مصاب بالإيدز يروي تجربته مع المرض
اكتشف إصابته بفيروس المرض عند إجراء فحوصات بعد أن شعر بأعراض المرض الذي بدا على هيئة نوبات من الإعياء والتعب الشديدين، يروي شاب أردني (26 عاما) لعمان نت.
كان خارج الأردن، قبل سنتين ونصف، عندما اكتشف إصابته بمرض نقص المناعة المكتسبة الايدز. انتقلت له العدوى عن طريق علاقة جنسية مع فتاة تحمل الفيروس كانت تشاركه المنزل.
في البداية شعر بالخوف والذعر من المرض وأحس أن أيامه معدودة وانه سيفارق الحياة بعد شهور قليلة، وبات يفكر بمصيره عند عودته إلى الأردن. ويقول: "كنت خائفا جدا لأنني كنت اجهل طبيعة المرض، ولا اعرف ما هي آلية التعامل مع المصابين في الأردن بالإضافة إلى أنني كنت اعتقد انه سيتم حجري صحيا وبعدها سأفارق الحياة بعد 3 أشهر".
صديق المصاب كان له الدور الأكبر في مساعدته لتخطي المرض، حيث اقترح عليه زيارة مركز المشورة والفحص الطوعي. ويتابع: "ساعدني المركز كثيرا لتخطي الأزمة التي كنت أعاني منها خصوصا من الناحية النفسية وتعرفت على المصابين هناك وكان لهم دور كبير في رفع معنوياتي خصوصا عندما عرفت أنهم مصابين منذ أكثر من 20 عام. وهكذا تحولت نظرتي للتفاؤل بالحياة".
ويضيف: "تعرفت على المرض وكيفية عمل الفيروس ومدى تأثيره على الجسم وكيف أتغلب عليه وأتعايش معه وان لا أكون سلبيا في المجتمع وفي حياتي، وتعلمت أن أعيش كأي فرد طبيعي".
وتلقى المصاب العلاج في المركز وأخذ الأدوية اللازمة، وهي حبوب تؤخذ كل صباح ومساء، حبة قبل الأكل وثلاث حبات بعد الأكل كل 12 ساعة.
هذا الدواء يعمل على محاربة فيروس الايدز في الدم لتصل نسبته إلى الصفر بالإضافة إلى حصر الفيروس في الخلايا المصابة فقط، وهكذا يصبح المصاب حاملا للمرض وليس ناقلا، ويعمل الدواء على دعم وتقوية عمل جهاز المناعة ليصبح المرض مزمنا وليس قاتلا.
وتزوج المصاب بعد إصابته بالمرض ومارس حياته كأي شخص سليم وطبيعي لا يعاني من أي مرض، وقال: "أي شخص مصاب بالمرض يستطيع أن يتزوج، لقد قمت باصطحاب زوجتي إلى المركز وزودوها بكامل المعلومات وكيفية التعامل مع المرض والوقاية منه لأن هناك احتمالية كبيرة لانتقال المرض إذا لم يتم اخذ الاحتياطات اللازمة كاستخدام الواقي Condoms، وهي تقبلت الفكرة ونحن نعيش حياة طبيعية 100%".
الأسرة كان لها الدور الأكبر في مساندة ابنهم المصاب. "أسرتي ساندتني ووقفت إلى جانبي ولم يشعروني بأي شيء كون حالتي مستقرة، وعندما ينظرون إلي يعلمون أني طبيعي كما اشعر أنا، لدرجة أنه لا يخطر في ذهني أني أعاني من أي شيء".
وينتقل فيروس الايدز عن طريق سوائل الجسم ولكنه لا ينتقل إلا عبر سوائل معينة كالدم والإفرازات الجنسية الأنثوية والإفرازات الجنسية الذكرية بالإضافة إلى حليب الرضاعة من الأم.
يوضح مدير برنامج الايدز الوطني ومدير رقابة الأمراض في وزارة الصحة د. بسام الحجاوي: "منذ عام 1986 سجلت عدد حالات التراكمي في الأردن حتى نهاية تشرين ثاني 550 إصابة من جنسيات أردنية وغير أردنية، منها 185 حالة مسجلة بين الأردنيين توفي منهم 85".
وحول كيفية تعامل المركز مع المرضى، يزيد د. الحجاوي: "لا يزال الموضوع حساس لأنه لا يوجد علاج شافي ومطعوم مخصص، عادة نتعامل مع هؤلاء المرضى بسرية تامة لنحميهم من الأخطار على صحتهم وعلى أسرهم وأصدقائهم أو أماكن العمل وفي المجتمع كاملا. فعندما يواجههم أي مرض أو أعراض معينة فإننا نقدم لهم النصح عن طريق الاتصال بوحدة المشورة والفحص الطوعي والعلاج على مدار الساعة ونؤمن لهم العلاج من خلال المختصين".
ومع تقدم الطب أصبح هذا المرض غير قاتل، فإذا تم اكتشافه في وقت مبكر فيتم السيطرة عليه بشكل أفضل عن طريق العلاج الثلاثي الموجود في الأردن والذي يعتبر من أفضل العلاجات في دول العالم.
وأفاد مصدر مسؤول في وزارة الصحة لجريدة الرأي الاردنية ان (100) مصاب أردني توفي بمرض الإيدز ، وانخفض عدد الإصابات التراكمي للمرض منذ بدئ رصده قبل 22 عاما إلى (85) حالة من أصل 185 إصابة لبالغين واطفال.
وأبلغ المصدر- فضّل عدم الإفصاح عن اسمه- إلى الرأي أن غالبية الوفيات كانت هذا العام.
وأضاف أن عدد الإصابات الاجمالي بالمرض في الأردن حتى نهاية العام الجاري وصلت إلى (550) إصابة بعد إن سجلت وزارة الصحة (58) إصابات جديدة مؤخرا - ثماني حالات لأردنيين والبقية لوافدين بينهم أربع نساء حسب أرقام رسمية. غير أن المصدر أوضح أن الأردن لا يزال يصنف ضمن الدول ذات معدلات الانتشار المنخفضة في الإيدز، وقال أن غالبية حالات الوفاة تسكن عمان والزرقاء واربد والبلقاء.
ومن جانبها، قالت مبعوثة الأمم المتحدة للإيدز في آسيا نفيس صادق أن " الأردن يعتبر من الدول ذات نسبة الإصابة المنخفضة بالإيدز" إلا أنها أشارت إلى أن الأرقام والإحصاءات الحالية غير حقيقية.
وأضافت أن "الأرقام المقدرة في الأردن منخفضة كأي دولة أخرى في المنطقة، ولكن في قضية الإيدز فان 90% من المصابين لا يعلمون أنهم مصابون" موضحة أن " الأرقام الحالية هي تقديرية وليست واقعية".
وبين المصدر إجراءات الدفن الخاصة بهذه الحالات يطبقها البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز اذ يتدخل في إجراءات دفن الحالات المصابة وفق طرق وقائية بمشاركة ذوي المصاب.
يشار إلى أن الإصابات بالإيدز تقع ضمن الفئة العمرية من 27- 52 عاما وان الإصابة بالغالب تنتقل إليهم من خارج الأردن.
وفي هذا الصدد ، تشير أرقام وزارة الصحة الى إن 41 إصابة من إجمالي الإصابات نقلت لها العدوى من داخل الأردن، في حين نقلت 450 حالة من الخارج و5 إصابات غير معروف مصدرها.
وتم رصد 460 ألف شخص بين حامل للفيروس أو مصاب به في الوطن العربي، بحسب مسودة الدليل الإعلامي لمكافحة "الإيدز" والتي تعمل على إعداده منظمة اليونسكو.
وللمزيد من الاستفسارات والإجابة على أسألتكم حول طرق العدوى وكيفية الكشف عن فيروس الإيدز، يمكنكم التواصل مع مركز الإرشاد والخط الساخن التابع لوزارة الصحة على أرقام الهواتف 5697933 أو 5673436 مع العلم أن كافة الاستشارات يتم التعامل معها بخصوصية تامة.
إستمع الآن











































