مشروع استيطاني جنوبي القدس ومطالبات بتسهيل تسليح المستوطنين
تستعد لجنة البناء الإسرائيلية في منطقة القدس بحث إقامة مشروع بناء استيطاني جديد جنوبي مدينة القدس وذلك بعد الأعياد اليهودية، وفقا لما نقلته وكالة "معا" الفلسطينية.
وبحسب ما نشر موقع صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء، فقد كان من المقرر أن يتم بحث هذا المشروع الذي دخل في مراحله النهائية خلال هذه الأيام، ولكن لتخوفات أن يؤثر ذلك على الجولة الثانية من المفاوضات التي افتتحت اليوم الثلاثاء في شرم الشيخ، كما حدث إثر إعلان وزير الداخلية الإسرائيلية إيلي ايشاي، أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن، عن بناء 1600 وحدة سكنية شمال مدينة القدس، تم تأجيل الأمر إلى ما بعد الأعياد اليهودية".
ووفقا لما نشر الموقع، "فإن هذا المشروع الذي يضم 1362 وحدة سكنية يقع جنوبي مدينة القدس وخارج ما يسمى "الخط الأخضر"، حيث يقسم المشروع إلى قسمين، الأول سيضم 549 وحدة سكنية، والثاني 813 وحدة سكنية، حيث سيتم البناء في المنطقة ما بين حي تل بيوت ومستوطنة جيلو، أي في المنطقة التي تعرف في منطقة بيت لحم بمنطقة "مار الياس" والتي تقع شمال مدينة بيت لحم، حيث من المتوقع أن تقوم لجنة البناء في منطقة القدس بإقرار هذا المشروع والذي وصل إلى مراحله النهائية، ويأتي هذا التوجة لدى لجنة البناء قبل موعد انتهاء فترة تجميد البناء التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية والتي تنتهي في الـ 26 من هذا الشهر، وقبل معرفه الموقف الجديد للحكومة الإسرائيلية من عمليات البناء".
يشار إلى أنه في حال تنفيذ هذا المشروع الاستيطاني فإن المدخل الجنوبي لمدينة القدس المحتلة سوف يتم إغلاقه ليس بفعل الحاجز العسكري المسمى "حاجز 300" وإنما بفعل التواصل الاستيطاني وفقا لهذه الخطة، بحيث سيتم ربط مستوطنة جيلو بباقي الأحياء الاستيطانية التي أقيمت جنوبي مدينة القدس المحتلة.
إلى ذلك، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن لجنة الداخلية البرلمانية الإسرائيلية أوصت وزيري الداخلية ايلي يشاي والأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش بتغيير الأنظمة المتعلقة بمنح أسلحة لسكان المستوطنات في الضفة الغربية واعتماد معايير تسهل حصولهم على الأسلحة.
الاستيطان يلقي بظلاله على جولة شرم الشيخ:
بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الثلاثاء الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة، في شرم الشيخ المصرية، في محاولة لتجاوز مأزق البناء الاستيطاني الإسرائيلي الذي يهدد بإحباط المفاوضات.
فقد نقلت وكالة "رويترز" عن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قوله إن اختيار المضي قدما في البناء الاستيطاني بأي شكل يعني تدمير المفاوضات.
وأدلى عريقات بهذا التصريح بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن إسرائيل لا تستطيع تمديد تجميد جزئي لبناء المساكن في مستوطنات الضفة الغربية وإن أشار إلى أنه سيحد من نطاق البناء المستقبلي.
وأعرب عريقات عن أمله بأن "تنحاز الحكومة الإسرائيلية عندما تخير بين المستوطنات والسلام إلى خيار السلام، لا يمكنهم الحصول على الاثنين معا."
وقال مسؤول إسرائيلي كبير قبل فترة وجيزة من التوجه إلى مصر "نأمل أن يسعى الفلسطينيون إلى وسيلة لتجاوز الخلافات بدلا من اتباع أسلوب كل شيء أو لا شيء، وفقا لما نقلته "رويترز".
فيما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين وهي في طريقها إلى شرم الشيخ أن على إسرائيل والفلسطينيين أن يحلوا النزاع بشأن انتهاء حظر إسرائيلي على البناء في أراض يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
وأضافت من على متن على الطائرة في طريقها إلى مصر لحضور الجولة الثانية من محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية إن على الجانبين أن يعملا بجد، مجددة دعوة الولايات المتحدة إلى مد حظر على البناء الاستيطاني الجديد في الضفة الغربية.
وقالت كلينتون في بداية رحلتها إلى منتجع شرم الشيخ المصري حيث تجري محادثات اليوم الثلاثاء "بالنسبة لي هذا خيار بسيط.. لا مفاوضات. لا أمن. لا دولة... ليس هناك أي أمل في النجاح في غياب المفاوضات المباشرة."
المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل أكد أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يواصلان جهودهما لتحقيق تقدم ملموس، وأضاف "أعتقد أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح بشكل عام".
وأشار ميتشل، في مؤتمر صحفي بعيد جولة محادثات شرم الشيخ، إلى أن إسرائيل يجب أن تمدد تجميد البناء في المستوطنات بالضفة الغربية،"من أجل الاستمرار في محادثات السلام المباشرة، قائلا إن هذا هو موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما.