إفطار ومصروف
وبخصوص مبادرة "مصروفي"، قالت ساونده إن مبادرة مصروفي جاءت "استجابة لحاجة الطلبة الأقل حظا والفقراء في المدارس، وذلك من خلال توفير وجبة الفطور الصباحية، وتأمين مصروف يومي لهؤلاء الطلبة أسوة بزملائهم".
ويعمد هؤلاء الطلبة لعدم الخروج فترة الاستراحة المدرسية بسبب افتقارهم للمال -حسب ساونده- مما يحول دون شرائهم المأكولات أو العصائر، وحرمانهم من تناول وجبة الفطور الصباحية.
توزيع وجبات الفطور الصباحية على الطلبة في مدرسة البربيطة بمحافظة الطفيلة جنوبي الأردن (الجزيرة)
عند ذلك بدأ المتطوعون تنفيذ مشروع توفير وجبات إفطار صحية لهؤلاء الطلبة في مدرستين: إحداهما في العاصمة عمّان، والثانية في منطقة البربيطة بمحافظة الطفيلة (جنوبي المملكة)، بالتعاون والتنسيق مع إدارة المدرسة، وفق ساونده.
وتسعى المبادرة بجهود المتبرعين لتوسيع عدد المدارس المستفيدة من المبادرة خلال العام الدراسي القادم، بحيث يتم تزويد المقاصف المدرسية بمواد غذائية وفواكه وخضروات يتم توزيعها على الطلبة المحتاجين.
من فعاليات توزيع الفطور الصباحي بمدرسة البربيطة في الطفيلة (الجزيرة)
مرضى ومواصلات
ومن المشاريع الخيرية الريادية للمبادرة مشروع "مواصلاتي"، وتقول المتطوعة في المبادرة نورة خضر للجزيرة نت إن فكرة المشروع تقوم على توفير مواصلات للأطفال المرضى المصابين بالأمراض المزمنة إلى المستشفيات، وذلك لتلقي علاجهم الدوري بشكل أسبوعي، خاصة المرضى في محافظات الأطراف البعيدة عن عمّان.
وتضيف نورة خضر أن هناك عائلات لا تستطيع إيصال أبنائها المرضى لتلقي العلاج، وذلك لعدم توفر أجور المواصلات من وإلى المستشفيات، مما يحرم الأطفال من تلقي علاجهم، خاصة من ذوي الأمراض المزمنة كالسرطان وغسل الكلى والسكري.
ولمواجهة تلك المشكلة -تقول نورة خضر- قام المتطوعون بجمع مبالغ مالية، وإنشاء محافظ مالية إلكترونية لتوفر قيمة المواصلات لعائلات الأطفال المرضى، إذ تم تأمين مواصلات لنحو 30 عائلة ولمدة عام كامل من محافظات عجلون وجرش والزرقاء والأغوار الشمالية والجنوبية.
فتيات يسهمن في الأعمال التطوعية بتوزيع وجبات الطعام في إحدى دور المسنين (الجزيرة)
عائلات متطوعة
ويحرص القائمون على المبادرة على مشاركة الأطفال في الأعمال التطوعية، وذلك لتعليمهم البذل والعطاء وحب الخير.
وبين جنبات دار للمسنين في إحدى ضواحي عمان، تتجول الفتيات سارة (13عاما)، وكاترينا (12 عاما)، وليلى (10 أعوام) بين رواد الدار، يوزعن أطباق الطعام والعصائر والحلويات، ويوزعن معها الحب والعطف والحنان.
مبادرة فرحة توزع ملابس وأحذية على طلبة مدارس في محافظة الطفيلة (الجزيرة)
ويعمل المتطوعون في مشاريع خيرية أخرى، أبرزها: تقديم المساعدات لطلبة الجامعات المحتاجين لتكملة مسيرتهم العلمية، من أقساط ومواصلات ومتطلبات دراسية، ومبادرة تحويل الكتب الجامعية للطلبة المكفوفين للغة برايل، حتى يتمكنوا من الدراسة بيسر وسهولة، مع تأمين مصروف شهري.
وخلال أزمة كورونا، أطلق المتطوعون عددا من المبادرات، منها: توفير أسطوانات أكسجين لمرضى الجهاز التنفسي والرئة والمصابين بكورونا، وتوفير الأدوية اللازمة والضرورية لهم، وتوزيع طرود غذائية وصحية لعمال المياومة وفاقدي وظائفهم خلال الجائحة.
المصدر : الجزيرة